لا شك إن ما قام به شباب الحراك مؤخراً من أعمال عنف واعتداء على الآخرين داخل حضرموت و مدينة سيئون خاصة لاسيما حرق الناس وأموالهم.. تشبه إلى حدِ كبير - ما قام به الرفاق في السبعينيات -، أنزعج منها كل العقلاء حتى المناصرين لهم واقشعرت منها الأبدان ، واعتبروه أمر غير مبرر، لاسيما وإن الفاعلين يدّعون السلمية ، وأن أفعالهم تلك تتنافى مع القيم الإنسانية والحضرمية خاصة .. أو حتى الأعراف السياسية ، والغريب عندما تناقش عقلاء الحراك والمناصرين له حول هذا الأمر، يبدون انزعاجهم وعدم رضاهم منها ، ولكن الملفت للنظر أن القيادة الرسمية للحراك ربما لا تعدها خطأً ، بل تعدها نضالاً مشروعاً ُمشرفاً لها { بالعنف الثوري والدم الأحمر}.
وفي خطوة طيبة ُيشكر عليها.. قامت قيادة الحراك بمدينة القطن بالنزول إلى المدارس برفقة مدير عام المديرية بهدف توعية الطلاب وحثهم بالاهتمام بالتحصيل العلمي وابتعادهم عن مثل هذه الأعمال غير الحضارية ، فهل ستفعل مثلها قيادة الحراك في مناطق ومدن حضرموت ؟ .
ومن جهة أخرى ..عندما كان الأستاذ محمد باتيس ،- وهو من قيادة الحراك ومن الذين حضروا اجتماع القاهرة مؤخرا - ، جالساً مع زملائه المعلمين بمدرسته بسيئون ظهر السبت 2/3/2013م ، انتقد بعض المعلمين أمامه بشدة هذه الأفعال ، وقال أحدهم : أنا لم أكن مع هذا أو ذاك ، ولكن ما حصل مؤخراً شيء لا يقبله العقل ولا يرضى به الناس عموماً ، ويتضرر منه المواطن ومصالحه قبل الآخرين ، فرد أحدهم مشاركاً في الحديث قائلاً : أن هؤلاء الشباب والطلاب كأنهم مبرمجين على هذه الثقافة ، فانزعج عندها الأستاذ الحراكي باتيس ورد وقال: لم يكن شبابنا مبرمجين على مثل هذه الأفعال ، ولكن بعض الشباب متهورين وأساءوا إلينا ، فرد عليه ذلك المعلم فقال: إذا كان الأمر كذلك .. لماذا إذن لا تعتذر قيادة الحراك وتتبرأ أمام الملأ من هذه الأفعال الصبيانية غير الأخلاقية ، ثم واصل الأستاذ الحراكي كلامه وقال بقوة : أنا شخصياً ضد الاعتداء على الناس ونهب وحرق أموالهم ، وعلى المدارس لتعطيل الدراسة وتكسيرها اهـ ..
فهل نعتبر كلام القيادي باتيس هذا موقفاً رسمياً لقيادة للحراك بسيئون ، أو أن ذلك الأستاذ خرج عن رأي القيادة الجماعية ، وإن لتلك القيادة رأي آخر، ؟!! ...
بقلم الأستاذ / سعيد جمعان بن زيلع