حضرموت اليوم – سيئون - خالد بن عمور
قام صباح اليوم وفد سعودي يضم عددا من الدكاترة ورجال إعمال وشباب بزيارة لعدد من مناطق وادي حضرموت اطلع خلالها على أبرز المعالم التاريخية والشواهد الحضارية التي تزخر بها مدن وادي حضرموت.
حيث اطلع الوفد على محتويات قصر السلطان ألكثيري الذي بناه السلطان حسين بن علي بن منصور ألكثيري واستمعوا لشرح مفصل من القائمين لما يحتويه من كنوز أثرية يعود تاريخها الى القرن الأول قبل الميلاد إضافة الى اثأر (ريبون ) التي تعود الى نحو إلف عام قبل الميلاد ، وقسم العادات والتقاليد وبعض الصور القديمة عن وادي حضرموت .
بعد ذلك توجه الوفد الى مدينة تريم( الغناء) التاريخية الشهيرة بقصورها الأثرية والتاريخية حيث زاروا قصر عشة وقصر المنصورة مستمعين الى شرح عن مكونات تلك القصور التي بنيت في أوائل القرن العشرين وتعرفوا على النمط المعماري والنقوش والأبنية الفريدة التي تتميز بها تلك القصور ، ثم زاروا مسجد المحضار والذي يعد معلما دينيا واثريا وكذا منارته المعمارية الشهيرة الشامخة التي يبلغ طولها ( 175) قدما بداخلها150درجة سلم للصعود الى القمة والتي بنيت من الطين المطلي بالنورة على يد المعلم عوض عفيف وأساسها الشيخ عمر بن عبدا لرحمن محضار السقاف سنة 1321هـ .
بعد ذلك قام الوفد السعودي يرافقهم عادل باهرمز مدير مكتب المراسيم بوادي حضرموت بزيارة لمكتبة الأحقاف للمخطوطات واستمعوا من أمين المكتبة حسين عمر الهادي الى شرح عن المكتبة التي تأسست في عام 1972م وما تحتويه من نفائس الكتب والمخطوطات المختلفة والتي يبلغ نحو ستة آلاف مخطوط محتوية على كنوز الشريعة السمحاء والآداب والتاريخ وعدد من الكتب والمراجع المختلفة والتي يعود البعض منها الى القرن العاشر والحادي عشري الهجري.
ثم توجه الوفد الى دار المصطفى للدراسات الإسلامية وطافوا بأقسام الدار واستمعوا من القائمين على الدار الى شرح مفصل عن منهاج العلوم الشرعية والذي تأسس في عام 1414هـ، واستقبال عدد من الطلاب الوافدين للدراسة من بعض الدول العربية والأسيوية والإفريقية،كما ألقيت عدد من الكلمات أكدت جميعها على وسطية الإسلام وسماحة الشريعة الغراء.
وكان الوفد قد قام ظهر اليوم بزيارة لمدينة شبام التاريخية تعرف خلالها على نمط وأساليب العمارة الطينية التي تتميز بها المدينة بمبانيها الشاهقة البالغ عمرها أكثر من خمسمائة سنة .
أعرب رئيس الوفد السعودي / احمد سالم محمد باشماخ عن إعجابه بما شاهده من معالم أثرية وتاريخية زاخرة في هذه المنطقة ، مشيدا بدور الحضارم الذين هاجروا الى كثير من أصقاع العالم لنشر العلم بالموعظة والكلمة الحسنة.
منوها بان الذي ليس ( له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل ) حيث شاهدت بحضرموت في دوعن وشبام وتريم وسيئون عراقة الماضي وان الحضارم لهم ماضي مجيد .
مشيرا الى ان الحضرمي أينما ترحل في أصقاع العالم تجده متواجدا لكنه ورغم التقدم ببلد الغربة تلاقيه مرتبط بوطنه الذي نشاء فيه وبماضي وطنه.
واختتم رئيس الوفد السعودي تصريحه بأن لديه شعور كبير بان بهذا الوادي الكثير والكثير من الآثار لم تكتشف بعد ، مطالباً الهيئة العامة للآثار ان تكثف جهودها للبحث عن تاريخ عميق بوادي حضرموت، منوها بان هذه الزيارة جاءت بدعوة كريمة من قبل الشيخ عبداللة احمد بقشان.