زيارة رئيس شعبة المناهج والتوجيه بمكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة حضرموت

  حضرموت البوم / المكلا / حاوره : سعيد بن حيدرة

عاد رئيس شعبة المناهج والتوجيه بعد رحلة إلى اليابان وحتى لا تذهب قيمة هذه الزيارة هباءً حاولنا أن نرصد بعضاً من صورها لعلها تكون لنا زاداً ، أليس الحكمة ضالة المؤمن ؟ .

بداية نرحب بالأستاذ : صبري محمد باجعالة . رئيس شعبة المناهج والتوجيه بمكتب وزارة التربية والتعليم م/ حضرموت / الساحل  . ونحب أن تعطينا إضاءة سريعة عن طبيعة هذه الرحلة .

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد أتقدم بالشكر لموقع (حضرموت اليوم)على حرصه على توثيق نتائج هذه الزيارة .

ولكن لزاماً علي قبل البدء أن أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة العون للتنمية  ممثلة في مديرها التنفيذي د. عادل محمد باحميد التي اختارتني لهذه الزيارة التعليمية الدولية إلى اليابان ضمن مجموعة مشاركة من المملكة العربية السعودية ، ولبنان ، وعمان ، واليمن بتنظيم من مؤسسة ( اقرأ للاستشارات التعليمية ) بهدف الاستفادة من تجارب اليابانيين في التعليم كونها تجربة رائدة في هذا المجال.

من خلال الهدف السامي لهذه الزيارة فليكن سؤالنا : كيف رأيت المدرسة في اليابان ؟

_ الحديث عن المدرسة في اليابان ذو شجون .

 أولاً : المدرسة تعد المحضن الرئيس والأساس في صناعة الإنسان ، فهي تغرس كل الأخلاق والقيم الحميدة في الطلاب منذ السنة الأولى .

ثانياً : المدرسة مكان مقدس لدرجة تدعو إلى العجب ، إذ لا يمكن أن يدخل الطالب ، أو المعلم ، أو الزائر بحذائه ، ولكن يخلع نعليه ويضعها في المكان المخصص لها، ويلبس نعالاً خاصة بالمدرسة .

ثالثاً : المدرسة تعد الطالب للحياة ، فهي تركز على المهارات التي تفيد الطالب كي يكون مواطناً صالحاً للحياة .

أظن أن الدول كلها تدعي ذلك ، ما الذي يميز المدرسة في اليابان في ذلك ؟

البينة على من ادعى ، صحيح أن الكل يدعي وصلاً بليلى ، ولكن الدعوى إذا لم تطابق الواقع فأصحابها أدعياء . ما يميز المدرسة في اليابان أن الطالب يتعلم كل ما يتعلق بحياته ، فيتعلم الصناعة ، والتجارة ، والزراعة ، وركوب الدراجة ، وإرشادات المرور .... إلخ .

جميل ذلك ، ولكن السؤال الذي يطفو على السطح ، كيف يستطيعون ذلك في اليوم الدراسي الذي لا يتجاوز أربع ساعات كما هو عندنا ؟

اليوم الدراسي في اليابان من الصباح إلى المساء . يتخللها وجبة غذاء للطالب ، والمعلم ، وكل الطاقم التعليمي فيها بأسلوب عادل يدعو للإعجاب ما يقدم للطالب يأكله المدير حتى الزائر ويتم ذلك  بأسلوب حضاري منظم .

 

من الصباح وحتى المساء ، بعض المعلمين لا يستطيعون تحمل الطالب مدة ثلاثين دقيقة عندنا، فكيف بيوم كامل ؟

يتبدد العجب من خلال :

أولاً : بيئة مدرسية جذابة ، نعم بصيغة المبالغة ـ ولست أبالغ ـ جمعت بين البيئة الربانية التي أحسنوا تنظيمها وتنسيقها من أشجار خضراء ، وأزهار ملونة ، وبيئة بشرية ومادية وفرها الإنسان من مكتبات ضخمة ، ومعامل راقية ، وملاعب متنوعة ، ومسابح تتحكم في أرضيتها كهربائياً ، وقاعات خاصة للفنون ، وأخرى للرسم ، وإعداد الوسائل التعليمية .....

إذن المدرسة قرية إلكترونية ، أليس كذلك ؟

لا . نعم أقول : لا .اليابان بتقدمها التكنولوجي البديع والمبهر إلا أنهم غير مهتمين في المدرسة بالأجهزة الإلكترونية ، بقدر اهتمامهم بالإنسان فهم يصنعون الإنسان في المدرسة ، والتقنيات تقدم كوسائل تعليمية فقط في قاعة الحاسوب . وأضرب لك مثالاً حياً ، يمنع الطالب في اليابان من حمل الجوال ، أما في الجامعة فيمنع من الإتيان بسيارته . والأهم أن المدرسة تركز على مهارة التفكير في أساليب عرض المادة العلمية .

هل يعتمد النظام التعليمي في اليابان نظام معلم الصف ؟

نعم معلم الصف موجود في النظام التعليمي من ( 1ــ 6) ، مع مراعاة وجود معلم خاص للرياضيات ، وآخر للموسيقى ، وآخر للأنشطة المختلفة . والطالب ينتقل من صف إلى آخر حسب المادة التي سيدرسها .

الحديث معك لا يمل عن هذه التجربة ، وخوفاً من ملل القراء نختم بهذا السؤال ، ما هي خططكم لعكس مشاهداتكم إلى واقع ملموس يعمل على تحسين عملك كمسؤول في التربية ؟

أما خططنا لعكس هذه التجربة إلى واقع ملموس ، إن شاء الله سنقدم لمدير مكتب الوزارة برنامجاً يسهم في تنفيذ الأنشطة الممكنة ، والوسائل والأساليب التي بإمكان المدرسة أو مكتب الوزارة تنفيذها ، أما الأمور  الخارجة عن إرادتنا كالفترة الدراسية التي يقضيها الطالب في المدرسة ، والتجهيزات اللازمة ، والبرنامج الصانع للإنسان فهذا يحتاج إلى إستراتيجية بعيدة تتعلق بالسياسة التربوية للدولة والتي نأمل تتجقق مستقبلاً . 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص