حضرموت اليوم/ تريم /
خاص
اختتمت مساء الجمعة بمدينة تريم الندوة
العلمية الربانيون وراثة النبوة وعظم المسؤولية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي
بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد وملتقى تريم الثقافي على مدى ثلاثة أيام خلال
الفترة من 27-29 أكتوبر الجاري.
وفي حفل اختتام الندوة ألقى فضيلة الشيخ / حمود
عبدالحميد الهتار وزير الأوقاف والإرشاد كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بنجاح
أعمال الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية.
مؤكداً من تريم مدينة العلم والعلماء
استمرار الحوار والتواصل فيما بين العلماء وأصحاب الفضيلة في اليمن والسعودية.
واعداً بأن وزارة الأوقاف والإرشاد ستعمل جاهدة بالتنسيق والتعاون مع رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية من أجل تنفيذ توصيات الندوة.

مشيدا بجهود القائمين على تنظيم الندوة وفي
مقدمتهم الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان الرئيس الفخري لملتقى تريم الثقافي
والدكتور عمر عبدالله بامحسون رئيس الملتقى، داعياً المسلمين إلى التوحد ونبذ
الخلافات التي تؤثر على وحدة الصف وجمع الكلمة، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله.
كما
ألقى الداعية والمفكر الإسلامي أبي بكر العدني بن علي المشهور كلمة العلماء نيابة
عن الشيخ سالم عبدالله الشاطري عميد رباط تريم العلمي والحبيب عمر بن محمد بن حفيظ
كلمة عن أهالي تريم أشادتا بالتواصل وأجواء الحوار والمحبة التي تهيأت لعلماء
اليمن والمملكة بفضل من الله ومن ثم بجهود رابطة العالم الإسلامي ووزارة الأوقاف
وملتقى تريم الثقافي.
مشيرين إلى أن أمة الإسلام لها مستقبل كبير
في تعزيز التواصل مع مختلف المشارب والاتجاهات ، مؤكدين أن مدينة تريم مهد الوسطية
والاعتدال في العالم الإسلامي.
كما
ألقيت في الحفل قصيدة شعرية ألقاها الشيخ / عبدالله بن حمد الحقيل أمين عام دائرة
الملك عبدالعزيز سابقاً.
وفي ختام الندوة التي حضرها الأستاذ / عمير
مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء وجمع من العلماء
الأفاضل وطلاب العلم ، قرأ الدكتور / عمر عبدالله بامحسون رئيس ملتقى تريم الثقافي
، بيان الندوة الختامي ، والتوصيات المنبثقة عنها:
في محور العلماء الربانيون وشرف المكانة:-
طالبت الندوة رابطة العالم الإسلامي والجهات
المشاركة معها والمنظمات والمراكز الإسلامية المتعاونة معها بـ:
1- التذكير
الدائم بتكريم الله سبحانه وتعالى وطلاب
العلم ، وبيان فضلهم على الناس ، فالملائكة تضع أجنحتها لطلاب العلم رضى
بما يصنعون.
2- دعوة
المؤسسات الإسلامية ووسائل الإعلام ووزارات التعليم في العالم الإسلامي للتعريف
بمكانة العلم الشرعي وأثره البالغ في تنظيم حياة المسلمين، وأهميته في نهضة الأمة
الإسلامية وقدرتها على مواجهة التحديات ومعالجة المشكلات التي تعاني منها الأمة.
3- التأكيد
في منهج التعليم في وسائل الإعلام على مكانة علماء الشريعة في حياة الأمة المسلمة
وأنهم ورثة الأنبياء وحملة دين الله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين.
4- تعريف
المسلمين بعلماء الأمة الأفذاذ عبر التاريخ واستلهام تجاربهم وأثرهم في قيادة
الأمة وتوجيهها ما حقق لها الريادة والعزة السؤدد ، ومكنها من ريادة الحضارة
الإنسانية.
5- التأكيد
على أن العلماء ذخر الأمة ، بهم يحفظ الله سبحانه وتعالى الدين ويقيم الملة ويهدي
للتي هي أقوم.
6- دعوة
الجامعات الإسلامية والمعاهد والمؤسسات الشرعية إلى استقطاب الطلاب الموهوبين
والمتفوقين لتأهيلهم لحمل أمانة العلم والدعوة. والتوسع في إنشاء المعاهد والمراكز
في البلدان الإسلامية المتخصصة في تأهيل العلماء وتدريب طلاب العلم، وتكون تحت
إشراف كبار العلماء والمربين.
7- دعوة
التجار وأهل الخير والإحسان في الأمة إلى الاهتمام بالوقف الإسلامي على العلم
والعلماء والذي كان له أثر بارز في نهضة الأمة.
وبعد دراسة البحوث التي تناولها محور
العلماء الربانيون ومهمة الإصلاح ، أوصت الندوة بما يلي:
1- دعوة
علماء الأمة للتعاون مع الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة
العالم الإسلامي ، وغيره من المؤسسات الإسلامية العلمية والدعوية ، ووضع ميثاق شرف
يجتمعون عليه.
2- مطالبة
العلماء والمفكرين المسلمين بالتوسع في عقد اللقاءات العلمية والحرص على مشاركة
العلماء في البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة في جميع مناشط الملتقى.
3- دعوة
اتحادات العلماء وملتقياتهم وروابطهم لإيجاد هيئة عليا للتنسيق بين هذه المؤسسات ،
لاسيما وأن المهام المناطة بها واحدة ومشتركة.
4- دعوة
العلماء للاهتمام بالتواصل مع الناس عبر الوسائل المتعددة من دروس ومحاضرات وعبر
الوسائط الحديثة من فضائيات وشبكة المعلومات العالمية ووسائل الاتصال الأخرى.
5- مطالبة
وزارات الإعلام في الدول الإسلامية بزيادة
الأوقات المخصصة للبرامج الدينية وإسناد هذه البرامج للعلماء المؤهلين الثقات.
وبعد الانتهاء من أطروحات محور العلماء
والتحديات المعاصرة ، أوصت الندوة بـ:
1-
العمل على ترشيد الخطاب الديني بما يوافق المنهج الصحيح ويتناسب وهذا العصر
الذي تقاربت فيه الأمم والشعوب بفعل التقنية الحديثة ، والحرص على الحسنى في
الخطاب والنزوع إلى الحكمة والجدال بالتي هي أحسن.
2- دعوة
علماء الأمة للتصدي لمحاولات تشويه التاريخ الإسلامي وانتقاص قدر الصحابة رضي الله
عنهم أجمعين واللغط والسباب الذي وصل فيه البعض إلى إيذاء النبي صلوات الله وسلامه
عليه في نفسه وأهله وصحابته الكرام العظام.
3- التصدي
للحملات والمخططات التي تسعى إلى تحجيم دور العلماء الربانيين وتهميش دورهم في
إصلاح الأمة.
4- مطالبة
روابط العلماء وجمعياتهم واتحاداتهم بتكوين لجان متخصصة بإعداد الكتب في الرد على
الشبهات والفتن التي يثيرها أعداء الأمة أو أصحاب العقائد المنحرفة.
5- الاهتمام
بالفتوى وضرورة التنسيق بين دور الإفتاء وبين المجامع الفقهية.
6- مطالبة
المنظمات الإسلامية ومجامع الفقه الإسلامي بالتعاون مع علماء الأمة وفقهائها في
التصدي للنوازل والتأكيد على أهمية الفتوى الجماعية لما يستجد في حياة المسلمين.
وأعرب المشاركون في الندوة عن شكرهم
وتقديرهم للجهات التي تعاونت في تنظيم الندوة ، وبعثوا برقية شكر لفخامة الرئيس
علي عبدالله صالح ولقادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين
الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على دعمهم للعلماء والمؤسسات العلمية
، وما يقدمونه في دعم المشروعات الثقافية والعلمية ، ودعوا الله أن يعين الأمة وأن
يحقق ما تصبو إليه شعوبها.