دومان يحمل المحافظ والأجهزة الأمنية الانفلات الأمني بالمحافظة

حضرموت اليوم / سيئون / عمر بايعشوت :

تفاءل بمستقبل اليمن ، ولكنه حذر من مؤامرات تحاك لتمزيقه وتفتيته وتفريق أبنائه وبث روح الكراهية والبغضاء بينهم .. كما  حمل السلطة المحلية بمحافظة حضرموت والأجهزة الأمنية بكل تسمياتها مسئولية الانفلات الأمني؛ معتبرا إياه متعمدا وممنهجاً لتطفيش المواطن..

وحول الهجمة التي تشن على التجمع اليمني للإصلاح أكد أنه لا توجد قوة لاقتلاعه لامتلاكه ثروة من الكفاءات والمؤهلات غير قابلة للاستنساخ والتمزيق ، ولبلوغه من التنظيم والتماسك ما يدفع الحاقدون وفلول النظام السابق من شن هذه الحملة على الحزب العملاق ... كل هذا وغيره تجدونه في الحوار الذي أجريناه مع عضو مجلس النواب الأستاذ/ سعيد مبارك دومان ..

أكثر من عام مضى على مغادرة المخلوع للسلطة .. كيف تقيم هذه المرحلة ؟

المخلوع لم يغادر السلطة تماماً ، فما زال متواجداً بأدواته ورجاله في مفاصل الدولة ، فنصف وزراء حكومة الوفاق هم وزراؤه ، ومجلس النواب مازال كما هو بأغلبيته الساحقة الماحقة بيده ، وكذا مجلس الشورى ، وله رجاله في المجلس العسكري والأمني والقضائي.. وعليه فإن تقييمي لهذه المرحلة بأنها مرحلة مخاض صعب ؛ فهي مرحلة انتقالية عانى منها الجميع في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمعيشية ، وهذا شأن المراحل الانتقالية في الثورات بأنها أسوأ مما قبلها ، ومما بعدها.

وعزاؤنا أن رأس البلاء قد تنحى ، وأنه قد بريء بتقليم أظافره في المؤسسات الأمنية والجيش رغم الخسائر الفادحة التي تكبدها الوطن ، ونذكر أنفسنا بقول الشاعر :

ومن يتهيب صعود الجبال ** يعش أبد الدهر بين الحفر

وقول الآخر :

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله ** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

كيف تنظر لمستقبل اليمن ؟ وما دلالات التوقيت الزمني لانطلاق الحوار ؟

أنظر إلى المستقبل بتفاؤل وحذر ، التفاؤل بسبب ما تملكه اليمن من إمكانيات مادية وبشرية.. والحذر بسبب مايحاك لهذا الوطن وأبنائه من مؤامرات لتمزيقه وتفتيته وتفريق أبنائه ، وبث أسباب الحقد والكراهية والبغضاء والعداوة والتناحر فيما بينهم ، أما الحوار فهو قيمة حضارية ، إذا توفرت لها أسباب النجاح ، وأهم هذه الأسباب هو توفر النية الصادقة للوصول إلى حل.. وإذا لم تتوفر النية الصادقة سيتحول الحوار إلى جدل عقيم ، وسيتحول الجدل إلى خصومة – لا سمح الله –، ولذلك فإن الحوار الجاد هو بذل الجهد وقدح العقول وعصف الفكر والقريحة لاستنباط الحلول الناجعة ، قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ، فبذل الجهد لإيجاد الحل نوع من الجهاد المفضي إلى الاهتداء إلى الصوب .

كيف تنظر إلى شحنات الأسلحة الإيرانية ؟ ولماذا نسمع هذه الأيام عن اكتشاف الأسلحة عبر المنافذ الحدودية ؟

إيران لديها من المال ما يمكن حلفاءها في اليمن من شراء الأسلحة من داخل اليمن بالإضافة إلى امتلاكهم ترسانة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي غنموها خلال حروبهم مع الجيش النظامي أو ورثوها من المعسكرات التي سلمت لهم ، ولذلك أعتبر تهريب الأسلحة عبر سفن جيهان واحد وأخواتها ترف من ناحية ، وغباء من ناحية أخرى.. لقد نشرت وسائل الإعلام بأن إيران رصدت مائة مليون دولار لتغطية تكاليف الجانب الإعلامي لحلفائها في اليمن – قنوات فضائية وإذاعية ، وصحف ، ونشرات ، وإعلاميين ، فهل سيضيرها تخصيص أضعاف هذا المبلغ لشراء الأسلحة بدلاً من تهريبها ..

أما الشحنات عبر المنافذ الحدودية فقد كانت هذه الشحنات تصل إلى تجار الأسلحة بتسهيلات من النظام السابق ، فلا تكتشف لأنها رسمية ، أما الآن فإنها تكتشف لأن المعادلة تغيرت .

تشهد حضرموت انفلات أمنياً .. برأيك من المسئول عن ذلك ؟

باختصار شديد السلطة المحلية وعلى رأسها المحافظ ومدراء عموم المديريات والأجهزة الأمنية بمسمياتها العديدة (جهاز الأمن القومي ، وجهاز الأمن السياسي ، والأمن المركزي ، والأمن العام ، والشرطة الجنائي ، والنجدة ، وقوات مكافحة الشغب ، وأخيراً القضاء بكل أنواعه ودرجاته) مسئولون عن ذلك التفلت .. وفي اعتقادي أن هذا الانفلات متعمد وممنهج ، المقصود منه تطفيش المواطن من أي شيء اسمه ثورة أو تغيير .

لماذا لم يصل التغيير إلى هرم السلطة في حضرموت بعد ؟

لأن عجلة التغيير تتحرك ببطء شديد .

بن شملان بدأ تحريك عجلة التغيير وفعلها الشباب في إشعال الثورة السلمية .. ما هي أوجه المقارنة بين الموقفين ؟

رغم تحذيرات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من الاقتراب من كرسي الرئاسة لأنه نار محترقة ، وأن الجالس عليه كالراقص على رؤوس الأفاعي ، تقدم المهندس أبو تمام فيصل بن شملان برباطة جأش وشجاعة نادرة ، فترشح للرئاسة وخاض الانتخابات الرئاسية ، واقترب من كرسي الرئاسة الرهيب المحرق لولا أن الأفاعي هربت بالكرسي بالطريقة المفضوحة إياها ، وأعلن بن شملان حينها أن عجلة التغيير قد بدأت في الدوران ، فجاء شباب الثورة السلمية من بعده فأعادوا الكرة ، بعد أن كسر بن شملان حاجز الخوف ، فنجحوا في إزاحة المخلوع .

هناك هجوم وحملة شرسة ضد الإصلاح .. كيف تنظر لهذه الحملة على مستوى اليمن ؟ ولماذا الإصلاح بالذات ؟

الإصلاح بالذات لأنه حزب إسلامي جماهيري عملاق تجذرت جذوره في عمق الشعب ، فلم تستطع أي قوة اقتلاعه، وانتشر أعضاؤه وأنصاره ومحبوه في جميع ربوع الوطن ، وامتلك ثروة لا تقدر بثمن من الكفاءات والمؤهلات والقيادات المجربة ، ما جعله يستعصي على جميع محاولات الاستنساخ والتمزيق ، وكان مع شركائه في المشترك رأس حربة في الثورة الشبابية السلمية..

إن حزباً بلغ هذه الدرجة من التنظيم والتماسك والشعبية لابد أن ينال منه الحاسدون والحاقدون والموتورون وفلول النظام السابق وحلفاؤهم هنا وهناك ، وإنه لفخر للإصلاح العملاق أن يكون مهاجموه من هؤلاء الأقزام متمثلاً قول الشاعر :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل

ما هي آخر مستجدات مجلس النواب ؟

عندما سئل الشيخ / عوض بانجار عن مجلس النواب ، أجاب بأنه حكومي ، وأنا أؤكد أنه ما زال كما كان ولاؤه للنظام السابق بحكم الأغلبية التي ما زالت تتحكم فيه .

بمناسبة ذكر الشيخ عوض بانجار زميلك في مجلس النواب السابق .. ما هي انطباعاتك عن الشيخ ؟

الشيخ الداعية / عوض محمد بانجار هامة من الهامات التي لم تنحن للباطل ، وجبل بكل ما تحمله كلمة جبل من معاني الشموخ والرسوخ والقوة والثبات والتحمل.. حياته حافلة بالتعلم والتعليم والدعوة إلى الله والجهاد بسلاح الكلمة التي قوبلت بسلاح الاعتقال والسجن والتعذيب ، فالشيخ عوض :

• حاصل على دبلوم كلية التربية بالمكلا ، بترتيب الأول على دفعته ، ولكنه حرم من مواصلة الدراسة لنيل البكالوريوس ؛ والسبب كما أفاده مدير عام التربية بالمكلا آنذاك : (نحن نؤهل مدرسين يُدرّسون كما نريد ، وأنت لا تدرس كما نريد) .

• عوقب بنقله من التدريس في مدينة غيل باوزير إلى حورة .

• أثناء عمله بحورة أعتقل وسجن في سجن أمن الدولة بسيئون عام 1979م ، قضى من فترة سجنه في سيئون شهر رمضان صائماً ؛ بينما جلادوه مفطرون .

• سجن للمرة الثانية بسجن البقرين بالمكلا عام 1981م ، قضى فيه قرابة عامين ، ناله فيها أشد الإيذاء والتعذيب ، خصوصاً في شهر رمضان .

• أعتقل عام 1987م وأودع سجن الفتح بعدن وما أدراك ما سجن الفتح ، وصام فيه رمضانين .

• نقل من سجن فتح إلى السجن المركزي بالمنصورة بعد أن أمضى سنيناً رهيبة في السجون الأولى الثلاثة لأن القائمين عليها من المجرمين حسب قول الشيخ .

• أطلق سراحه من السجن المركزي بعد الوحدة .

زاملت الشيخ عوض في مجلس النواب السابق ، فكان صداعاً بالحق ، لا يخاف في الحق لومة لائم.. كان يتحفنا في اجتماعات كتلة الإصلاح بخاطرة افتتاحية ربانية.. تنقل في أرجاء الوطن ، فكان الخطيب المفوه ، والمحاضر المؤثر.. أثناء عضويته بمجلس النواب تولى خطبة الجمعة في الكثير من مساجد العاصمة ، وخصوصاً المسجد بشارع سيف بن ذي يزن ، المقابل لمكتب الرئاسة.. حضرت له خطبة بذلك المسجد تناول فيها ظاهرة الفرعونية، مستعرضاً فراعنة الماضي والحاضر، واشتدت لهجته على فرعون الزمان والمكان وهو يشير إلى مكتب الرئاسة المقابل ، وتناول مفاسده ومفاسد رجاله حتى لا تكاد تصدق أنه سيتركه عيون الفرعون ينزل من المنبر أو يخرج من باب المسجد إلاّ إلى سجن الأمن السياسي .. ولكن عناية الله فوق الجميع ، فينزل من المنبر ويصلي بالناس ويخرج باب المسجد إلى سيارته وكأنه الهِزبر ، تحفه نظرات الإعجاب من المصلين بشجاعته النادرة ودعواتهم له بالحفظ .

كان الشيخ عوض بانجار مشروع شهادة في سبيل الدعوة ليكون خير الشهداء بعد حمزة ، ولكن عناية الله اختارت له الشهادة بمرض عضال ، نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.. آمين .

كانت حياة الشيخ عوض مدرسة في الدعوة والجهاد ، والصبر والتحمل ، حري بنا أن نقف عندها وقفات متأنية ، نستخلص منها العبر والعظات ، خصوصاً تلك السنين العجاف التي مر بها الوطن والتي سجن خلالها الشيخ عوض وعذب ، والتي نتمنى أن لا تعود .

رسائل توجهها إلى : الحراك الجنوبي ، الدعاة إلى الله ، أنصار ومحبي الإصلاح ؟

• رسالتي إلى الحراك الجنوبي: الوطن يتسع للجميع والمثل الشعبي يقول : (النفس في القلوب) .

• رسالتي إلى الدعاة إلى الله : احرصوا على الترويج لبضاعتكم (الدعوة) وحسن عرضها ، كما يحرص تجار الدنيا على الترويج لبضاعتهم وحسن عرضها .

• رسالتي إلى أعضاء وأنصار ومحبي الإصلاح : كونوا كالنحل؛ يقع على الأزهار فيجني الرحيق، ويمنح العسل، ولا يرضى بالاعتداء على خليته .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص