حضرموت اليوم / استطلاع / هاني جود - مجدي عرفان بارماده - إبراهيم الحداد
فتحت الجامعات ذراعيها في شتى ربوع اليمن السعيد لتحتضن أبناءها الكثيرين بعد غياب طويل في جو يغمره الفرح والسرور على وجوه اولئك الابناء البارين الذين لبوا النداء مسرعين مرسومة على وجوههم الهمة والامل في مواجهة الوضع المرير الذي يعيشه جميع قاطني هذه الرقعة من الارض في جنوب شبه الجزيرة العربية .. ورغم ان قلوب كثير من الطلاب معلقة بين خيوط الالم وسراب الامل الا انهم مشوا قدما الى الجامعات وصدورهم تحشرج بالتفاؤل والخير .. وحتى نكون قريبين من الطلاب نزلنا الى الكليات المختلفة بجامعة حضرموت لنرى ما هي انطباعاتهم حول هذا العام..
وحكايتي بلا عنوان
سمر عمر هويدي - طب - الغيل
دائما يقولون أن البداية فقط هي الصعبة ومتى بدأت فسوف تنتهي وكان الممشى ممهد .
عندما كنا صغارا كنا نحلم بأن نرتاد كلية الطب ونصبح أطباء لم يأت ذلك الحلم من فراغـ بل كان يحتويه حلم أكبر الحلم بالجامعة، ذلك المكان اللامحدود المقدس المليء بالمعارف والخبرات، ذلك المكان الذي يتخرج منه الجامعيون المثقفون المحترمون؛ ولأنهم كذلك أردنا أن نكون منهم، ولم نصل إلى هذا المكان صدفة، بل تعبنا وجهدنا وتفوقنا على كثير من أقراننا، وبحمد الله وفضله توفرت لنا جميع السبل وفتحت لنا الأبواب التي أغلقت على غيرنا .. حتى أصبحنا طلابا في كلية الطب .
أيام الجامعة تتوالى، رحى تدور ونحن ندور حولها كل يوم نظام جديد وأسلوب غريب لم نستقر منذ أن بدأنا إلى أن أشرفنا على النهاية، ما زال مركبنا يتأرجح، فربما كانت التجارب علينا، والمنافع لمن بعدنا، فلله درنا كيف ستكون خاتمتنا ؟ وكأني بالواحد منا كالمزارع وعقله أرض بكر خصبة في أيام مضت كانت هناك أنهار المعرفة وبحار من العلم ترتوي بها هذه الأرض وتزدهر، أما في نظامنا الجديد لا توجد أنهار ولا بحور، بل ينابيع صغيرة قد جفت، وآبار متفرقة قد شحت، فترانا نجهد ونبحث متنقلين من ينبوع إلى آخر، ولا نعود إلا ببضع قطرات من العلم تطير، وتذهب قبل أن نستفيد منها، وهكذا تصبح أرضنا البكر الخصبة، أرض قاحلة لا زرع فيها ولا حصاد منها، وعندما تساءلنا قالوا هذا هو النظام الجديد .
مرت السنوات ولا أدري كيف مرت رغم الصعوبات والتحديات، رغم ذلك المحترم الذي اسمه (فيتامين واو) رغم أولئك الذين وصفونا بالأجيال الخائبة، رغم نظرات الشفقة والازدراء، رغم كلام التهديد والوعيد والاستهزاء، الإحباط، اليأس، انعدام الثقة، رغم كل شيء أصبحنا في المستوى ما قبل الأخير وكأني بهم وأنا أنظر إليهم نظرة شماتة، لكن نظراتهم كانت أقسى .
وفي الأخير أتذكر كلامهم ذلك عن البداية والنهاية وأتساءل الم يعبروا هذا الطريق أم كان طريقهم ممهداً وطريقنا هو المعوج أم تراهم سلكوا دربا غير دربنا فلم يروا ما رأينا، لا أدري هل نسوا أم تناسوا، أو جهلوا أم تجاهلوا، لكني متأكدة أنه لا يمكن أن أنسى هذا الطريق الصعب، لا يمكن أن أنسى كل هذا التعب الذي أبذله لأصل إلى غايتي، فليست البداية فقط هي الصعبة، بل الطريق كله صعب، فرغم أننا بدأنا بداية واحدة، لكن نهاياتنا ستكون مختلفة فللحياة وجه واحد، لكن للموت وجوه كثيرة.. فرجاء يا أولي الأمر منا رفقا بنا ..
أعوام بلا أهداف
مروى حسن بن الشيبة – فيزياء– الديس
تقول : هناك عدة انطباعات في هذه السنة وأولها، هو ما نراه وعلى مر السنوات السابقة من حدوث تغيرات كثيرة في عدد طلاب المستوى الثاني، حيث انخفضت أعدادهم ولم يعد العديد منهم في نفس التخصص، وذلك لعدم فهمهم واستيعابهم للتخصص المراد الالتحاق به، وهذا ليس بالشيء الجديد، بل إنه لأمر محزن، حيث نرى الكثير من الطلاب يضيعون أعمارهم وهم من تخصص إلى آخر .. فلابد على الطلبة الملتحقين بالجامعة من فهم التخصص قبل الالتحاق به ..
والانطباع الآخر الذي شدني هو أن كثير من طلاب المستويات الأولى لا يعرفون العديد من إرشادات ولوائح الجامعة، فيا حبذا لو أن المستويات الأخرى تساعدهم وتنبههم لهذه الإرشادات .. متمنيين للجميع عام دراسي حافل بالنجاح والتوفيق ..
الطالب الجامعي .. أحزان وأشجان
عزمي أحمد خباه - دراسات إسلامية
ها هو ذا عام جامعي جديد قد بدأ, أتانا سريعا - وليته لم يأت - ومرت الإجازة كلمح البصر .
قلت لأحد زملائي الطلاب بعد هذه الإجازة : (آنست) فقال معبرا عن ما يكنه من حزن وشجن : (رجعنا ليها الله يكفيها) .
بالله عليكم من أين للطالب الجامعي المال - وهو أصلا طالب يا ناس - ليوفر الأموال والتكاليف الباهظة التي يثقل بحملها كاهل الميسور، فكيف ومعظم أولياء أمورهم شاقين لتوفير لقمة تسد رمق أسرهم في ظل أوضاع - الله يستر - فالغلاء فاحش بشكل لا مبرر، فهل من فطن رشيد يقول لنا كيف لأولياء أمورنا توفير مبالغ رسوم الجامعة السنوي؛ رسوم بيان درجات, رسوم شهادة قيد, رسوم استخراج بطاقة جامعية, رسوم سكن جامعي, ضمانة مالية للسكن, من اشتراك تغذية شهري في السكن, ثمن مواصلات يومية من وإلى الجامعة, كتب, ملازم محاضرات، و...، و...، و... والحبل على الجرار, كأنهم – بصراحة - يقولون هذه الجامعات للقلة المتريشة المرتاحة وبس، والذي ما عنده لا يقرب رأسه .
هذا كله وبعد ذلك نسمع أن التعليم في اليمن مجاني مع العلم أن بعض الدول المجاورة - وليست بعيدة عنا - تدفع الدولة لكل طالب جامعة أو معهد إعانة شهرية؛ لأنها تريد من أبنائها أن يتعلموا فيبنوا حاضر بلادهم ومستقبلها .
قلة الكادر الموظف في الجامعة، وأنا شخصيا لاحظته في مكتب القبول والتسجيل، فإذا عندك متابعة في شأن ما، فهو عند الفلان، طيب الفلان هذا مريض، تعال بعد ما يشفى ويأخذ فترة نقاهة، وتجيء بعدها تسأل عن الفلان فيقولون معه زواج تعال بعد بكره، وتجيء على وعدهم فيقال أن فلان لديه اجتماع طارئ في رئاسة الجامعة, أليس من أولها كان يجب أن يكون هناك من يحل محله إذا غاب بدلا من مسلسل (رايح جاي)، تصوروا – إن استطعتم – أن في جامعتنا الموقرة لأربع كليات طويلة عريضة بأقسامها المتعددة وكثافة الطلاب المقبولين في قاعاتها – الواحد ما يقدر يأخذ له نفس – ومع هذا يوجد لكل تلك الكليات واحد محاسب فقط, فبداية العام يكون الازدحام على مكتبه شديد يختلط فيه الحابل بالنابل, وكان الأولى أن يكون هناك من يساعده حتى في أوقات المواسم .
الدوام الدراسي لا يبدأ من أول يوم كما هو موجود في الدليل السنوي للجامعة أبدا (إلا كلية الطب)، كأن المجتمع الذي يحتاج إلى طبيب لا يحتاج إلى مهندس ولا مدرس ولا محاسب ولا غير هو وإن بدأ تراه غير منتظم في جدولته أبدا مع تغيب ملحوظ لكثير من المحاضرين, ولا نلوم الجامعة فقط حتى الطلاب نحن في الأسبوع الرابع من بداية الدراسة ورجله لم تدخل عتبة باب الجامعة؛ لأنهم آمنوا فلا يوجد نظام ثواب وعقاب مفعل بشكل سليم .
ولا يسعني في الختام إلا الدعاء بأن يصلح الله الأحوال .
أربعة مواقف
زكي عبد الله الباص - طب - وادي عمد
رسم انطباعاته لنا بأربعة مواقف، فيقول: الموقف الأول : وهو أصعب موقف وهو فراق الأهل، لكن الذي يهون علينا هذه الصعوبة حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع) ..
أما الموقف الثاني : البحث عن السكن الذي يتطلب منا أن نبادر في التسجيل للسكن من أجل أن نحصل على غرفة مريحة، أو بالأصح على مطبخ – مطابخ الشقق عندنا في السكن الجامعي تتسع لطالبين فقط، وهو درجة أولى أما باقي الغرف تتسع لخمسة طلاب !! – وهذا الأمر يستلزم منا أن نبيت بأقرب مكان من السكن ولا يوجد سوى المسجد .
الموقف الثالث : التغذية التي تكون أمورها في بداية كل عام دراسي مرتبكة وخلال هذه الفترة يكون الطالب منشغل بالتنقل من كفتريا إلى أخرى ومن مطعم لآخر، هذا إن وجد شيء وإلا يكمل باقي نهاره طاويا..
أما الموقف الأخير : أن المصاريف التي ينفقها الطالب خلال العام الدراسي (رسوم جامعية، رسوم سكن، مواصلات، كتب ووو...) أثقلت عاتق كثير من الأسر، الأمر الذي جعل كثير من الطلاب يتسربون من الجامعات ..
رغم هذه المواقف الذي يتعرض لها الطالب الجامعي إلا أنه يتصدى لها بكل قوة وصلابة وثقة بالله تعالى .
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
عامٌ جديد .. وحياة ٌ جديدة ٌ !
عائشة محمد العيدروس - كلية البنات - المكلا
حياة الإنسان تسمو بالعلم، وتحصيله العلم بالتعلّم والمثابرة، وطالب العلم مخصوص بهذا الأمر أكثر من غيره .
ها قد بدأ عام دراسي جديد يستجدي العزم والإرادة من طلابه، والعجيب أن الطلبة يستجدونه ..! لن يتميز هذا العام عما سبقه من الأعوام إن لم يجد همماً وإرادة ً للتعلم والمعرفة، وإلا أصبح أمراً مملاً يمقته الطلاب ويرجون الخلاص منه !
إن الرغبة في التعلم وإرادة تغذية العقل والروح بالأفكار والمعاني السامية أمر في غاية الأهمية، والأهم أن لا يكون المقصود هو النتيجة والشهادة؛ لأن هذا تقليل في شأن العلم، وقد رفع الإسلام من شأنه !
إن التفكر في العلوم والمعارف أمر عجيب يستحق الكثير من الوقفات والتأني فيها، ومن وقف عليها لن يتركها؛ لأن العلم بحر لا يشبع المتعلم من التأمل فيه ولا يمل التفكر فيما يحتويه ..
هكذا .. ما زلت آمل خيراً كثيراً في هذا العام الدراسي .. والله ولي التوفيق،،،
كثرة معيدين
سالم بن غانم التميمي - محاسبة
لقد عشنا العام الماضي مندفعين يحدونا التوكل على الله والأمل في التفوق والنجاح، ولكن ما اصطدمنا به في واقع الكلية هو أن نسبة 70% من طاقم التدريس من المدرسين (الطلاب المعيدين) وهي حقيقة لا عيب فيها، فبعضهم لديه من المعرفة والعلم ما يعادل الدكتور والأستاذ، ولكن في حقي كطالب جامعي أن أحظى بدكتور أمضى عمره في التعليم العالي .
ودعوة لإدارة الكلية بتوفير العجز في الكادر التدريسي (الدكاترة) وكذا القاعات وخاصة ما يتعلق بالجانب العملي راجيا مواصلة سعيها الجاد لمواجهة مثل هذه المشاكل .
تغيرات جنت ثمارها
عزمي هادي باحريش - علوم حاسوب
بالنسبة للعام الماضي لا يخفى على ذي بال ما هو الحال فقد كان نوعاً ما جيداً، حيث برزت بعض المعالم والتغيرات الجديدة، وكنا بصراحة متعطشين لها، وانعكست هذه التغيرات على تحسين المستوى التعليمي لدى الطلاب حتى تظهر ثمرات الخريجين على الساحة مقارنة بالجامعات الأخرى في بلادنا، هذا ما لمسناه وعشناه حقيقة ونأمل أن نرى مستقبلاً متألقا وأفضل وريادة أحسن مما عليه الآن .
عام مليء بالكثير
محفوظ عبود باحارثة - إدارة أعمال
نظرتي لهذا العام أنه عام مفعم بالكثير من المعرفة وتبادل الأفكار وزيادة روح التعارف بين الأصدقاء في حين أن رؤيتي لهذا العام وأسعى إلى مزيد من الجد والاجتهاد .
رسائل مختصرة من الطلاب
إلى من يهمه الأمر :
- إنشاء الاتحادات الطلابية التي تسعى دائماً إلى تعريف الطالب بحقوقه وواجباته.
- العمل على زيادة الأنشطة الطلابية لإبراز مواهب وجهود الطلاب .
- مواكبة ما هو جديد ومستحدث في عصر السرعة كالإنترنت .
- الاهتمام بالجوانب المهارية وتنميتها.
- تخفيض الرسوم الدراسية لما لها من تأثير على الطالب نفسياً وعلمياً .
- تسهيل المعاملات على الطلاب حتى يستطيع الانجاز في أقل مدة زمنية ممكنة .