المدير التنفيذي لمؤسسة البادية الخيرية : ادعوا كل الخيرين للتعاون مع المؤسسة في تنفيذ مشاريع الخير الرمضانية

حضرموت اليوم / القطن / مرعي حميد

ونحن بين يدي رمضان جلسنا مع المدير التنفيذي للمؤسسة الأستاذ عبدالله بن احمد باتيس وطرحنا عليه عدد من الأسئلة الخاصة بمؤسسة البادية الخيرية في سيد الشهور رمضان الحبيب ، وكانت هذه حصيلة اللقاء الشيّق الثري بالأفكار والمعلومات:

 

- رمضان على الأبواب فماذا يعني لمؤسسة البادية الخيرية ؟

 

-الحقيقة النفوس في كل عام تشتاق إلى هذه اللحظات التي ستهل علينا بعد أيام اسأل الله عز وجل ان يبلغنا إياها ، النفوس تشتاق لمثل هذه المواسم التي ترقى فيها الأرواح في سلّم الطاعات إلى الله عز وجل ، وبالنسبة لهذا الموسم الإلهي العظيم وهذه المنحة الربانية العظيمة على عباده في كل عام فإنها تعني لمؤسسة البادية كما أسلفت منحة ربانية عظيمة لا تُقدر بثمن . رمضان فرصة لمن تعلقت قلوبهم بالتجارة مع الله عز وجل ومعاملة الحي القيوم  ، يأتي هذا الموسم موسماً لتجارة ليست كأي تجارة ، تجارة مضاعفة أرباحها أضعافاً كثيرة  ، أضعافاً لا تُتصور أبداً لأنها مع أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى فيعتبر موسم تجاري من نوع وطراز خاص ليس كأي موسم دنيوي ، و يعني شهر رمضان لمؤسسة البادية الخيرية شهر رحمة وتراحم ، شهر خير وتكافل ، شهر نور وهدى ، شهر تلين فيه القلوب ، تزرع البسمة فيه على شفاه المحتاجين ، وترسم  البسمة أيضاً على الوجوه الحزينة  ، موسم تكون فيه المؤسسة في المقدمة لنشر مبدأ التكافل والتراحم  في شهر الرحمة والمغفرة والتسامح  ، ونسال الله عز وجل أن يجعل من هذا الشهر العظيم شهر إخاء ومحبة وألفة انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو  تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . في كل عام يهل علينا هذا الموسم العظيم يلتقي في هذه المؤسسة رجال الخير وأصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء و تتشابك الأيادي الخيرة لتأتي صفاً واحدا لنقل الخير والمساعدة  وإيصال الصدقات ورسم البسمات على وجوه المحتاجين ، يتعاون فيه الجميع من مندوبين في المناطق يحصون حاجة المحتاجين في مناطقهم ويرفعونها إلى المؤسسة وإداراتها لترفعها  بدورها إلى أهل الخير والبر والإحسان ومن أهل الخير والبر والإحسان والجهات الرسمية والحكومية والخيرية والمنظمات الداعمة الخارجية وغيرها ممن يعرفون قدر هذا الموسم الإلهي العظيم فيشترك الجميع في هذه  التجارة مع الله العظيم فيعتبر هذا الشهر للقاء هذه الجهود في كل عام بالنجاح كيف لا و قصدها الأول والأخير رضاء الله سبحانه وتعالى ، اسأل الله عز وجل ان يبارك لنا في ما بقي من شعبان ويبلغنا رمضان ويجعلنا من أهل تلك الأيادي التي يكتب لها نصيباً من تفريج كربات المكروبين وإزاحة أحزان المحزونين ورسم البسمات واعادة السرور على كل بيتٍ مسلمٍ محتاج . فادعوا كل الخيرين من أبناء هذه الأمة للتعاون  وأدعوهم إلى أن نري الله عز وجل منّا خيراً لنجود بأوقاتنا وأموالنا وطاقاتنا فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان فكان أجود من الريح المرسلة  .

 

  -ما هو المشروع الأبرز من بين مشاريع المؤسسة في رمضان ؟ 

 

- لحال المجتمع اليوم أصبحت كل المشاريع التي نسوقها لأهل الخير الواقع بأمس الحاجة إليها ، ومشاريع المؤسسة الرمضانية قد اصدر فيها كتاب ، ومنها إفطار الصائم و توزيع التمور وتوزيع السلة الغذائية وكذلك العيادة الرمضانية ومشروع إحياء قرية في رمضان ومشروع ليالٍ في رحاب القران ، ولكن ابرز  مشاريع المؤسسة في رمضان والذي تميزت به المؤسسة عن غيرها من المؤسسات ويعتبر الميزة النسبية لها مقارنة بغيرها من الجهات الخيرية هو مشروع إحياء قرية في رمضان الذي تقوم فكرته على إحياء المؤسسة لأكبر عدد ممكن من القرى في رمضان من خلال كفالة طالب علم ليؤم الناس من أول يوم في رمضان إلى تاريخ 25 رمضان أو 26 رمضان فيُحيي هذه القرية بصلاة التراويح والقيام والدروس الشرعية ويؤدي خطبة الجمعة ويُعلم الناس في حلقات الذكر فتكون حيّة بذكر الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( الذي يذكر الله ولا يذكره كمثل الحي والميت )) فاعتبرنا هذا إحياء لهذه القرية في هذا الشهر العظيم .

 

- كيف تستطيع المؤسسة تحقيق هذه الطموحات العريضة في كل عام ، ما شاء الله تبارك الله ؟

 

- الحقيقة هو توفيق الله عز و جل ، وهذا العمل يشعرنا يوماً بعد يوم انه عمل مبارك محفوظ بحفظ إلهي وبعناية ربانية خفية وليست الجهود البشرية والله ، فإنما هي أسباب فقط ، فطبيعة العمل أصلاً عمل موفق بتوفيق الله عز وجل (( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب )) يتم فقط بذل الأسباب من تواصل سواء كان عبر موقع المؤسسة على الانترنت أو الإيميلات أو الرسائل عبر الفاكس أو صحيفة البادية أو كتيبات المشاريع وكذلك الزيارات لكثير من الجهات الخيرة التي لها باع في هذا الطريق الخيري العظيم فيتم بذل الأسباب فقط من بداية شهر شعبان وقد شكلنا في هذا العام لجنة لتسويق المشاريع في داخل الجمهورية وبإذن الله يتم زيارة اكبر قدر ممكن من الشركات والجهات الخيرية ورجال الأعمال من أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي الخيرة فقد عهدناهم في كل عام يتعاونون مع هذه الجهات الخيرية من اجل وضع الصدقة واختيار موضعها بدقة عبر شبكة خيرة من أبناء الوطن .

 

- هناك بعض التجار يوزعون صدقاتهم عبر أشخاص ينتدبونهم لهذا الأمر في كل رمضان ، هل ترون أن هناك فرقا بين التوزيع بتلك الطريقة والتوزيع عبر مؤسسة البادية مثلاً ؟

 

- هذا السؤال نوقش في ملتقيات متعددة مع رجال الأعمال والتجار وقد طرحت ملاحظات عندما جمعنا عدد من رجال الأعمال ورجال الخير الذين يرسلون مبالغهم في كل عام  إلى ممثليهم في المناطق ويقومون بتوزيعها ، نقول جزاهم الله خيرا الحقيقة هو عمل طيب لكن هناك فرق ، فمؤسسة البادية لديها مندوبين في كل منطقة من مناطق وادي حضرموت وفي كل محافظة من محافظات الجمهورية عبر شركاء البادية في كل المحافظات ومن خلالهم تقوم المؤسسة بمراجعة وتحديث الكشوفات وكذلك التواصل مع مندوبي التجار ورجال الأعمال  حين نعرفهم في مناطقهم ، وعملية التجديد والمراجعة تجنبنا تكرار توزيع الأموال أو المواد الغذائية وغيرها فوجدنا في بعض المناطق اسر محتاجة تحصل على مساعدات من جهات عدة ، تجار ومؤسسات ، واسر محتاجة أخرى لا تحصل على أي مساعدة  ، وبالرغم أننا نحاول التنسيق مع مندوبي التجار وقد أشاد عدد من التجار بهذا العمل المؤسسي واليوم نعيش في عصر الترتيب والأعمال المنظمة والأعمال الناجحة هي الأعمال  الإدارية المؤسسية مما يجنبها الأخطاء والتكرار و تجنب إهدار الأموال والطاقات في غير محلها ، والبر ونشر الإحسان وتقديم المعونة للمحتاجين أمانة فيجب أن تكون أكثر إدارة وأكثر تنظيماً بل نموذجاً في العمل الإداري المؤسسي الصحيح فيكون نموذجاً في النجاح والدقة في تجديد الكشوفات ورفع المعلومات أولا بأول حتى نضع الصدقة في مكانها الصحيح لتعالج جرحاً أكثر إيلاماً . ممكن أنّ مندوب التاجر أن يوزع جزء من المال عبر مندوبه  وجزء يوزعه عبر هذه المؤسسة الخيرية مثلاً ويأتي ليرتب ويأخذ نسخة من الكشوفات وبإمكانه هو شخصياً أن يخرج مع مندوبنا في المنطقة وليس شرطاً أن يوزع باسم مؤسسة البادية ممكن أن يأتي ألينا و يطلب أن يوزع هو بنفسه في المناطق مع مندوبينا فنتصل له على المندوب يخرج ليلتقيه على الطريق العام ويذهب معه ليريه بيوت الأسر المحتاجة و يتجنبوا تكرار توزيع المواد الغذائية مثلاً ، ندعوهم للتعاون معنا وليس شرطاً كما قلنا أن يسلموها إلى المؤسسة مباشرة فنحن شعارنا خدمة الإنسان أولاً والتعاون مع كل الخيرين الذين يريدون تقديم المعروف للناس ، ومن الفروق أيضاً بين توزيع المؤسسات وتوزيع المندوبين أنه قد تأتي صدقة بسيطة في حجمها المادي من هذا الشخص وصدقة أخرى مماثلة من شخص آخر وهكذا فتجتمع هذه الصدقات فتشكل سيلاً من الصدقات فيكون نفعها عظيم ، ويمكننا بعد استئذان المتصدق نفسه أن نجمع هذه الصدقات لنعمل بها مشروع وقفي ، إذا كان يحب انه هو يوزعها وزعها ، وبهذه الطريقة ممكن إنشاء مشاريع وقف استثماري مثل مركز الامتياز لتأجير لوازم الأفراح والمناسبات بمدينة القطن هذاأنشأناه وقف خيري فأصبح يُدر من دخله على مشاريع المؤسسة وصدقة جارية  للمتصدق في الوقت نفسه  و قدم نفعا للمحتاج ، أحياناً قد نستلم من متصدق خمسين ألف ريال ومن متصدق آخر خمسين ألف ريال وهكذا نكفل بها مريضا أو نقدم بها إعانة لمريض كلفة العملية لديه 500 ألف ، ففائدة العمل الخيري انه يجمع الجهود وتكون ثمرته بإذن الله عز و جل كبيرة .

 

- تخيّل  أهل البر والمعروف ، أصحاب الأيادي البيضاء  الذين قدموا صدقاتهم عبر مؤسسة البادية الخيرية ، ماذا تقول لهم ؟

 

-الحقيقة لا استطيع ، إنّ البيان ليعجز وهو يحاول ذلك ولكني ادعوا أكرم الأكرمين سبحانه شكرهم هو سبحانه وتعالى ، وأن يتولى جل وعلا جزاءهم فيُعظم لهم الأجر ويجزل لهم الثواب ، وأسال الله عز وجل أن يُفرحهم يوم القيامة بأجره الذي أخفاه لهم ((إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) )) و كل من ساهم في الوقوف مع المحتاج مريضاً أو يتيماً أو معاقاً أو غيره  نحسبهم داخلين في بشارة النبي صلى الله عليه وسلم (( مثل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )) قال راوي الحديث : (( أو احسبه قال كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر )) فالأجر عظيم عند الله عز وجل والمحسنين يحبهم الله عز و جل ((وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) وقال ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) وقال تعالى : ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) ))  وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليربي لأحدكم صدقته كما يربي أحدكم فلوه )) فنسال الله تبارك وتعالى أن يرزقهم حبه سبحانه وتعالى ومن وجد حب الله عز وجل فماذا يفقد . وأسال الله عز و جل أن يكتب لنا الأجر معهم وان يجمعنا بهم في مستقر رحمته إخوانا على سرر متقابلين

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص