حربين عالميتين من أجلك يا سيدتي

النساء في حضارتنا آية من آيات الله وعجائب قدرته . فهن صانعات الرجال ، ومربيات الأجيال . هــنَّ  ضعاف المظهر ، قويات المخبر ، كيدهن عظيم ، ونظرهن بعيد  . منهــنَّ من هبطت إلى أسفل سافلين ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) [التحريم:10] ومنهن من ارتقت إلى أعلى عليين: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم:11]

شَــغلنَّ : القادة والأدباء ، والكتاب والوزراء ، والحكام والشعراء حتى قال قائلهم :

نحـنُ قــومٌ تُذيبنا الأعين النجلُ

                                                         مـــــع أننا نُــذيب الحــــديدا

وترانا عـــند الكــريهة أحــــراراً

                                                         وفـي الســلم للنساء عــبيدا

      واليوم يزايد المزايدون على حقوق المرأة ويحتفلون في مثل هذا الشهر بيوم المرأة العالمي في الثامن من مارس ، وبما يسمونه عيد الأم في 21 مارس من كل عام ، وفي ما عداهما تضطهد المرأة في أرقى الدول الديمقراطية اليوم ، بل وتستلب حقوقها  .

   أما الإسلام فيكفيه فخراً أن كرم المرأة بنص القرءان ، وقنن في تشريعه لحقوقها وتكريمها قبل أن توجد الإتحادات النسائية العالمية أو الإقليمية أو المحلية  فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( أمك .. ثم امك .. ثم أمك .. ثم أبوك )[متفق عليه ] ونادى صلى الله عليه وسلم: ( ألا واستوصوا  بالنساء خيرا .. ألا واستوصوا بالنساء خيرا ) [ رواه مسلم] بل والأكبر من ذلك فقد خاضت دولة الإسلام حرباً فلكية من أجل حقوق الفقراء وانتزاع الزكاة من مانيعها ، وسيَّر الخليفة  الصديق رضي الله عنه أحد عشر جيشاً لحرب مانعي الزكاة في أرجاءالجزيرة العربية.وخاضت حربين عالميتين من أجل المرأة  كانت :

  الحرب العالمية الأولى   :

حين ذهبت امرأة مسلمة عفيفة متسترة مزهوة بحجابها  إلى سوق يهود بني قينقاع  في المدينة . أغاضت غفتها وسترها يهود السوق ، فودوا التلذذ بالنظر إلى محاسنها ، وراودها وأغروها على أن تنزع حجابها ، فأبت وامتنعت . غافلوها وهي جالسة فربطوا طرف ثوبها من أسفل بخمارها .. فلما قامت ارتفع ثوبها وانكشفت عورتها ، فضحكوا واستهزوا ، صاحت المرأة العفيفة : وا إسلاماه .. كان بجوار ذلك المشهد رجل مسلم ..سلَّ سيفه .. ووثب على الفاعل فقتله .. فشدَّ عليه يهود فقتلوه .. علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتبر تلك الفعلة نقضاً للعهد مع اليهود .. حاصرهم صلى الله عليه وسلم بجيشً عرمرمٍ حتى استسلموا ونزلوا على حكمه وأجلا يهود بني قينقاع عن المدينة وطردهم عنها !!

 الحرب العالمية الثانية  : 

في عهد الخليفة محمد بن هارون الرشيد (الملقب : المعتصم) الذي تولى الخلافة بعد أخيه المأمون في الفترة ما بين : 218هـ  ـ 227هـ   ، كانت  عمورية بآسيا الوسطى ( تركيا ) تابعة لدولة الروم البيزنطية ، وكان بها امرأة مسلمة من أحسن الناس سيرة ، قد سباها الروم .

   بينما تلك المرأة تقضي بعض حاجات سيدها العلج الرومي من السوق ، لطمها ذلك السيد على وجهها فجأة فصرخت : وامعتصماه ! قال العلج الرومي ساخراً : وأين أنت من المعتصم ؟ وزادها لطمة أخرى وأهانها .

   كان بجوار المرأة حينها شاب مسلم ، فركب بغلته ، وعاد أدراجه يقصد بغداد عاصمة الدنيا يومها ، وعاصمة دولة الإسلام العظمى ،  وهناك استأذن على الخليفة المعتصم ، وأخبره بقصة المرأة المسلمة  .

  قال الخليفة المعتصم : لبيك أيتها الجارية ، وجهز لتوه جيشاً من اثني عشر ألف فارسٍ ، وتوجه مصطحبا ذلك الشاب معه كدليل على رأس الجيش الفاتح نحو عمورية المدينة المحصنة بالأسوار المنيعة التي استعصت على الفاتحين قبله . وطال حصاره لها  واستمر الحصار رغم كل الظروف والأجواء السيئة ، وجاء أوان حصاد التين والرومان والعنب وتململ البعض بسبب ذلك ، لكن المعتصم أبى أن يعود دون أن ينتزع امرأة وقعت في أسر الروم يهينهونها ويضربونها ، وتحت إصرار الخليفة المعتصم فتح الله عز وجل عمورية ، ودخلها الجيش الفاتح  بقيادة الخليفة .

 قال الخليفة المعتصم للشاب الذي بلّغ عن حادث استغاثة الفتاة : سر بنا إلى الموضع الذي رأيت المرأة المسلمة تهان فيه .

  فسار بهم حتى أخرجها من موضعها في الأسر ؟! وطلب منها الخليفة  المعتصم  أن تلطم ذلك العلج الرومي قصاصاً  ،  ثم ملك تلك المرأة  العلج الرومي ، وملكها ماله بعد أن كان يملكها .

      هذا هو  الإسلام  في أنصع صوره فهل يستطيع أحدٌ أن يزايد عليه بترهات سخيفة وأعياد بليدة ، وشعارات جوفاء ..

بقلم الاستاذ / محمد يسلم بشير

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص