رئيس الكتلة البرلمانية : أي محاولة للحاكم للتفرد في الانتخابات انتحار سياسي يهدد الوحدة الوطنية

حضرموت اليوم : متابعات - الاهالي

حذر الدكتور عبد الرحمن بافضل " رئيس الكتلة البرلمانية بالتجمع اليمني للإصلاح " الحزب الحاكم من مغبة التفكير بالمضي بإجراء الانتخابات بمفردة، معتبرا ذلك انتحار من شانه تهديد الوحدة الوطنية.

 

وقال بافضل في حوار طويل مع صحيفة الأهالي :" إن الضامن الحقيقي للوحدة هو حكم محلي كامل الصلاحيات الذي يمكن المواطنين من العمل في الأراضي والاستثمار والتعليم والزراعة والأسماك ويسمح للبلاد من التقدم للأمام, مع إبقاء النفط والخارجية والجيش والأمن والمطارات والموانئ والجمارك بيد الحكومة المركزية.

 

وعلق بافضل على حديث الرئيس بشأن حكم محلي واسع الصلاحيات بأنها" لعبة يعني لا شيء".

وحذر الحزب الحاكم من مغبة لجوئه إلى خيارة المفضل في استدراج المشترك لدخول الانتخابات تحت ضغط الوقت كما تعود ذلك دائما, مستعرضا لقاءات جمعته بسفراء أجانب طالبهم خلالها بأن يحضروا بين المؤتمر والمشترك كمراقبين للتأكد ممن يقف وراء عرقلة الاتفاق (في إشارة إلى اتفاق فبراير) لاسيما وأن الحزب كما يبدو بحسب بافضل " فهم يبدو خطتهم يسحبونا إلى أن يأتي يوم الأمر الواقع يعملوا انتخابات لوحدهم".

 

وتناول بافضل في ثنايا حديثة نزول اللقاء المشترك إلى الشارع ومحاورة الشعب كبديل تأخر كثيرا عن ما اسماه بـ"حوار الغرف".

 

وأكد أن المشترك لدية حوارين، احدهما مع المؤتمر والآخر مع الشعب، لكنة شدد على أن الحوار مع الشعب "لا يمكن نستغني عن الشعب ونحاور في الغرف، حوار الغرف ما جاب نتيجة، لكن حوار الشارع والشعب يخليهم يحترموك إذا أنت قوي في الميدان يحترموك، الحوثي فرض نفسه بالسلاح حاوروه.

 

وبشان تعدد الواجهات الحاملة لراية الحراك الجنوبي ,قال بافضل :"إن الحراك نوعين الآن، حراك بعنف وحراك سلمي، نحن مع الحراك السلمي ونرحب بهم في المشترك".

 

وأشار وزير التجارة الأسبق الذي كان يتحدث في ذات الحوار عن الاقتصاد إلى تجاربه الخاصة في استقدام مستثمرين حضارمة من السعودية للاستثمار في اليمن, وما حصل لهم بعد ذلك من معاملة في المناخ الاستثماري الذي انخفضت فيه المشاريع الاستثمارية في العام الماضي إلى 131 مشروع من أصل 360 مشروع سجلت في 2007. وقال بافضل عن تجربته تلك: "أنا جبت العيسائي وبن محفوظ من اجل يستثمروا في الغاز ويصنعوا آمونيا ويوريا, وكان عبداللة بايونس يأتي من جدة وكلما نأتي يطردونا ومرة يقولوا الغاز ما هو حقنا, ومرة أخرى يقولوا القرار بيد الشركاء, وما عندنا الكمية الكافية".

 

وتساءل بافضل عن الأسباب, لكنة خلص إلى الإجابة: "ما فيش استثمار في هذا البلد".

 

وأوضح أن المواطنين في حضرموت متذمرين بسبب المظالم والحقوق التي أخذت هناك, مشيرا إلى أن النافذين ذهبوا إلى حضرموت واخذوا منطقة كبيرة في الريان تعود للمستثمر بقشان والعمودي بالقوة واشتروها من الناس, والى الآن ما تزال تحت سيطرتهم, رغم شكواهم للرئيس.

 

ولفت إلى أن المؤتمر سيستنسخ مثل بقية الأحزاب، كونه مرتبط بالرئيس الذي يجمعهم, علاوة عن وجود مشاكل يعيشها.

 

نص الحوار الذي حاوره/ نجيب اليافعي Nalyafee2020@hotmail.com

 

* كيف تقرأ سياسة البنك المركزي مع تدهور الريال رغم ضخه ما يقارب 890 مليون دولار في الربع الأول من العام الجاري؟

- سياسة خاطئة لا أتفق معها، لأنه عندما يضخ مثلاً 150 مليون دولار ويعطيها للصرافين وللبنوك وبعدها يستمر في الضخ هذه في الحقيقة هي مثل المورفين التي تضعها في الجسم عندما تكون متألم ليخف، ثم يعود، وهذه الطريقة والله لو يضخ حتى الستة مليار دولار الموجودة للبنك المركزي فستكون بدون نتيجة عملية في الساحة، لماذا؟ لأن البنك المركزي دوره الحقيقي والفعلي هو تغذية اعتمادات الدولة ومستلزمات القطاع الخاص بالدولار.

 

* أعطني مثالا؟

- مثلاً أنا كتاجر أجيب باخرة سكر بأربعة مليون دولار، أقول للبنك أجيب لك الريالات بالسعر الذي عندك وتغطيني بالدولار، هذا الوضع الطبيعي للبنك تغطية اعتمادات، هو يرى بعض الاحتياجات غير ضرورية، واحد يريد أنواع من الشوكلاته وغيرها، لكن الضخ لا يكون بهذا الشكل الذي يوزعوه، وإنما يوجهه لسلعة معينة؟

 

* وكيف يقوم البنك بتوجيه ما يضخه إلى السوق؟

-مثلاً؛ عندي أزمة حليب في البلاد أنا أعلن كبنك مركزي عن مبلغ (50) مليون دولار لاستيراد الحليب، فيتقدم التجار بعروضهم، أنا كبنك مركزي أختار من العروض عرض جيد ووسط وأقل على أساس أوفر في السوق كافة أنواع الحليب والسعر ما لي علاقة بتحديد السعر، أنت تغطي بالدولار قيمة السلعة التي تريد توفيرها في البلاد، في أزمة دواء، البنك عنده عشرة مليون دولار للأدوية، يقدموا أسعارهم وأنا في عندي من وزارة الصحة الدواء المطلوب، أعمل نفس الطريقة السابقة، بس أنا شطارتي أني أخلي اثنين ثلاثة تجار يوردوا مش واحد، السلعة الواحدة أوزعها على ثلاثة أربعة تجار وبعدين يتنافسوا، هنا أنا وجهت ضخ الدولار إلى السوق بطريقة تضمن لي توفر السلعة وأنها راحت في طريق يفيد الناس، أما أعطيها للصراف وهو يقوم يهربها إلى الخارج..

 

* هل كان صحيحاً أن يرسل البنك رسالة إلى البنوك بعدم تحويل الريالات المودعة إلى دولارات؟

-هذا الخطأ الثاني عندما فجع الناس وأرسل للبنوك رسالة قال لهم أي واحد عنده ريالات ممنوع تحولها إلى دولارات، هذا جعل الناس يحولوها دولارات، حتى أن رئيس الغرفة التجارية السابق السنيدار قال حتى البقال يحول دخل يومه دولارات.

 

* اليوم نجد أن الأموال التي تصل إلى أيدينا غالباً ما تكون جديدة، فأين تذهب العملة باستمرار؟

- خطأ في السياسة المالية أنه يطبع العملة بدون رصيد، وهذا أدى لانهيار العملة وهي إحدى الضربات التي دق بها رأس الشعب، عندما طبع كم مليون ريال بدون رصيد من الذهب على حساب العملة التي معك، فأنت عندما تطبع بدون رصيد عملتك تضعف، ونحن كموظفين دائماً نستلم جديد، وين القديم يا خلق الله وين يروح!؟

 

* كيف ترى قرار الحكومة برفع أسعار 71 سلعة مرة واحدة؟

-تصور الحكومة تعلن عن رسوم على 71 سلعة رسوم جديدة، هذه الرسوم أرعبت الناس وأفزعت التجار، عندما تقول سأرفع 15% على السلعة، التاجر يأخذ احتياطه ويرفع السعر إلى 30%، السوق اشتعلت ويأتي وزير التجارة ويقول عادها لا زالت فكرة، معقول تعلن عن شيء وتقول أنها لا زالت فكرة!؟ يا أخي ضريت الناس.

 

* وماذا عن استمرار رفع المشتقات النفطية؟

- الجرع وما أدراك ما الجرع، للأسف برنامج الإصلاح المالي والإداري من 95م نحن كنا في الحكومة بدأنا أول جرعة وانسحبنا من الحكومة في الثانية لأنها مشت في الغلط، المفهوم كان إصلاح مالي وإداري.

 

* بمعنى؟

-تضبط الإيرادات وترشد النفقات، أما لما يكون إناء مخزوق يروح، الآن لما يقول لك عندنا دعم 320 مليار للمشتقات النفطية خلي الناس يستفيدوا منها، ما دام الإناء مخزوق أصلاً أنت ستكلف الناس فوق طاقتهم هذا مبرر ضعيف.

 

* الحكومة تقول إن المستفيد من الدعم هم المهربون؟

- يا أخي هناك خمسة عشرة مهربين بسببهم نقوم نرفع الدعم؟ كم مرة أنا أقول في مجلس النواب: تعرفوهم؟ يقولوا نعم، أقول لهم طيب حاكموهم اعتقلوهم، حكومة من أجل عشرة تعاقب عشرين مليون مواطن، معناه الحكومة ما عندها إمكانية استيعاب الأمور، قضية تحرير السلع ورفع الدعم هذا ضرر كبير، عندما كنت وزيرا للتجارة رحت أمريكا التي تقول للبنك الدولي اضغط على الدول النامية تلغي الدعم بمعنى تبيع السلعة بقيمتها الحقيقية وهم يعرفون أن دخل المواطن عندنا ضعيف، يدعموا القمح الأمريكي والمزارعين 40 دولار في الطن، لماذا لا أحد يقول لهم لا؟ الكبار يدعموا، الغرب ماشي بسياسة شيطانية يقولون لنا العرض والطلب لكن هم لا، إذا سلعة فيها فايض يحرق أمريكا رمت القمح في البحر البرازيل حرقت البن.

 

* وهل استمرار تحرير السلع المدعومة سياسة اقتصادية ناجحة؟

- الجرع ستستمر وسيوصلون دبة البترول إلى (1800 ريال)، هذه لعبة لأن هذا الدعم دفتري، اسأل عندما يرفع الدعم أين تذهب الفلوس!؟

 

* إلى الخزينة العامة..

-لا، ما دام الحكومة تضيع المليارات فكيف ستوفر حق الدعم، جيبوا العشرة المهربين واضبطوهم، وبعدين هم معروفين لديهم.

 

* الخبراء الاقتصاديون باتوا يحذرون من أذونات الخزانة باعتبارها أداة مالية شوهت الاقتصاد الوطني؟

-هذه مصيبة كبيرة حلت بالبلد، الآن الدين الداخلي حوالي 48 مليار ريال من أين؟ يقول لك هات فلوسك عندنا الآن يعطون 20%، أنا أسألهم أين توظفوا أموال الناس وتجيبوا هذه الأرباح؟ كل مرة علوي السلامي لم يكن يجيبني، قلت لهم لما تعطوا هذه الأرباح هل تشغلوا هذه الأموال في الاستثمار والزراعة والصناعة، يضعها في جيب ويأخذها من الجيب الآخر.

 

* ومن يتحمل هذه الفوائد والأرباح؟

-تتحملها الدولة والشعب، دين على الشعب اليمني 48 مليار ريال حق أذونات الخزانة هذه ربا، قلنا في المجلس هذا ربا وحرام، قلنا يلغى قالوا توصية والتوصية غير ملزمة، الغرب الآن يتوجه نحو الاقتصاد الإسلامي، الآن المجموعة الأوروبية الفوائد لديها 0.5% يعني نصف 1%، احنا دائماً ماشين في الغلط.

 

* وهل لذلك تأثير على الموازنة العامة؟

-الدين الداخلي عامل عبء على الموازنة العامة ديون وعجز، فأنت ما عندك حل إلا أنك تطبع وتغطي أو تقول لهم ضيفوها فوق الأولين، فلما يكون عندك دين داخلي كبير ودين خارجي بـ(9) مليار دولار يكون ضغط، فسياسة البنك بالأربع الجرع وراء بعض من ناحية زيادة الأسعار، وجرع مشتقات، وطبع عملة بدون رصيد وأذون الخزانة، إذا استمر أنا أقول لن يستمروا في الدولة والسلطة، لأن الشعب اليمني ما يمكن يصبر إلى الحد الذي «ولا تجوعوهم فتكفروهم» الحكومة أراها مسكينة محسودة، لا تريد أحد يكون في مكانها.

 

* ما فائدة أذون الخزانة من ناحية الاستثمار إذا يتم تجميدها داخل البنك؟

-لها خطورة بكونها تدمر الاستثمار، لأن من لديه أموال يقول اليمن بلد فوضى والمستثمر يرى أنه يأخذ 20% ربح على أمواله أحسن له من الاستثمار، إلى جانب زيادة البطالة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص