المشكلات الصفية .. الأسباب .. وطرق علاجها

حضرموت اليوم / سيئون / استطلاع / أحمد خندور.. فهمي بارمادة :

استضافت لجنة التكافل بحي القرن المدرب الدولي / طارق باجبير في البرنامج (مبادئ التعليم الحديث)  بمشاركة (75)  معلما تطرق خلالها إلى طرق التدريس المختلفة بنوعيها الفردية والجماعية كما تناول بعض المشكلات الصفية التي يتعرض لها المدرسين في مجالهم التعليمي اليومي  ومعرفة أسبابها وطرق حلها .. ولتسليط الضوء اكثر حول المشكلات الصفية ومن خلال صفحات سيئون قدم بعض التربويين الذين يعايشون هذه المشكلات في واقعهم خلاصة تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال  ..

استطلاع المشكلات الصفية - القرن

الأستاذ أحمد يسلم خباه يعتبر موضوع المشكلات الصفية موضوع مهم لأن كثير من المعلمين يعانون من هذه المشكلات والحقيقة أنه لا يوجد تعليم بدون مشكلات، حتى في الدول المتقدمة يعانون من مشكلات كثيرة، ولكن هناك فرق بين معلم وآخر في التعامل مع هذه المشكلات الصفية، فبعض المعلمين يسيء التعامل بغير قصد مع المشكلة فتزداد وتستفحل عليه، والبعض الآخر يسيطر على المشكلة بحكمة وروية وصبر، ولذلك أشكر القائمين على الملتقى وخاصة الأستاذ المحاضر طارق باجبير على اختيارهم لهذا الموضوع؛ لأن مشكلات الصفوف أصبحت هموم يومية لدى الكثير من المعلمين، وليس عيباً أن نتعلم ونستفيد من الآخرين في التعامل مع هذه المشكلات، ولكن الخطأ هو أن نصر على أساليبنا القديمة، ولنجعل شعارنا دائماً التعلم والأخذ بكل جديد، كما قال الشاعر :

تعلم فليس المرء يولد عالماً ** وليس أخو علم كمن هو جاهل

وإن كبير القوم لا علم عنده ** صغيراً إذا التفتْ عليه المحافل

وأما أفضل وأحسن الطرق في علاج المشكلات الصفية من وجهة نظر الأستاذ أحمد خباه فهي :

• معرفة الدافع للمشكلة وتحديده (ملل وضجر، توتر، عدوان، انتقام ... الخ) .

• عدم التسرع في إصدار الأحكام على الطلاب بعينهم سببوا مشكلات سابقة، وذلك في حالة عدم معرفتنا لمسبب المشكلة .

• أن لا يقوم المعلم بتعميم العقاب على الصف كله أو الصفوف الأخيرة .

• الالتزام بالأساليب التربوية في العقاب، وتجنب العقاب الصارم .

• التصرف بهدوء وحكمة، وعدم الغضب، وفقد السيطرة .

• تكرار النصيحة للطلاب، وغرس في نفوسهم خطأ هذه التصرفات السلبية .

الأستاذ أشرف عاشور مطبق يضع عدداً من النقاط لحل المشكلات الصفة، من أبرزها :

1) المشكلات الصفية هي جزء من العملية التربوية التعليمية، فوجودها أمر لابد منه، أو لا مفر منه .

2) المشكلات الصفية هي التي تصقل مهارات المعلمين كلما تمكنوا من تجاوزها .

3) المشكلة أنها ليس لها طريقة حل واحدة، بل هناك عدة طرق للحل، وذلك يعود للمعلم، فهو من يختار الطريقة التي يراها مناسبة له في تطبيقها ومناسبة للطالب في أثرها، ولذلك نجد أن كثيرا من المعلمين تمكنوا من حل مشاكل متشابهة، بل تكون متطابقة، ولكن بطرق مختلفة، وذلك على حسب خبراتهم وشخصياتهم، فالمشكلة عند الطالب كالمرض، والمعلم كالطبيب، وطريقة حل المشكلة كالدواء.. فكلما كان الطبيب على علم ودراية بأصناف الأدوية وحديها، ولديه خبرات بمشاركته مع زملاءه من الأطباء استطاع تحديد الدواء المناسب لهذا المرض، وإذا لم يستطع غيّر الدواء بعد فترة معينة، وإذا لم يستطع حوّل المريض إلى جهة أخرى يرى أنها أقدر منه في تحديد الدواء . وكذلك المعلم يحدد أسلوب مناسب لحل مشكلة معينة، فإذا وجد ذلك نافعاً استخدمه في نفس المشكلة إذا تكررت من طالب إلى آخر أو صف آخر، وإذا لم يجد نفعاً غيّر الأسلوب .. وهذا الأمر يطور مهاراته .. ويستمر في ذلك ويسأل زملاءه المعلمين ممن واجه هذه المشكلات واستطاع حلها، وإذا لم يتمكن من حل المشكلة بالشكل المناسب يحيل الأمر إلى جهة أخرى قد تكون الإدارة، قد يكون ولي الأمر، ... الخ .

ثانياً : المشكلات الفنية أو التقنية :

وهي كل ما يمنع أو يعرقل أو يضعف وصول ما أراد المعلم إيصاله وغرسه في الطالب .. مثال ذلك – على السبيل المثال لا الحصر - :

- موقع الطالب في الصف بالنسبة لقربه وبعده من السبورة، وكذلك بالنسبة للطلاب المجاورين له قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على مستواه .

- أسلوب المعلم في الشرح

أما الأستاذ صالح عبود يربوع فيرى أن المشكلات الصفية كثيرة ومتنوعة منها : نقص المعلم، غياب المعلم، تأخير الطالب، المبنى المدرسي، ضعف الطلاب ... الخ، ويتلخص في المصادر التالية :

1) أسباب متعلقة بالمعلم : كالمعاملة الخشنة للطلاب، التهديد، الوعيد، التحيز لفئة، صوت المعلم، خط المعلم، لبس المعلم .

2) أسباب متعلقة بالطلاب :

عدم وجود الرغبة من بعض التلاميذ للتعلم، الجو التنافسي العدواني، العدوى السلوكية، وجود المشاكل الأسرية .

3) مشكلات متعلقة بالمادة : صعوبة المادة، قلة الإثارة والمتعة فيها، طول المحتوى .

4) مشكلات متعلقة بالصف : الصف غير مهيأ، ضيق الصف، نقص في الإنارة، نقص في المقاعد، الازدحام الشديد، الكثافة العالية تصل أحياناً إلى 60 طالب .

الوقاية من حدوث المشكلات أو الحد منها :

1) على المعلم أن يتعرف على طلابه بداية العام، ويعرّفهم عن نفسه .

2) الاهتمام بهم، وحل مشكلاتهم، والحرص عليهم، ويحسسهم أنه أب حريص على مصلحتهم .

3) إذا أحس أن هناك طالب يعاني من مشكلة ما، فعليه استدعائه والجلوس معه ومساعدته في حل مشكلته مستعيناً بالإدارة المدرسية والأخصائي الاجتماعي .

4) احترام الطلاب وإعطاء التحية صباحاً والسؤال عن حالهم .

5) عند دخوله إلى الصف تقديم التحية والسلام، وتفقد طلابه والسؤال عن الغائبين : أين محمد ؟ أين علي ؟ وإذا وجد أن طالباً مريضاً بالأمس فعليه السؤال عن حالته .

6) التمهيد للدرس مستعيناً بمشاركة الطلاب .

7) استعمال الوسيلة الجيدة أو خروج الطلاب إلى الموقع المتعلق بالدرس.

8) مشاركة الطلاب في الدرس.

9) الوقوف أمام الطلاب في أحد أركان الصف واستخدام السبورة والوسيلة خير استخدام .

10) التقيم المحدد والمختصر للدرس .

11) الواجب المعقول للطلاب حتى يسهل تنفيذه .

12) مقابلة ولي الأمر لحل مشكلة التلميذ الذي يعاني من السلوك العدواني أو الانطواء لعله يتوفق إلى حل .

وأما عن معالجة المشكلة، فيوضح الأستاذ صالح يربوع توزيعها كالآتي :

1) مشكلة بسيطة : على المعلم أن يتجاهلها، ويستمر في حصته، ويكتفي بالنظر إلى الفاعل .

2) مشكلة كبيرة : مثل الحذف بالطبشور أو الصفير، فعلى المعلم أن لا يغضب، وعليه أن يحافظ على هدوئه، وأن يوقف نشاطه لعله يعرف الجاني، وإلا فعليه أن يجدد نشاط التلاميذ ويغير من نبرات الصوت، ويقدم النصيحة إلى الطلاب، ويستمر في حصته .

3) إذا عرف مصدر الإزعاج، فعليه استدعاء الذي شك فيه إلى مكتبه بعد الحصة، وإذا اعترف فعليه أن يقدم اللوم والتعهد كتابياً .

4) بعض المعلمون يسأل بعض الطلاب الحريصون على الحصة، ويعطونه تفصيلاً كاملاً عن الفاعل، وبهذا ينهي المشكلة مع هذا الطالب بالاعتراف والتوقيع على ذلك.

أما الأستاذ عبدالقادر سالم بافضل (أبو حلمي) ومن خلال عمله لفترة (26) سنة في مجال التربية والتعليم، والتعامل المباشر مع الطلاب على اختلاف طبقاتهم، وأيضاً مستوياتهم، وكذا مع نخب متعددة من المعلمين، واستنتج أن حل ومعالجة ما يحدث في الصف ومع نفس الطلاب الذين يدرسهم تختلف من معلم لآخر، وحسب السلوك الذي يحدثه الطالب .. ولهذا فهو شخصياً يتعامل في الصف بعدة طرق حسب التصرف الذي يقوم به الطالب، وما هو التصرف المناسب معه حينها بحيث لا يعمل ذلك على ضياع وقت الحصة، فمثلاً :

1) طالب يكتب أي موضوع أثناء شرح الدرس .. اعمل إيقافه، بأن يقف ويستمع لما يقال، وإذا استمر هذا السلوك في عدة حصص فإني أستدعيه وأوجه له النصح منفرداً لتغيير هذا السلوك .

2) طالب يحدث صوتاً متعمداً أو غير متعمد .. وهو ما يثير حفيظة المعلم وانزعاجه، فأعمل على توجيه السؤال المألوف : من عمل هذا الصوت ؟ فأحياناً أجد الطالب أحدث هذا الصوت عن غير قصد، فيقف ويقول أنا، فلا أوجه له اللوم أو الشتيمة، وإنما أقول له لا تفعل مرة أخرى.. اجلس .. وقد أستدعيه وأعرف سبب ذلك .. أما إذا لم يعترف أحد، فأكمل الحصة، ثم أبحث بطريقة أو بأخرى عن مصدر الصوت، ولا أقوم بالعقاب الجماعي مثل ضرب الصف كله .

3) طالب دائم الحركة والكل يشكو منه : فإني أستدعيه وأوجه له النصح، وإن لم أجد استجابة لذلك فإني أستدعي ولي الأمر للتفاهم معه، وإعلام إدارة المدرسة بذلك .

4) استخدام العصا مع بعض الطلاب الذين لا يستجيبون للكلام أو النصح في الحصة، وأرى أنهم سيعرقلون سير الحصة، أو إخراجهم من الصف للقيام بعمل يفيد المدرسة كالكنس مثلاً .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص