حضرموت اليوم / سيئون / خاص
قبل (25) عاما أقام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (مهرجان باكثير) في مدينة سيئون، وقبل بدء الترتيبات للمهرجان وصل إلى سيئون الأستاذ/عمر الجاوي الذي كان يومئذ رئيسا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وشكل لجنة لإدارة مهرجان باكثير وكانت اللجنة مشكلة من أفراد هم من خارج المحافظة، حينها انزعج الأستاذ / عبدالقادر محمد الصبان -رحمه الله - انزعاجاً شديدا لتشكيل هذه اللجنة ورفضها رفضا باتا على اعتبار إن المهرجان في سيئون ويجب أن تشكل اللجنة من المنطقة، وبالفعل شكل الأستاذ الصبان اللجنة من سيئون - المنطقة التي سيقام فيها المهرجان - وقامت اللجنة بإدارة المهرجان على خير ما يرام .
ما دفعني لتذكر هذا الموقف من أديبنا الراحل / عبد القادر الصبان هو ما يحدث اليوم من مركزية شديدة في تشكيل اللجان، وأصبحت كثير من اللجان تشكل بأفراد من خارج المحافظة أو يكون رئيسها من صنعاء، وليس أدل على ذلك من تشكيل المكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م من أفراد ليسوا من أبناء حضرموت .
هل وصلت محافظة حضرموت ووادي حضرموت إلى هذا الفقر المدقع في الكوادر المؤهلة التي تستطيع أن تدير مثل هذه اللجان والأعمال؟
هل من يأتون من صنعاء والمحافظات الأخرى هم بالتأكيد أكثر كفاءة وأمانة من أهل المنطقة ؟
هل من يأتي من صنعاء ليدير عملا في وادي حضرموت سيكون أعلم بظروف المنطقة وأهلها، أم أن أهل مكة أدرى بشعابها ؟
هل السلطة المحلية بالمحافظة والوادي مقتنعة بمثل هذه التصرفات الشديدة المركزية ؟ وهل هي قادرة اليوم في ظل دولة الوحدة اليمنية أن تتخذ موقفا كموقف الأستاذ الصبان قبل ربع قرن من الزمان في ظل نظام شمولي ؟
هل مثل هذه التصرفات والأعمال المركزية للغاية تعمق الوحدة الوطنية بين أبناء اليمن، أم أنها تزيد الشرخ أتساعا وتعمق بذور الانفصال في نفوس الناس ؟
هذه التساؤلات أضعها بين يدي القارئ الكريم وأترك له الإجابة عليها ..