غادر الصحفي راجح العمري، رئيس تحرير صحيفة ومنصة سما عدن الإخبارية، مدينة عدن بعد أكثر من عشرين عاماً قضاها فيها ما بين الدراسة والعمل والنضال الإعلامي.
وقال العمري في منشور مؤثر عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:
"عشتُ في عدن لأكثر من عشرين عامًا، درستُ المرحلة الابتدائية ثم الجامعية، وتزوجتُ، وعملتُ فيها، ولم أفكر بالمغادرة لأن عدن هي أمي وكل شيء في حياتي. إلا أنني غادرتُها مُجبَراً، بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وبعد أن حُورب الشرفاء والمناضلون، واستُجلب المرتزقة والعملاء بديلاً لهم."
وأكد أن مغادرته لم تكن رغبة شخصية، بل نتيجة تدهور الأوضاع وتراجع القيم التي ناضل من أجلها، مضيفاً:
"لقد خرجنا إلى الساحات والميادين، وناضلنا عبر الإعلام، نبحث عن وطن جنوبي يُخرجنا من الوضع المأساوي الذي نحن فيه، إلا أننا عدنا إلى ما هو أسوأ، وأصبح المواطن في عدن يبحث عن ساعة كهرباء، بعدما كان يبحث عن وطن."
وتساءل العمري بحرقة عن المسؤولين الحقيقيين عن هذا التدهور، قائلاً:
"من أوصلنا إلى هذا الوضع؟ أليسوا هم من فوّضهم الشعب ليكونوا صوته الحقيقي والمنقذ الوحيد لهم؟"
مغادرة العمري تعكس حجم الإحباط الذي بات يشعر به كثير من أبناء المدينة، خصوصًا في ظل تدهور الخدمات الأساسية، وتغوّل الفساد، وتراجع قيم النضال التي لطالما شكّلت هوية عدن.