حضرموت اليوم / متابعات
شن خطيب جمعة "أين القرارات الحاسمة" هجوما شديد اللهجة ضد تأخر القرارات الجريئة والحاسمة التي طالب بها الثوار وانتظروا صدورها منذ زمن بعيد.
ووجه الخطيب فؤاد الحميري عددا من الرسائل إلى رئيس الجمهورية باسم شباب الثورة، استنكرت في مجملها تريث الرئيس في إصدار قرارات تعجل مسيرة التنمية والاستقرار في البلد.
وأكد الحميري أمام الحشود الكبيرة من ثوار العاصمة التي شهدها يوم الجمعة ميدان الستين علي استمرار الثورة حتى إسقاط الحصانة ومحاكمة القتلة واسترداد الأموال المنهوبة ، مشددا على رفض الحوار قبل صدور القرارات الحاسمة التي تقضي بإقالة العائلة من قيادة الجيش والأمن ، وهو ما قامت لأجله.
وخاطب الحميري رئيس الجمهورية قائلا "كل الناس ينادون بهيكلة الجيش وكل القوى ترفض بقاء المخلوع في اليمن، كل المكونات تنادي بعلاج الجرحى، وكل الناس يطالبون باسترداد الأموال المنهوبة ، ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق على الواقع لم نر شيئا"..
وأضاف الحميري "رسالة واحدة إلى رئيس الجمهورية : رسالة واحدة لمن وثقنا به نقول له: أيها الرئيس، لقد كان الثوار يقررون وينفذون ، وفد تنازلوا بالقرار لك والتنفيذ ، فنقول لك : إذا كنت لا تستطيع ذلك، فرد القرار الذي أعطوك لهم" مضيفا "يا رئيس الجمهورية: إن الثناء على الثورة ليس ثورة، والخطاب عن التغيير ليس التغيير، ولقد مللنا جعجعة ولم نر طحينا!!"..
واختتم الحميري رسائل الجمعة إلى الرئيس بقوله: "يا رئيس الجمهورية عند تقف أمام سفير أجنبي تذكر أن خلفك 26 يمني، ولا تحكمنا بعقلية النائب ولا المستشار، نحن اليوم نناشدك فاسمعنا قبل أن تناشدنا فلا نسمعك
كما طالب الرئيس بقرار قوي يتمرد فيه شخص واحد، وأن لا يصدر قرارا هزيلا فيتمرد عليه شعب كامل.
من جهة أخرى وفي إشارة إلى الثورة المضادة ، دعا الحميري من وصفهم بالرعيل الأول للثورة في كل الساحات إلى أن يهبوا لحماية ثورتهم ، داعيا في نفس الوقت جميع القوي السياسية والمكونات الثورية والقبلية بتأكيد موقفهم من الحصانة وبقاء أبناء المخلوع في المؤسسات العسكرية ، لتضييق الخناق على معرقلي عملية التغيير في اليمن، وتحديد اسمه وصفته أمام الجميع.
لافتا إلى رفض الثوار الحوار قطعيا مع من يدعم الإرهاب وما بقي ابن المخلوع الذي هدد بقصف العاصمة صنعاء مثل أبيه الذي قصفها بالسابق،
وأضاف خطيب الستين "إن قضية الإنسان والشيطان هي ذاتها في كل مكان وزمان", وقال "إن شيطنة المخلوع عندما رفض احترام اليمنيين وحاول تخريب مصالحهم، كتخريب الديار وقتل القتيل والمشي في جنازته، لن تمر بسلام، فقد نسي أننا شعب ذو قوة وبأس شديد، ولم يدرك عقله حقيقة أن شباب الثورة هم الذين أسقطوه من سماء السلطة وليس المبادرة الخليجية".
وطالب الحميري في خطبة الجمعة حكومة الوفاق سرعة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثل شرعيا للحكومة السورية.
وعقب صلاة الجمعة ردد المحتشدون شعارات تطالب الرئيس بالوفاء للشعب من خلال إقالة العائلة وتوحيد الجيش قبل الحوار الوطني الذي رجح مراقبون فشله ما لم تهيئي الظروف المناسبة لإنجاحه.
وفي ذات السياق دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية إلى تظاهرة مليونية غدا السبت تحت شعار "إلى متى الانتظار " في إطار برنامج الغضب الثوري الذي دشنه الثوار مطلع الأسبوع الماضي من أجل استكمال أهداف الثورة وتحقيق ما تبقى من أهدافها المدنية والاقتصادية ، وحددت تنظميه الثورة تجمع شباب الثورة عند جسر الصداقة أمام بنك العربي شارع الزبيري.
نص خطبة الستين في (جمعة أين القرارات الحاسمة) للشيخ/ فؤاد الحميري
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا. الحمد لله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه له الخلق والأمر ” لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ", "وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" حار في إبداعه الأذكياء, وافتقر لخزائنه الأغنياء, وضعف عند جبروته الأقوياء, ينسئ ولا ينسى ويمهل ولا يهمل, يخدع الخادعين ويكيد الكائدين ويمكر بالماكرين ويملي للظالمين, ويستدرجهم من حيث لا يعلمون.
واشهد أن لا إله إلا الله, ولا رب إلاه, ولا مالك سواه, عبدناه ووحدناه وكفرنا بأصنام السلطة والجاه, واشهد أن محمد عبده ومصطفاه, ومختاره ومجتباه, هدى الله به من ضل, وأغنى به من قل, وأرجع به من زل, وأعز به من ذل. خوفنا بالله فأمنا, وعبّدنا له فتحررنا, صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فأوصيكم وإياي بتقوى الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)"[آل عمران]. ثم ماذا:
" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)"[الحجر].
معاشر الأحرار والحرائر :
إن قصة الشيطان والإنسان هي هي في كل زمان ومكان. إن اختلفت الأسماء بقيت المسميات . وإن تجددت المباني تخلّدت المعاني. فالشيطنة في أساسها ثقافة قائمة على معاداة الإنسان في إنسانيته ومحاربته في حقوقه وحرياته وكرامته . وقد تشيطن المخلوع ككل المستبدين حين رفض أن يحترم إنسانية اليمنيين كما رفض أن يقر لهم بحقوقهم وحرياتهم وأن يصون كرامتهم وبلسان حاله:" قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" فقال له الشعب :" فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ" فطلب أن يكون من المنظرين في الحياة السياسية فقالت له المبادرة الخليجية " فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ" فتجرأ عندئذ و" قال رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" فحاول شراء هذا واستئجار ذاك. خرّب الدار وبكى على أطلاله , وقتل القتيل ومشي في جنازته . استعان بمنهوبات الشعب على الشعب . ووظف مسروقات الوطن ضد الوطن. كل ذلك على مرأى من الداخل ومسمعٍ من الخارج . غره أن اليمن " بلدة طيبة ورب غفور". ونسي أن شعبها " أولوا قوة وألوا باس شديد". ولم يَدُر في خلده أنه بتحريشه ووسوسته يعلن عن ضعفه لا قوته , وشيخوخته لا فتوته . فقد قال(ص) حين شكى صحابته وسوسة الشيطان:" الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة". كما لم يدر في خلده أيضاً تلك الحقيقة التي غفل عنها الكثيرون وهي أن الذي أسقطه من سماء السلطة ليست المبادرة الخليجية وإنما هي الثورة الشبابية الشعبية. وما المبادرة إلا فرش وضع لتلقفه حتى لا يرتطم بالأرض فتختلف أضلاعه ويندق عنقه . ونذكره اليوم بأنه لا يزال يهوي مذ أسقطناه ولمّا يرتطم بالأرض بعد . وقد لعمري أزف الوقت واقتربت الساعة. فإما ارتطم واُعدم , وإما التُقف وحُوكم. فإذا غرته المبادرات , فليتذكر النفوسَ الثائرات.
يا أحرار اليمن وحرائرها: وإذا كنا نؤمن ببؤس النهاية التي اختارها المخلوع لنفسه فإننا لا نتكل على هذا الإيمان , ولا نقف عند حدوده . بل نعد للأمر عدته , ونأخذ للطارئ أهبته , ونهيئ للقادم تكتيكه واستراتيجيته. فلا يهمنا نهاية الوثن بقدر ما يهمنا بداية الوطن. وهو ما لا يتحقق إلا بتغيير إيجابي حقيقي ينتقل من الأشخاص إلى الأشياء والأفكار . وبالدوران حول شمس الثورة تكتمل فصول التغيير. وهنا يكمن التحدي.
وحتى نبقى في المدار ..ونثبت على المسار ..ونحقق كامل الانتصار ..كان لابد من مصارحة تقييمية تشخص الداء وتحدد الدواء. وتعين على تجاوز الكبوات ومعالجة الهفوات.
ومن هنا أقول إن لمرحلة الضعف قوة وإن لمرحلة القوة ضعفا . وقد انتقلت الثورة الشبابية الشعبية من قوة الضعف: المتمثلة في وضوح العداء السياسي وغياب النفاق الثوري وتركز معركة الثورة خارجها. إلى ضعف القوة: المتمثل في توراي العداء السياسي وظهور النفاق الثوري وتحول معركة الثورة إلى داخلها.
والانتقال بين مرحلتي قوة الضعف وضعف القوة جديد قديم وفيه يقول تعالى:" لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)"[التوبة].
فالجميع اليوم يتحدث باسم الثورة , والكل يبدي حرصه على نجاحها , والكافة يعلنون سعيهم لتحقيق أهدافها , ثم لا نجد في الواقع إلا تراخيا وتباطؤا وتثاقلا وتسويفا.
اليوم باسم الثورة تعرقل أهدافها, وباسم الثورة يطعن في مكوناتها, وباسم الثورة يهمل معتقليها وجرحاها وشهدائها , وباسم الثورة يخرب في ساحاتها.
اليوم تبرز الثورة في الأقوال أكثر من الأفعال, وفي الدوايين اكثر من الميادين .
وقد وقف أحد السلف يعظ الناس موعظة بليغة فلما انتهى وجد أن مصحفه قد اختفى فالتفتَ إلى الناس وهم يبكون من أثر الموعظة وقال : كلكم تبكون فمن أخذ المصحف. ونحن نقول للرئيس والحكومة والأحزاب والعسكريين والعلماء ومشايخ القبائل و الشباب : كلكم ثوار فمن يعرقل الثورة. وكلكم تريدون الهيكلة فلماذا لا تتم. وكلكم تطلبون استعادة الأموال المنهوبة فلماذا لا ترجع . وكلكم ترفضون بقاء المخلوع في اليمن فلماذا لم يرحل , وكلكم تترحمون على الشهداء فلماذا يتزايدون. وكلكم تتألمون للجرحى فلماذا لا يُعالجون. وكلكم تتضامنون مع المعتقلين فلماذا لا يُطلقون.
أيها الثوار والثائرات :
والله الذي لا إله غيره ما شككت يوما في انتصار الثورة . وإنها لمنتصرة شاء من شاء وأبى من أبى .ولكنها لن تنتصر بالمتثاقلين تماما كما أنها لا تنتصر بالمتعجلين. ولن تنتصر بالمجاملين تماما كما لن تنتصر بالمتحاملين. وإننا لنعيش اليوم ضعف القوة وهو أمر طبيعي ما لم يتسع مَداه وتكثر مُداه. وحتى لا يحدث ذلك أوجه نداءين:
الأول: للرعيل الأول من ثوار الساحات أوجه نداء محمد (ص) يوم حنين: حين فرّ العَدد فطلب من عمه العباس ان ينادي العُدد .حين فرّ الكم فنادى العباس الكيف :( يا معشر الانصار يا أصحاب الشجرة). وأنا انادي : (يا معشر الثوار يا اصحاب الثورة). أنادي أوائل من وحدوا جهودهم وذوّبوا خلافاتهم وتبايعوا على الصمود والثبات في الساحات. أن هلموا لحماية ثورتكم , وتدافعوا لنصرتها , فلن يصلح آخر هذه الثورة إلا بمن صَلُح بهم أولها.
والثاني: لجميع الثوار ومكوناتهم المختلفة أوجه نداء خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم اليمامة : وقد رأى أن الغلبة أصبحت لأتباع مسيلمة الكذاب فنادى في جنده:" تمايزوا تمايزوا أيها الناس حتى ندرى من أين نؤتى"[ دعوة على منهاج النبوة]. وقد مايز بين القبائل ثم العشائر حتى جعل كل أبناء أب على حده, وعندئذ دافع الجميع عن أنفسهم وسمعتهم ودينهم فانتصروا. وأنا أنادي " تمايزوا تمايزوا يا قوى الثورة ومكوناتها حتى ندري من أين نؤتى" إنني أدعوا الجميع إلى تحديد موقف واضح من بقاء المخلوع في الحياة السياسية . وبقاء أبناءه في قيادة الجيش. بل تحديد موقف واضح من حصانة برأت المجرم وجرّمت البريء ووقفت حجر عثرة في طريق قيام مؤسسات الدولة بوظائفها. بل حجر عثرة في طريق وقوف اليمن على قدميها.
أدعو إلى تحديد مواقف واضحة من قبل مكونات الثورة جميعا كلا على حده اللقاء المشترك , الأحزاب المنضمة للثورة , أنصار الثورة , تحالف قبائل اليمن , هيئة علماء اليمن , تكتلات شباب الثورة , وغيرها حتى نعرف بالضبط من يقف وراء عرقلة عملية التغيير ووضع العصي في دواليب الثورة. ونعرف من بكى ممن تباكى.
تحديد مواقف واضحة مضمونها: لا حوار مع بقاء من يدعم الإرهابيين. لا حوار مع من يدمر البنية التحتية, لا حوار مع من يهدد بقصف العاصمة بعد أن قصفها ابوه طيلة 33 عاماً. باختصار : لا حوار مع بقاء التتار.
كما أدعو الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقة في الثورة إلى عدم الركون إلى الوعود المعسولة . فالثورة ثورته , والإرادة بعد الله إرادته . وتحقق بعض أهداف الثورة لا يعني أن في الأمر سعة. ولا يدعو إلى الراحة والدعة. بل لابد من اليقظة والحذر . ومواجهة القدر بالقدر . فالانتصار والتمكين لا يوقف النضال بل يجدد أطواره وينوع أدواره :" الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)"[الحج].
ورسالتنا اليوم إلى من وضعنا فيه ثقتنا , وأعطيناه اصواتنا , وأتمنّاه على أهداف ثورتنا . إلى الأخ رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي:
أيها الرئيس: لقد كان الثوار يقررون وينفذون. فتنازلوا عن القرار لك وتنازلوا عن التنفيذ لحكومتك. فإما أخذت القرار بحقه وإما أعدته إلى مستحقه.
أيها الرئيس : نعلم أنك لست ضعيفا فالضعيف لا يحمل حملك ولا يقوم مقامك. ولذلك لن نعفيك من المسئولية , ولن نحميك من المساءلة.
أيها الرئيس : إن الثناء على الثورة ليس ثورة . وخطابات التغيير ليست تغييرا . والوعود ليست قرارات. والتهديد لا يسحب الحصانات . وقد مللنا من الجعجعة فأرنا الطحين.
أيها الرئيس: حين يقف أمامك سفير أجنبي فتذكر أن خلفك خمسة وعشرون مليون يمني . فاحترم القريب يحترمك الغريب , واستجب للداخل يستجب لك الخارج, ولا تعكس الأمور فتبور.
أيها الرئيس : لا تحكمنا بعقلية النائب, وأيها القائد لا تقدنا بذهنية المستشار. وإن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ..فإن فساد الرأي أن تترددا "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)"[آل عمران].
أيها الرئيس: نحن اليوم نناشدك فاسمعنا قبل أن تناشدنا فلا نسمعك. فقد ناجيناك ثم ناديناك ونخشى أن نناجي الله فيك ونناديه عليك. والثورة أولها دعاء.
أيها الرئيس: قرار قوي يتمرد بسببه فرد , خير لك من قرار هزيل يثور بسببه شعب.
أيها الرئيس: لو كانت الثورة في جيب حزب ما قامت . ولو كانت في يد جماعة ما دامت . وإن المارد قد خرج من قمقمه , والعنقاء قد انبعثت من رمادها . فانحز إلى المعتقلين تتحرر . ومِل إلى الجرحى تصح . وانتصر للشهداء تحيا . وكن مع الوطن تُفلح . وإنها لثورة حتى الدولة.
معاشر الأحرار والحرائر: ولسوريا الحبيبة دين مستحق في عنق كل حر , وأهل اليمن أولى الناس بالشام فنحن أصلهم وهم فرعنا.
وما خفف الكوارث عنّا أهل اليمن إلا تخفيفنا الكوارث عن الناس."والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" أما الشوام فليسوا إخوتنا بل هم أنفسنا , وقد كان اليمن ولا زال وسيبقى لهم عونا ومددا. تسوء أحواله ولا تسوء أخلاقه. وتضيق ذات يده ولا تضيق ذات مدده. تقول البلدان : نفسي نفسي . ويقول اليمن : أمتي أمتي.
وقد قال(ص):" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله و هم كذلك ، قالوا : و أين هم ؟ قال : ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس ". وما تآمر الشرق والغرب على سوريا لكونها سوريا , بل لأنها من أكناف بيت المقدس.
وها قد أثمر الصبر , واقترب الفجر , ودنى النصر . فالله الله في الشام يا اهل المدد . الله الله في الغساسنة يا أصل العرب . الله الله في سوريا يا شعب اليمن. وأول ما ينبغي عمله رسمياً إعلان الاعتراف الرسمي بالائتلاف الوطني السوري. فما عاد هناك ما يبرر التأخير , أو يسمح بالتقصير.
وختاما:
لا زالت الثورة الغراء لهابه..ولا تزال جموع الشعب وثابة
والحق يعلو ولا يعلى عليه هنا..ونفخة الباطل المخلوع كذابة
مهما تملك من عَدٍّ ومن عُدد..يظل لصاً ونفس اللص هيّابة
فليخشَ منا فإنا لا ننام له..وعن قريب يرى في كفنا نابه
ومن تبدّى لنا ذئبا نقول له..: عُد للبراري فليست ارضنا غابة
نحن اليمانين ما لِنّا بمعتركٍ..ولا خضعنا لفرعونٍ وما شابه
ومن يهددنا بالسيف يرفعه..فسوف نرفع في عينيه سبابه
لا المدفعية تحمي من يخادعنا..ولا الصواريخ تُغني عنه إنْ جَابَه
وألف دبابة ليست تزلزلنا..ففي شراييننا مليون دبابة.
وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه بقوله تعالى" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"..اللهم ارحم شهدائنا واشف جرحانا وأطلق معتقلينا, وتمم نصر ثورتنا, اللهم صُن دمائنا, واحفظ أعراضنا, واحمِ بلادنا ووحدتنا . اللهم انصر شعبنا السوري في محنته وكن معه في كربته وأعنه على بشار وشبيحته, وأذقهم نصرك العاجل, وفتحك القريب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.