حضرموت اليوم / سيئون / خاص :
ضمن برنامج احتفالات مدرسة الشهيد الزبيري بسيئون بعيدها المدرسي الـ 64 عقدت مساء أمس الأربعاء بعد صلاة العشاء بمبنى المدرسة الندوة التربوية التعليمية التي حملت عنوان " تدني المستوى اسبابه و معالجاته " استضافت فيها إدارة المدرسة كلاّ من الشيخ عبدالله بن علي باحميد إمام و خطيب جامع أبو بكر الصديق موجه مادة الرياضيات ، والأستاذ جمال صالح بن سعد مدرب في التنمية البشرية . والأخ صالح علي عباد عن أولياء الأمور الذي لم يتمكن من الحضور نتيجة لوعكة صحية طارئة .
في بداية اللقاء رحب الأخ و كيل المدرسة الأستاذ صالح سالمين دومان بالضيوف وأولياء أمور الطلاب و الحاضرين وقال : إن سبب انعقاد هذه الندوة التي تأتي بمناسبة احتفالات مدرستنا بعيدها الـ 64 تحت شعار من أجل تحسين مستوى التحصيل العلمي ؛ هو الضعف الحاصل لدى كثير من الطلاب في مستوى التحصيل و خصوصا في القراءة والكتابة ، وكذا قرب الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي ..
بعد ذلك تناول الأستاذ جمال بن سعد المحور الأول الذي شخّص فيه بصورة علمية ابرز الأسباب التي تؤدي إلى تدني المستوى وقال : إن المسئولية مشتركة بين ثلاثة عناصر رئيسية هي الطالب ، و الأسرة ، و المدرسة ، فالطالب هو المحور الأساس في هذه العملية إذ أنه لابد من توفر الرغبة و بذل الجهد حتى تتحقق الأهداف التي يتوخاها وهي الحصول على المراتب المتقدمة في التحصيل العلمي والإسهام في البناء و التنمية
أما الأسرة فيتمثل دورها في المتابعة المستمرة و تقديم النصيحة و التوجيه ، فيما يقع على المدرسة الدور الأكبر وهو غرس القيم و المفاهيم الصحيحة وتعليم الطلبة و الطالبات الأخلاق الحميدة و أسس ومبادئ القراء و الكتابة و توصيل المنهج الدراسي بصورة سهلة و ميسّرة .
بعد ذلك تحدث الأستاذ الشيخ عبدالله بن علي باحميد إلى الحاضرين وقال : أريد أن اتحدث إليكم بكل أريحية بعيدا عن المصطلحات العلمية .
واستطرد الشيخ عبدالله : يجب علينا إنقاذ هذا الجيل فنحن نعيش حالة و مرحلة خطيرة لأن التعليم اليوم أصبح ثقيلا على الطلاب فتجد الطالب يأتي إلى المدرسة وكأنّ أحدا يجره إليها جرا ، بينما تجده في الصفوف الأولى عندما تكون هناك مباراة رياضية ، و مما يزيد الأمر سوءا و تعقيدا اللامبالاة الموجودة لدى الطلاب و ربما بعض أولياء الأمور الذين لا يحترقون على أبنائهم عند تدني مستواهم أو حتى فشلهم في بعض الأحيان .
و أضاف الشيخ : نجد و للأسف الكثير من الآباء لا يعرف عن ابنه الطالب شيئا ولا يسأله عن كتبه ولا عن كراساته أوواجباته إلا فيما ندر ، و الأدهى و الأمرّ أن يقلل بعض أولياء الأمور من قيمة معلم ابنه أو بنته أمامه فتهتز لديه صورة هذا المعلم ويصبح غير مهيأ لاستقبال أية معلومة أو نصح منه ، وقال : قد يعتبر بعض الآباء أن هذا الأمر يسير . لا ؛ والله إنه من اعظم الأمور و اخطرها ونتائجه سلبية وهي من أسباب تدني المستوى لدى الطلاب لأن الطالب بهذا سيقل أدبه على معلمه ، و بالتالي يتذمر المعلم الذي يعاني كثيرا من الواقع التعليمي اليوم فإذا قلنا أن منهجنا مثالي و موضوع بصورة و طريقة علمية فإن هذا يحتاج إلى معلم مثالي و صف دراسي مثالي و عدد من الطلاب مثالي في كل صف ، و قال متسائلا بلسان الحاضرين : ستقولون نحن أرسلنا أولادنا إلى المدرسة و المعلم هو الذي يقصر في أداء الرسالة ، فأين دور المعلّم ؟
أتفق معكم أن هناك عددا من المعلمين لا يقومون بدورهم بوجه أكمل ، ولكن اللوم لا يقع كله على المعلم هو لاشك يتحمل جزء من المسئولية ، ولكن بتكاتفنا جميعا بعد عون الله تعالى لنا نستطيع أن ننتشل هذا الجيل و ننقذه من الواقع التعليمي المؤسف ، فالطالب ربما لايدري أين تقع مصلحته ولايدرك ما يدور حوله من متغيرات .
واختتم الشيخ باحميد محوره بالتشديد على الدور الذي يجب أن يقوم به كل المختصين بهذا الشأن سواء الطالب أو المعلم أو ولي الأمر أو الإدارة المدرسية قبل أن نصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها فعل شي ، و تذكّـر باحميد أيام دراسته الأولى في هذه المدرسة و كيف كان التعامل بين المعلم و التلاميذ ، سائلا الله جل و علا أن يعيننا جميعا على تحسين المستوى التعليمي .
في نهاية الندوة فتح الأستاذ الفاضل محمود حسن السمحي مدرس مادة اللغة العربية و مسئول جماعة الثقافة بالمدرسة مدير الندوة المجال للحضور للتعقيب و المناقشة .
فيما ألقى مدير المدرسة الأستاذ نزار باحميد كلمة قصيرة بعد الندوة عبر فيها عن شكره العميق للأستاذين المحاضرين و كذا أولياء الأمور و الطلاب الحاضرين متمنيا أن تترجم هذه الكلمات إلى سلوك وواقع ملموس وأن يبذل كل منا الجهد في سبيل الارتقاء بجيل اليوم و أن يعود مجد هذه المدرسة التي تأسست قبل 64 عاما أفضل مما كان ..
هذا و قد قدم طلاب الصف السابع قبل بدء الندوة مشهدا تمثيليا بعنوان " المجنون " تطرق إلى ظاهرة التدخين وأن المدخن لا يحرق المال فقط بل ويجلب لنفسه ولغيره أيضا ممن حوله الأمراض و الأضرار ..