صرخة عشرة آلاف مواطن للمحافظ قبل حدوث الكارثة

لآني بكاذب ، إذا ما أشرتُ الي أن ما سطرته أدناه كان يجبُ أن يُنشر قبل ما يقاربُ من سبعين يوما من مساء يوم الاثنين 2013325 م ( وهي الليلة التي عشتُ فيها تدفق السيول وشاهدتُ قوة محاصرتها لبيوتنا الطينية  وقد كانت أشبه بالبسكويت في فنجان شاي ملبن ، ولولا رعاية الله ورحمته وعطفه  لحدثت كارثة  كتلك التي كانت عام 2008 م  ولا زال بعض المتضررين منها في انتظار تعويضاتهم ) ، وذلك استجابة لطلب الاخ / مراد باجبير عضو المجلس المحلي لمديرية سيؤن المنتخب من قبل أهالي حي مريمة  لتأخير نشره ،  حتى لا يكون سببا في توقيف مشروع رص ورصف ورصع وبناء مسيال وادي جذع بمريمة ، وتحديثه بما يتناسب وازدياد الكثافة السكانية ، خاصة وان الكثير ممن تضرروا من كارثة 2008م ولا نحصي لهم عددا أصبحوا من سكان الحي حيث المتابعات جارية بين المسؤلين المعنيين في العقار والأشغال والإدارة المحلية بمديرية سيؤن لحل قضية ( السوم ) الذي أقدم على بنائه احد المواطنين القادمين من خارج مدينة سيؤن في نهاية مجرى مسيال وادي جذع الذي يشكل  بقاؤه خطورة على بيوت مريمة الجديدة ( القبلية ) حالة تدفق السيول .

 وفي اليوم الثاني ولكي اطمئن على صدق قوله تواصلت هاتفيا مع المهندس / عمر باعارمه مديرعام  هيئة مصلحة أراضي وعقارات الدولة وبدوره أكد لي أن الأخ مراد كان عنده اليوم لمتابعة القضية أعلاه وهي في طريقها الى الحل ، فأذعنتُ لطلبه في تأخير نشر موضوعي الموسوم بالعنوان أعلاه غير أن المكتوب والمقدر سبق كل الحلول ولقد أعتصرني الألم كثيرا في عدم نشره فلربما في نشره يطلع عليه المحافظ ويسارع في إعطاء توجيهاته قبل حدوث الكارثة ( ربما ) لان وقتها لم يكن الأخ / سالم سعيد المنهالي وكيل وادي حضرموت موجودا لظروفه الصحية المعروفة .

غير أن هذا الموقف في عدم النشر قد تعلمتُ منه درسا لم ولن أنساه ما حييت خاصة فيما يتعلق بحياة الناس ( الغلابه ) الذين لا سند لهم ولا قوة إلاّ النظام والقانون ، واستميح الجميع العذر لنشره بعد حدوث الكارثة فربما يكون فيه الاعتبار لكوارث قادمة لان الوساطات والرشوات جلبت لبلادي بعض مسؤلين لا يعتبرون ولا يقرؤون ولا يسمعون إلاّ صدى أصواتهم وبس ، فأليه ادعوكم :

·  الكتابة فعل إنساني وأفكاره ضميرا لها حتى وان أساء البعض فهمها ، وكمتابعين لمؤشرات النشرات الجوية فلا زال الخوف يراود كثيرا من سكان الوادي بعودة الانخفاض الجوي في عام 2013  م  والعلم عند الله ولكي لا نتصف بالشيطان الأخرس وتتكرر مآّسات كارثة أكتوبر 2008 م التي لازالت آثارها النفسية مصاحبة لكثير من أهلنا وإخواننا في حضرموت والمهرة وان كانت الشكوى لغير الله مذلة ، فإننا لا نشكو  لكننا نصرخ لعل صدى صرخات عشرة آلاف مواطن يسمعها من له ضمير حي ، وحفاظا على المحافظ من عيون شياطين الإنس فإنني اختصر له مسافة المتابعة تخيلا .

·  هؤلاء المواطنون هم من سكان حي مريمة البوابة الشرقية لمدينة سيؤن ، ومريمة قديما تقع في وادٍ اسمه جذع يشتهر بغزارة تدفق سيوله والناظر الفطن سيلاحظ أن البيوت القديمة بُنيت بمحاذات الجبل وليس في قلب وادي جذع خوفا من شيطنة سيوله إلاّ أن التناسل الشرعي زاد من الكثافة السكانية وأصبحت البيوت القديمة تضيق بمن فيها ، وفي بداية ثمانينيات القرن الماضي ، حوالي عام 1982 م كان لدى  السلطات المحلية في المديرية الشمالية  نية بناء دار المعلمين في امتداد وادي جذع من الجهة الشمالية ، فتم أخذ عينة من تربة الموقع للتعرف على قوة تماسكها وصلابتها وعدم تأثيرها مستقبلا عند تدفق السيول من الوادي وهل يصلح البناء فيه أم لا  مع اخذ عينات أخرى من مواقع متنوعة من وادي جذع ، وتم إرسال تلك العينة الى احد مختبرات ألمانيا الشرقية ( سابقا ) وبعد وقت ، وصلت الى إدارة مأمور المديرية الشمالية ( سيؤن) التي كان وقتها هي المسؤلة المباشرة على توزيع الأراضي السكنية  أي قبل إنشاء إدارة الإسكان ، النتائج الإيجابية بالبناء وتحديد مواقع أخرى في نفس الوادي غير صالح البناء فيها وعلى غرار هذه النتائج العلمية تم بناء دار المعلمين  وهو شاهدا حيا على ايجابية تلك الفحوصات كما تمت الاستفادة من توزيع مساحة شاسعة من وادي جذع كقطع أراضي للبناء والسكن الشخصي ، وفق تخطيط جيد وسليم استفاد منه ذوي الدخل المحدود ولكن بعد أن عملت إدارة المأمور وقتذاك حماية تكبح غضب السيول وتطوعها لتمر بسلام وسلاسة في مسيال جذع بعد التشاور مع من هم اكبر سنا ويعرفون مداخل ومرور ومخارج سيول وادي جذع ، ( المعلومات تلك استيقتها من الاخ / رمضان سعيد سلمي مساعد مأمور المديرية الشمالية ، فشكرا له ) وخلال تلك السنوات الطوال لم نرى أو نسمع بان أهالي مريمة تعرضوا للتشرد أو التهديد نتيجة للأمطار والسيول وهذا بفضل ورعاية من الله و لن نسمع  احد المسؤلين تجراء على النظام وإعطاء تراخيص رسمية للمواطنين للبناء في مجاري السيول ولم نسمع أن مواطن قام بالبناء العشوائي في أي موقع كان فما بالك بمواقع البناء في مواقع يشكل البناء فيها خطورة على الأهالي وكل ذلك يعود لحضور الدولة ومنظومتها القانونية والتنفيذية الى جانب وعي المواطن بان في النظام والقانون وتطبيقهما حماية له وللآخرين ، وفي تجاوزهما عقوبة تنتظره ، إما اليوم فالمواطن يبحث عن النظام والقانون فلم يجده حتى القانون الذي يحمي حياته من العشوائيات لم يجد له تطبيقا ،

·  في شهر يناير 2013م تم استدعائي من قبل الأخوين / مراد باجبير عضو المجلس المحلي بمديرية سيؤن وجعفر العامري عاقل حي مريمة مع مجموعة من شخصيات ووجهاء ساحة الخضراء بالحي لحضور لقاء في منزل الأخ / بن شرمان مدير عام مديرية سيؤن ، لمعرفة آخر متابعاته بعد شكوتهم من أن مواطن قام بعمل سوم في مجرى السيول وهو ما يشكل خطورة على بيوت الأهالي حالة تدفقها ، فأخبر الجميع بان هذا العمل غير قانوني وهو متضامن مع كل الأهالي في مطلبهم والأفضل أن يكون الحل بالتراضي فيما بينكم وبين المواطن .

· على فكرة من خلال متابعة كل الأطراف الرسمية المعنية متعاطفة مع الأهالي وتؤكد عدم قانونية ذلك العمل وأصدرت توجيهاتها بإزالة السوم ( خط بارليف ) ولكن الجهات التنفيذية ( الشرطة) تأبى ذلك لأسباب لم تتوضح .

· اعتقد أن بعض حمران العيون عيونهم على المساحة الشاسعة الواسعة المسوسة والمسماة بدار الرئاسة و التي ساسها الشمالي إذا لم يتم إزالته فسوف يسبب كارثة إنسانية للأهالي ومساكنهم  كونه يقف عائقا أمام مرور السيول  ويشكل توئم مع السوم إياه ويرغبون منه ( السوم )  تشكيل رأي عام شعبي  وبه يتم الضغط على السلطة المحلية بالوادي ومساومتها بالتعويض نظير إزالة السوم ولا ندري هل ستفقه سلطتنا المحلية مكرهم ذاك ويفهمها الاخ / خالد الديني محافظنا الشاب ويقف موقف الرجال مع حقنا نحن أهالي مريمة في الحياة قبل أن تجرف منازلنا السيول إذا ما قدر الله رعدت وبرقت وصعقت وأرسلت علينا السماء مدرارا ، وسال وادي جذع بقدره ، ووقف السوم وساس دار الرئاسة ( الوهمي ) سدا منيعا في طريق سيوله الغاشمة ، فتردت إلينا منتقمة من فعلنا الذي لم ولن نفعله ونحن منه براء ، وإنما فعلوه بعض سفهاء المسؤلية ، وحتى يتم إصدار التوجيهات الايجابية التي نتمنى أن تسبق وقوع الكارثة وتكرار ما كان عام 2008 م ندعوا الله أن لا يعاملنا بما فعل السفهاء منا .

بقلم : سليمان مطران 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص