(مواهبُ حضرموت) .. كنوزٌ أَبَتْ أن تبقى مدفونة ..

مواهبُ وقدرات، حيويةٌ وطاقات، لم يستطع المجتمعُ بكلّ دوائره ومؤسساته وإعلامهِ وثقافتهِ أن يُوجد لها متنفّساً فأبقاها مدفونةً مطمورة، غير أنّ هذه المواهبَ أبت البقاءَ مدفونة، فخرجت من قمقم الإهمال المجتمعي لكوادر أبناءه، خرجت من قمقم الكبت واللامبالاة الذي تمارسه دوائر التربية والتعليم والأسرة، لكنها خرجت جريئة صارخة أحدثت فرقعةً صدمت الكثير كما أبهرت الكثير .. ولكن تبقى موهبة وطاقة لن ولا يستطيع أحدٌ السيطرة عليها أو احتواءها فقد غادرت قمقمها ..

تشرفتُ في منزلي باستضافة (16) موهبةً من مواهب حضرموت، أبدعت الكثير على حداثة سنّها وقلّة خبرتها وضعف امكانياتها، في مجال الرسم والتصميم والتصوير والإخراج والغناء، كان آخر أعمالهم (بو حضرم ستايل)، شاهده الكثير وعارضه الكثير وأُعجبَ به الكثير، وأنا هنا لست بصدد تقييم هذا العمل فقد أعطيتُ ملاحظاتي ونصحي لمن قاموا به عسى أن تفيدهم وينتفعوا بها، لكني بصدد التنويه والتنبيه على خطورةِ أن تبقى المواهب بيننا مكبوتة مدفونة ، أو ألاّ تجد منّا آذاناً صاغيةً لها وقلوباً راعيةً لها وأرواحاً داعمةً لها، حينها وفي ظل العولمة والتقنية والاعلام وفضاءاته المفتوحة ستخرج من قمقمها وسيصعب علينا حينها أن نتنبأ في ايّ اتجاهٍ ستمضي أو تسير ..

إستعرضوا أمامي أعمالهم في الرسم والتصميم والغناء والإخراج، ناقشتهم في الأفكار والرؤى والمقاصد والوسائل والتقنيات، أعجبني جهدهم كفريقٍ متناغمٍ متجانس، يتكلمون لغةً واحدة بسيطة بلا تعقيدات، يحملون أحلاماً يعبّرون عنها بعفويتهم وبساطتهم وقدراتهم ومهاراتهم، يحتاجون بكل تأكيد إلى كلّ نقدٍ ناصحٍ وتوجيه متّزن يستثمر طاقاتهم لتجعل من الفنّ والإبداع أدوات بناءٍ وتنميةٍ في المجتمع ..

شكراً (مواهب حضرموت) .. وأتمنى لهم المزيد من التوفيق .. والتسديد .. وأن يرتقوا بأعمالهم فكراً ومقصداً وأسلوباً .. وأن يستمعوا لكلّ نصحٍ ناقد فبالتأكيد سيكون له الأثر الإيجابي في الأرتقاء بهم وبأعمالهم ..

ولكلِّ شبابنا أقول: (أنتمُ كالمطر يبعث فيما حوله الحياة إن هيّئنا له مجاريه الرحيبة واستوعبناه، فإن أعقنا تدفقهُ وضيقنا عليه أضحى السيل الجارف المدمّر ) ..

بقلم الدكتور / عادل محمد باحميد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص