لا ندري إلى متى ونحن نمشي في طريق الهم والمعاناة، فتارة نسمع الأخبار الرائعة والأنباء الممتعة فجأة ، وما إن تتهلل الوجوه وتنفرج أسارير الناس ويعود الأمل يحلق من جديد، ما إن يحدث ذلك كله وتتبعه لحظة غريبة هي حينما يطلّ علينا المقاول الفلتة من جديد إلا وتتبدل الأحوال ويعود الحال إلى الوراء إن لم يكن إلى الزوال، وتنقلب الأمور رأساً على عقب حينها نعلم أن الأمر فيه سر، ولا نكون متشائمين إن قلنا إنها ‘‘ لعنة المقاول’’ التي ابتلانا الله بها ليعلمنا الصبر وقوة التحمل .
تصيبنا في أحيان كثيرة أسلحة الحيرة و ( الوحلة ) لماذا يصرّ المقاول على البقاء معرقلاً سبيل سعادتنا إلى الآن، ويعمل بكل ما أوتي من قوة ومنعة في أن يحول بين الناس وبين وداع شيء من معاناتهم ، معاناة لطالما تصدرت القائمة وحملت الرقم ( 1 ) علماً أن القائمة تطول والمصائب يرقق بعضها البعض، أم ترون معي أن السر يكمن في الإمعان في تدويخنا وتعييشنا في نفق الـ ( صوعة ) المظلم كما وعد بذلك ؟؟
لقد جفّت الحناجر وتكسرت الأقلام وتناثر مدادها الأسود الحزين على صفحة واقع مؤلم ومتقلب لا ندري متى تحين نهايته، وما برحنا يومياً وبالخصوص في صبيحة كل سبت ننتظر اللجنة المنتظرة في ذهول، ولعله يوم لا يأتي أو ربما كما قال بعضهم بل المقصود سبت يوم القيامة إن علمنا أن القيامة في يوم جمعة لا سبت بعده .
اجتماعات لجنة الطريق تترى، ولا جديد في الأمر غير توقعات الشارع وتحليلات المجالس والدكك، وبصراحة وفي هذا الوقت بالذات ورغم كرهنا لها كم ( خرمنا ) اللقاءات الموسعة بالناس على غير ما كنا نراها من قبل اجتماعات سلبية يسودها الصمت والتهامس أو تتسيد عليها أصوات معروفة ملتها الأسماع وملها الزمن .
أعلم أن هناك أنفساً يسرها ما نحن فيه من ( صوعة ) و ( خبيط الرماد )، وربما استغلت التوقيت المناسب لتنشب مخالب الفتنة والكيد بين أهالي المنطقة، وهي لا تستحق حتى الاهتمام بأطروحاتها مهما كانت عقلانية، من ناحية أن الشخصية لا تتحلى بالجرأة والشجاعة بل نراها موغلة في الجبن والخوف من خلال تخفيها وراء أسماء مستعارة، وأقولها بكل صراحة أنها انعدمت من شرف الرجولة والمواجهة ( رجلاً لرجل )، وإني وإن ذكرت للرجولة فهذا لا يعني أني أنقل تلك الشخصية إلى فئة النساء فو الله أشرف مكانة منه بل الأصح أن أجعله ( نكرة ) مجهولة ارتضت لنفسها أن تعيش بين أوحال الغدر ومستنقعات إذكاء نار الفرقة والتشرذم .
وختاماً نأمل أن يكفينا الله شرّ المراحل القادمة على يد مقاول لا تستكين نفسه حتى تثير أفئدة الغلابة بالدعاء ، وأن يعجّل مولانا من فوق سبع سماوات طباقاً بزوال كل ظالم رعديد ألهى قلوبنا وعقولنا ولم يجعلها تسكن في محراب الأمن والطمأنينة .
بقلم: أحمد عمر باحمادي