المهندس / باسيود : ستظل مشاكل اليمن مالم تدار البلاد عبر مؤسسات قوية وقضاء مستقل

حضرموت اليوم / سيئون / عبدالرحمن بن سعد

قال المهندس / ربيع احمد باسيود القيادي في اللقاء المشترك بوادي حضرموت :  ستظل المشاكل في اليمن تتفاقم إذا بقي شكل النظام السياسي على حاله؛ لأن المشكلة في البلاد اليوم هي في إشكالية إدارة البلد، وما لم تدار البلاد عبر مؤسسات قوية وقضاء مستقل فإننا سنبقى (محلك سر). فالعصر اليوم لا يحتمل حكم الفرد، ولا يمكن للفرد أن يقوم بما تقوم به المؤسسات ..

 

واعتبر المهندس باسيود في استطلاع بمناسبة مرور عشرين عاما على الوحدة اليمنية نشرته صحيفة سيئون في عدده الأخير لشهر مايو 2010م : الشعب اليمني وحدوي، ومع الوحدة قبل تحقيقها وبعد تحقيقها، وما أخر تحقيق الوحدة إلا الحسابات الضيقة لكل من النخب الحاكمة في الشمال والجنوب .

 

واستعرض في حديثه المراحل التي مرت بها اليمن بعد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وانتهاء حرب صيف 94 م وقال : لقد حلم المواطن بإدارة كفؤة تحقق له الحياة التي يحلم بها في رغد من العيش، ومواطنة متساوية، وحقوق مصانة، وفرص متساوية في التعليم، وتوزيع عادل للثروة، وقيادة منفتحة على كل الأطياف والقوى السياسية، تستفيد من إمكاناتها وقدرات أفرادها، لكنه فوجئ بانسداد كبير، ومرحلة جديدة من الإقصاء والتهميش والإبعاد، واستباحة الأرض والثروة لدواعي ضيقة، فلا نظام، ولا قانون، ولا قضاء عادل، ولا محاسبة للفساد والمفسدين، مما أوجد شعورا بالظلم لدى أبناء المحافظات الجنوبية التي كانت مسرحا للخصخصة، وتسريح عدد كبير إلى التقاعد واستباحة آلاف الأفدنة من الأراضي.. حسب تقرير (هلال وباصرة)..

 

وعن المطالب في المحافظات الجنوبية قال المهندس باسيود : تدرج المواطنون في المحافظات الجنوبية في مطالبهم، فبدأت حقوقية، كقضية المتقاعدين والأراضي وغيرها ، ولجأت الدولة إلى معالجتها بطريقتها الخاصة عن طريق الترقيات والترضيات وكسب الولاءات ، الأمر الذي ولد سخطا عارما وخيبة أمل كبيرة ، فبدأت تتشكل هيئات لتوجيه وقيادة هذا السخط العام ولكل منها أطروحاتها، منها من ينادي بالاستقلال، ومنها بفك الارتباط، ومنها بالانفصال، ولا يمكن للمطالب أن تصل إلى هذا السقف العالي لو كان هناك اعتراف بالمشكلة وتعامل موضوعي معها وفق رؤية اليمن للجميع ..

 

والى تفاصيل الاستطلاع : استطلاع / عبدالرحمن بن سعد

 

ستظل مشاكل اليمن تتفاقم إذا بقي شكل النظام السياسي على حاله

ربيع أحمد باسيود- قيادي إصلاحي

هناك إرهاصات ومقدمات لها علاقة بموضوع السؤال يمكن إيجازها في الأتي :

أولاً: الشعب اليمني وحدوي، ومع الوحدة قبل تحقيقها وبعد تحقيقها، وما أخر تحقيق الوحدة إلا الحسابات الضيقة لكل من النخب الحاكمة في الشمال والجنوب إلى أن هيأ الله الأسباب، فتحققت الوحدة بقدرة الله ..

ثانياً : لم تكن هناك رؤيا واضحة لشريكي الحكم باتجاه الوحدة الاندماجية، وتكوين اليمن الكبير بما يحمله من مساحات شاسعة، وسواحل ممتدة، وثروات في البر والبحر، ومناخ متنوع، وأيدي عاملة، وعاطفة حب الوطن.. كل هذه عوامل بناء.. لكن ما شهدته الفترة الانتقالية من تباينات في طريقة إدارة الدولة بين طرفي الحكم إضافة إلى الريبة والشك، والتي أبرزها طريقة توزيع المعسكرات في الجمهورية، وتقاسم السلطة حتى إلى المستويات الدنيا يوضح كيف سينتهي عليه الحال مستقبلا..

ثالثاً : برزت مشكلة اليمن الموحد بعد انتخابات 93م حيث لم تكن نفوس وظروف طرفي الحكم مهيأة لقبول نتائج الانتخابات، فما زال كل طرف يمتلك من القوة العسكرية ما تجعله لا يغادر السلطة، وقد عبر في حينها علي سالم البيض بأنه لا معنى للاستقواء بالعددية وهو يعي ما يقول، وقد مثلت الانتخابات هروبا إلى الأمام ..

رابعاً : كبرت المشكلة، وبدأت في التدحرج بعد انتخابات 93م وحاولت الأطراف السياسية لملمتها في اتفاق وثيقة العهد والاتفاق الا ان ذلك لم يحل دون وقوع حرب صيف 94م التي أزاحت الاشتراكي من الحكم ..

خامساً : بعد الحرب وانتهاء الازدواج في الحكم، حلم المواطن بإدارة كفؤة تحقق له الحياة التي يحلم بها في رغد من العيش، ومواطنة متساوية، وحقوق مصانة، وفرص متساوية في التعليم، وتوزيع عادل للثروة، وقيادة منفتحة على كل الأطياف والقوى السياسية، تستفيد من إمكاناتها وقدرات أفرادها، لكنه فوجئ بانسداد كبير، ومرحلة جديدة من الإقصاء والتهميش والإبعاد، واستباحة الأرض والثروة لدواعي ضيقة، فلا نظام، ولا قانون، ولا قضاء عادل، ولا محاسبة للفساد والمفسدين، مما أوجد شعورا بالظلم لدى أبناء المحافظات الجنوبية التي كانت مسرحا للخصخصة، وتسريح عدد كبير إلى التقاعد واستباحة آلاف الأفدنة من الأراضي.. حسب تقرير (هلال وباصرة)..

سادساً : تدرج المواطنون في المحافظات الجنوبية في مطالبهم، فبدأت حقوقية، كقضية المتقاعدين والأراضي وغيرها .. ونظرا لقوة المطالب والخروج إلى الشارع في مظاهرات كبيرة جعل الدولة تستجيب، ولكن بطريقتها الخاصة في معالجة القضايا عن طريق الترقيات والترضيات وكسب الولاءات وتوزيع الهدايا والهبات، بعيدا عن ملامسة الهموم التي يشتكي منها ويئن غالبية المواطنين, الأمر الذي ولَد سخطا عارماً وخيبة أمل كبيرة في الدولة .. وفي هذا الجو المشحون بدأت تتشكل هيئات لتوجيه وقيادة هذا السخط العام ولكل منها أطروحاتها، منها من ينادي بالاستقلال، ومنها بفك الارتباط، ومنها بالانفصال، ولا يمكن للمطالب أن تصل إلى هذا السقف العالي لو كان هناك اعتراف بالمشكلة وتعامل موضوعي معها وفق رؤية اليمن للجميع ..

أخيراً : ستظل المشاكل في اليمن تتفاقم إذا بقي شكل النظام السياسي على حاله؛ لأن المشكلة في البلاد اليوم هي في إشكالية إدارة البلد، وما لم تدار البلاد عبر مؤسسات قوية وقضاء مستقل فإننا سنبقى (محلك سر). فالعصر اليوم لا يحتمل حكم الفرد، ولا يمكن للفرد أن يقوم بما تقوم به المؤسسات ..

 

المظالم في الجنوب لا ينكرها إلا المفسدون

الأستاذ / عوض دويداء - قيادي اشتراكي

ورداً على تصريحات السلطة أن معظم المشاريع تقام في المحافظات الجنوبية فيقول الأستاذ/ عوض ديودا : لا أرى صحة لمثل تلك الأقوال، وهي عبارة عن إدعاءات تسعى السلطة من ورائها لخطب ود أبناء المحافظات الجنوبية الذي تتزايد أعداد الساخطين منهم على السلطة جراء تلك التهولات التي لا نراها على الواقع وإنما نسمعها ونقرأها في إعلام السلطة الذي يعتمد على سياسة اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس .. وكذلك لتغطي السلطة نهبها واستنزافها لثروات وخيرات هذه المحافظات بعيداً عن أجهزة الرقابة والمحاسبة المحلية والشفافية الدولية، حيث لا تعرف الأرقام الحقيقية للإنتاج النفطي على سبيل المثال .

وعن وجود المظالم فلا ينكر وجودها إلا الفسدة والمفسدون الذين اغتنوا واثروا ثراء فاحش على حساب تزايد المظالم كتسريح العسكريين ومئات الموظفين من وظائفهم وإقصاء رجال السلك الدبلوماسي ورجالات السياسة وخصخصة مؤسسات القطاع العام التي كانت في الجنوب والإستيلاء على حقوق المساهمين في الجمعيات والتعاونيات المختلفة، وحرمان أبناء الجنوب من التعويضات وحتى من الحصول على قطعة أرض سكنية (60×60) في الوقت الذي يستولي المتنفذون على مئات الهكتارات والأفندة من أراضي الدولة والمثبتة لدى أجهزتها منذ ما قبل الثورة والجمهورية .

 

الوحدة الحالية ليست الوحدة التي حلم بها الناس

الأستاذ / رمضان عوض بن صيدة - عضو مجلس محلي

ماذا بوسع المرء أن يقول بعد مرور هذه الفترة الزمنية منذ وحدة شطري اليمن  (في مايو 1990م) والتي هي فترة ليست بالقصيرة من أعمار الناس، وهل ما كانوا يحلمون بأن يتحقق حتى ولو في حده الأدنى قد تحقق، فالإجابة على ذلك للأسف تكون بالنفي، بل وأجزم بأن جوانب كثيرة من أحوال الناس قد ساءت كثيراً، وفقد الناس كثير من الإيجابيات التي كانت موجودة قبل الوحدة من خدمات تعليمية وصحية مجانية، وثبات في أسعار المواد الغذائية الأساسية، ومساواة بين الناس .. لقد اكتشف الناس بعد مرور هذه المدة الزمنية الطويلة أن دولة النظام والقانون والديمقراطية التي يحلمون بها والتي تصم وسائل إعلام السلطة آذانهم بها ليل نهار لم تُبن، ولا ثروات بلادهم قد استغلت لصالح بناء اقتصاد قوي يؤدي إلى رفع مستوى معيشتهم وينهي أو يخفف من المعدلات المرتفعة للفقر والبطالة التي يرزحون تحت وطأتها، فها هي السلطة تتفاخر-وبالأحرى هو اعتراف منها بارتفاع معدل الفقر بالبلد - بأن عدد من تشملهم المساعدات التي تصرف من صندوق الرعاية الاجتماعية يصل إلى عشرة ملايين مواطن .. وأما عن الخدمات التعليمية والصحية فمع إنها قد حصلت  زيادة في عدد المنشئات التعليمية وأعداد الملتحقين والمتخرجين فيها فإنه  يوازيها وبشكل عام تدني مستويات مخرجات هذه المؤسسات، بل وزيادة أعداد المتسربين من المدارس والأميين بعد أن كان قد تم القضاء الكامل على الأمية خاصة في المحافظات الجنوبية ..

وبالإضافة إلى ما سبق ذكره من تردي لأوضاع الناس، هناك الفساد وتفشيه في كثير من المرافق والمؤسسات، وعدم الاستقلال الحقيقي للقضاء وانعكاس ذلك على حياتهم وعرقلة انجاز معاملاتهم وصيانة حقوقهم.

وخلاصة يمكن القول بأن الوحدة الحالية ليست الوحدة التي حلم بها الناس لإحداث نقلة نوعية في حياتهم، بجوانبها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ... الخ، وتحسين أوضاعهم إلى الأفضل، فإذا بها تعود بهم إلى الخلف عقود عديدة، والدليل على ذلك عودة الأشكال التقليدية لما قبل الدولة وسلطتها، ولجوء الناس إلى الاستقواء بالقبيلة والتعصب لانتزاع الحقوق أو تحقيق مطالب مناطقية أو شخصية كالتوظيف والحصول على مشاريع أو إطلاق سجناء وغير ذلك مما يجد ترحيبا من السلطة وهو في الحقيقة يعكس ضعف الدولة .

 

كانت الوحدة شعارنا كجنوبيين

يسلم صالح كعويلة - مواطن

كانت الوحدة اليمنية أمنية، وكان شعارنا كجنوبيين (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية .. وتحقيق الوحدة اليمنية) وهذه الوحدة فعلاً، الكل ناضل من أجلها، ومن أجل تحقيقها إلا أنها أعتقد ما جاءت حسب مضمونها الحقيقي، حسب ما اتفقوا عليه .. أن نشل الأفضلية من النظامين .. للأسف أن الجرعات تزداد والغلاء كل يوم، وبالتالي ما قدرنا نعمل أي شيء .. فمن هنا حقيقة ما استفدنا من الوحدة .. استفدنا من الوحدة حاجة واحدة أننا أوقفنا لي ما كان أول، الاحتكاك الذي كان بيننا وبين الأخوة في المناطق الشمالية، كنا نتصارع نحن وهم، وهذه انه وقف الصراع .

أما المسئولين لحقوا مجال واسع أنهم كيف يطوروا أنفسهم .. فنحن نصيح من ضياع حقوقنا الضرورية، مفروض أن نحصلها داخل بلادنا زي قطع الأراضي .. أصبحت الآن العقار نفسه يتاجر بقطع الأراضي .. ما شيء محاسبة هنا اختلت المحاسبة والرقابة، فالوظيفة أصبحت من الصعب أن تحصلها .. تصور أن عمال النظافة أخذوا منهم (25) ألف ريال وقالوا لهم الوظيفة باتجي وادفعوا (25) ألف ريال مرة ثانية .. تصور إلى هذا اليوم فلهم تقريبا خمس سنوات من يوم ما أخذوا الفلوس إلى حد الآن ما جاءت الوظيفة ؟

إن قضايا الناس في المحاكم لها عشر سنين أو خمسة عشر سنة ويقول لك القوي يأكل الضعيف، الأصل أن هناك قانون : كل واحد يأخذ حقه إن كان كبير أو صغير .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص