حضرموت اليوم / سيئون / هاني جود :
منّ الله عز وجل نهاية مارس من العام الجاري 2013 أمطار غزيرة على مدن وقرى وأرياف وادي وصحراء حضرموت سالت على إثرها الشعاب وتدفقت السيول في الوديان وارتوت الراضي الزراعية ونتج عنها انقطاع الطرق بين عدد من مدن وقرى الوادي .
وفي بيان لها أوضحت اللجنة العليا للإنقاذ والإغاثة والإيواء بوادي حضرموت أن عدد الوفيات بسبب الأمطار وتدفق السيول خمس وفيات بمحافظة حضرموت توزعت أربعة من أبناء المحافظة وحالة واحدة تعود لأحد أبناء محافظة الحديدة بسبب صعق كهربائي .
وكانت فرق من الدفاع المدني وعبر مروحية وصلت الى مطار سيئون لغرض الإنقاذ تمكنت من إنقاذ المواطن ميثاق يوسف محمد الذي حاصرته السيول وهو يقود شاحنته بمديرية شبام وتم إسعافه الى مستشفى سيئون العام ووفرت له العناية الطبية الخاصة كما قامت أيضا بإنقاذ المواطن محمد احمد العبيدي بمنطقة تاربة بمديرية سيئون .
وذكر بيان لجنة الإنقاذ أن بعض المنازل في مديريات سيئون والقطن وشبام وحريضة ثمانية منها بمديرية سيئون تضرر كلي ومنزلان بمديرية القطن . وتم مساعدة المتضررين اصحاب تلك المنازل بدفع لكل منهم 20 الف ريال للأشهر القادمة ابريل ومايو ويونيو من العام الجاري 2013م بالاضافة الى دفع لكل واحد منهم 30 ألف ريال مقابل إغاثة معيشة مع صرف لهم أواني منزلية من بطانيات وفرش وأدوات طبخ .
ونتج أيضا جراء هطول الأمطار انهيار السجن المركزي القديم في مدينة سيئون وبعض ملحقاته القديمة دون خسائر بشرية حسب ما أكدته اللجنة .
كما لحقت بالزراعة أضرار متفاوتة تم تشكيل لجنة من ذوي الاختصاص للنزول الميداني وحصر الخسائر وتوثيقها .
وبالنسبة لعملية الإنقاذ فقد أشادت اللجنة العليا للإنقاذ والإغاثة والإيواء بدور المواطنين الكبير في منطقة شبام وبور وتاربه ومريمة حيث قدموا نموذج نوعي وصورة رائعة رسموا خلاله لوحة حضارية بصورة عفوية تعكس ثقافة وتلاحمة كالجسد الواحد .
كما نفذت رحلات بواسطة الطائرات المروحية لنقل مرضى الغسيل الكلوي من مديريات الوادي الى مركز الغسيل بمديرية القطن وايضا تم اغاثة اسر عالقة في وادي المسيلة بسبب السيول بمواد غذائية نقلت بواسطة المروحية التي كان لها دور ايضا في نقل مرضى من وادي سنا بوادي حضرموت الى مستشفى سيئون .
ونوهت اللجنة الى انه تم اتخاذ اجراءات عاجلة وسريعة لفتح مجاري السيول وازالة العوائق الترابية المفتعلة في اماكن عدة حيث تم تجميع المعدات والآليات اللازمة من مكاتب الوزارات بوادي وصحراء حضرموت لتوحيد الجهود لازالة ما خلفته الامطار كما تم استئجار معدات واليات اخرى بسبب تقص بعضها حتى تنجز اعمال اللجنة المكلفة .
وكان المجلس المحلي بمديرية سيئون قد اوصى في دورته الاعتيادية مؤخرا بمساءلة ومحاسبة المتسببين في صرف الأراضي بمجاري السيول وأوضح المجلس ان الأسباب الحقيقة التي كشفتها تلك الأضرار كان أبرزها البناء العشوائي في مجاري السيول والتي أدت الى تحويل المجاري الرئيسية للسيول من مواقعها الرئيسية إضافة الى تضييق منافذ السيل نظرا لوجود تلك المباني والتي قد سبق للمجلس من خلال اعضائه التنبيه لها والتحذير من حدوث كوارث لا سمح الله إضافة إلى مخلفات مواد البناء بين الشوارع التي حرفت مياه السيول هي الأخرى .
ويعول عدد من المواطنين على ان تقوم الجهات المختصة بإعادة النظر في صرف أراضي وسط مجاري السيول والعمل على إيجاد حلول لإعادة مجاري السيول القديمة التي ضمرتها الحجارة بسبب السيول التي جلبتها من الجبال او بسبب البناء العشوائي وتصرف الأيادي البشرية بتحويل مجرى تلك السيول الى مكان آخر وهو مازاد ضغط السيول على مجرى واحد والذي كان سيؤدي الى كارثة لولا لطف الله .
