واجبُ الشبابِ في مواجهةِ التيارات والأفكار

حضرموت اليوم / تريم / خاص:

التيارات والأفكار والتحديات التي تواجه شباب الأمة وسُبل التعامل معها.. ذاك هو عنوانُ ندوةٍ كانت من الأهمية بمكانٍ سامية.. عُقدت مساء يوم أمس الثلاثاء 28 جماد الأول 1434هـ الموافق 9 إبريل 2013م بمدينة تريم بجوار مسجد المحضار (ساحة الخضيب).. تلك الساحة - ورغم كبر مساحتها- غير أنها اكتظّت بجمهور من مختلف الأعمار والتخصصات كان جلّهم من الفئات الشبابية (أساتذةٌ وجامعيون وطلابٌ في الحلقات التعليمية وشبابٌ من الأندية الرياضية جاؤوا متعطشون لما سَيُطرَحُ في هذا اللقاء) من مختلف حارات مدينة تريم وضواحيها والمدن المجاورة لها، وذلك ضمن اللقاء الدوري والذي يُقام مُتنقِلاً في حارات مدينة تريم وتنظّمُهُ مجموعةٌ الاهتمام بشباب حارات مدينة تريم ضمن أنشطة الدائرة الدعوية بدار المصطفى، ويتم في كل لقاءٍ استضافةُ  داعيةٍ ورجلٍ من رجال العلم وأهل التربية والمربّين.

كان ضيفُ هذا اللقاء الداعية الإسلامي العلامة عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى بتريم للدارسات الإسلامية. وفي اللقاء الدوري الماضي كانت استضافة للعلامة والمفكر الإسلامي الحبيب أبوبكر العدني بن علي المشهور . وجاءت الندوةُ في هذه الدورة تحت إشراف القائمين بخدمة الدعوة بحارة المحضار وفريق السلام الرياضي بالحارة المذكورة .. 

تناولت الندوةُ في حوالي الساعتين من الزمن أهم القضايا المعاصرة والتي تهمُّ واقع الشباب والتحديات التي يواجُهها شبابُ الأمة والسبيلُ الأمثل لمواجهة مثل تلك التيارات والأفكار التي تُدبّر في ليلٍ دامسٍ وتسعى جاهدةً بكل ما أُوتيت من قوةٍ لزعزعة مبادئ الأخلاق والقيمِ النبيلة في فئات شبابنا..

عن ماذا يتحدثُ شبابُ الأمةِ اليوم في مجالِسهم ؟ وفي أيِّ اتجاه يمضون؟ وما بالُ تلك التيارات والأفكار تأخُذُ بشبابِ أمتنا يَمْنةً ويَسْرةً؟ .. ما بالُ أعداءُ الملةِ يختلقون لنا من القضايا التي تأخذ بشباب أمتنا وينجرفون ورائها ..مُستغِلةً تلك القوى حماسةُ الشباب وهيجانها .. وصارت معظمُ المجالس الشبابية وللأسف تخوضُ ليلا ونهارا خلف هذه الخطط إنْ بقصدٍ أو دونَ قصد.. وأصبح الكثير من الشباب هو المُحلل وفقَ فهمهِ القاصر لتلك القضايا والأفكار من دون اهتداءٍ أو ترشيدٍ أو رجوعٍ إلى أهل العقول الناضجة المسترشِدة بنورِ كتابِ الله وسنةِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ما بالُ شبابنا اليوم ينقادون خلفَ تلك الدعوات المتحمسة والجميع يعلم أن نهايتَها زرعٌ للفتنةِ وسفكٌ للدماء كما هو ملاحظ أمام أعيننا .. ما بالُ الشباب ينقادون خلف تلك المخططات وفيهم وبين أظهرهم من أرباب العلم ورجاحة العقل ما فيه الفلاح والسعادة لهم في الدارين؟ 

العلامة والداعية عمر بن حفيظ وكالعادة وضع خطاباً شافياً بمفهوم جديدٍ من شخص يَعِي مرحلة العصر وتقلبات الزمان وفق مبادئ ثابتة وقواعد راسخة تشهَدُ بعلُوِّ مقام هذا الرجل في العلم والمعرفة؛ مما جعل من جميع الحضور أذاناً صاغية وقلوباً واعية لجميل ذلك الطرح المتوازن .

وفي نهاية الندوة قُدمتْ العديدُ من المداخلات والأسئلة ضمن عنوان هذه الندوة دلّت على مدى وعي الشباب وإدراكهم للمهمة والتحديات التي تحاط بهم، آملين استمرار مثل هذه اللقاءات المباشرة مع الحبيب عمر وأمثاله من الدعاة والمربّين  .

وكانت الخلاصة العامة من هذه الندوة بما يلي:

-أن واجب الشباب تجاه التيارات والأفكار يقتضي أنّ للشباب المسلم مكانةً يحملون فيها للعالَم بضاعةً غالية يكونون فيها مؤثرين لا متأثرين .. يكونون فيها مُواجِهِينَ للأشياء على وفْقِ موازين قويمةٍ سليمة عظيمة تُقِيمهم في مقامهم الكريم الذي أراد الله أن يُكرِم به الإنسان من خلال المنهج الذي ارتضاه لهم المولى . وأنه مهما أرادت تلك الأفكار والتيارات أن تُضعِف من قوتنا وتُبعثرُ صفوفنا.. فطالما أننا متمسكون بهدي وتعاليم ديننا فلن تقوى تلك الأفكار في الشرق أو الغرب -مهما كانت قوتها- من خداع شبابنا ومآلها المحتوم هو الانهيار والتلاشي، وأنْ لا نُستعبد لأي فكرٍ كائناً ما كان بعد أن تشرفنا بالعبودية لخالق الأكوان .. ويبقى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم خيرُ قدوة لنا ولشباب أمتنا .

والجدير بالذكر أن هذه الندوة تابعها مباشرة الكثيرُ في أنحاء العالم الإٍسلامي عبرَ المواقع الالكترونية وقُدّمتْ بعضُ المداخلات من السعودية ومصر ولبنان وغيرها . وكان في تقديم وإدارة هذه الندوة الإعلامي مراد صبيح .  

وفي ختام الندوة قدّم الحبيب عمر شكره وتقديره وإعجابه بالشباب المنظِّمين لهذه الندوة الدورية وما أسرّ قلبه هو اجتماع ثلّةٌ مباركةٌ من الشباب تريد النهوض بحال الشباب والرقي بهم .. وبارك لهم هذه الجهود الطيبة .

وفي نهاية اللقاء كان تكريم للحبيب عمر من قِبل شباب الدعوة وشباب فريق السلام الرياضي بحارة المحضار شاكرين الحبيب عمر على إعطائهم ومنحهم هذه الفرصة الثمينة آملين أن يتجدد مثل هذا اللقاء .

كما قدّم المذكرون أيضاً هدايا تكريمية للطلاب المتفوقين في حلقات مساجد حارة المحضار وكانت تلك الهدايا تحت رعاية كريمةٍ من معرض فن للعطور بتريم.   

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص