حضرموت اليوم / صنعاء / خاص :
استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية اليوم الأحد 19 مايو 2013 الشيخ صلاح باتيس رئيس المجلس الثوري بمحافظة حضرموت للحديث عن مخاوف فشل مؤتمر الحوار الوطني وفترة ما بعد الحوار الوطني.
واستعرض الشيخ صلاح باتيس الأوضاع التي تتفاقم وتتأزم في المحافظات الجنوبية وبخاصة في حضرموت، بفعل المطابخ السياسية الداخلية والخارجية التي تسعى إلى إجهاض الثورة الشبابية وتبديد أهدافها.
وقال باتيس لقد تأزم الوضع السياسي بعد قيام الوحدة حتى تفجرت حرب 94 التي أثير حولها الكثير من الجدل، لكن من يتحمل مسؤوليتها هو الرئيس السابق ونائبه (صالح والبيض) ويجب أن يحاكموا، وليس من المنطق أن نحمل شعب الجنوب أو شعب الشمال تداعيات هذه الحرب فهذا الطرح سيؤدي إلى مآلات مظلمة.
وأكد باتيس على أن معاناة الجنوب لم تبدأ عقب الحرب مباشرة، وإنما بعد أن صبغ الحكم في البلاد بلون واحد عقب انتخابات 1997م، وبدأت الإقصاءات من المؤسسات العسكرية والمدنية والقطاعات النفطية على وجه الخصوص "ولا يسمح للدارسين والباحثين الدخول إلى قطاعات النفط وبخاصة قطاع المسيلة".
وتمنى باتيس لو أن الشعب استفاد هذه الدروس والإقصاء الذي وقع عليه وحسم انتخابات 2003 لصالحه، لكن نتائجها جاءت مخيبة للآمال، مما اضطر أحزاب المعارضة والقوى الوطنية إلى إعلان الهبة الشعبية في 2005 التي أحدثت زلزالاً عنيفاً لعرش صالح في انتخابات 2006، واختيار المهندس فيصل بن شملان كان رسالة قوية للحاكم أولاً وللجنوبيين ثانياً وخاصة أبناء حضرموت.
وأضاف با تيس إنني أتذكر أن الاستاذ فيصل بن شمال قال في إحدى جلساته "لن أستطيع إسقاط علي عبد الله صالح لكنني سأحلحل (صواميل) الكرسي حتى يأتي الوقت المناسب الذي تسقطونه فيه".
وتطرق باتيس إلى قيام الحراك الجنوبي السلمي الذي بدأ بمطالب حقوقية لمجموعة من المتقاعدين، اضطر لرفع سقف مطالبه إلى فك الارتباط بسب قمع نظام صالح وتطرفه في التعامل مع تلك المطالب.
وقال باتيس أن الثقة بين الحراك الجنوبي والأحزاب السياسية كانت معدومة بفعل عوامل المصلحة التي جمعت بين الأحزاب وبين نظام صالح أكدتها انتخابات 99 الرئاسية.
وأكد باتيس أن قيام الثورة الشبابية السلمية جاءت بمثابة الجامع لأهداف القوى الوطنية بما فيها الحراك، حتى قال العميد عبد الله الناخبي أمين عام الحراك الجنوبي "نتبرع بمشروع فك الارتباط لهذه الثورة العملاقة وسنعمل معها لإسقاط نظام صالح المستبد".
وقال باتيس أن ثمة أيادي تعمل على إفشال التسوية والوفاق والرئيس هادي، تتخذ من المحافظات الجنوبية مسرحاً لعملها، ويتم التسويق لرسائل سلبية تعمل على خلخلة البنية الوطنية وتبديد الثورة السلمية، والترويج على أن الحوار الوطني خطة جديدة للالتفاف على الثورة وأهدافها.
وأضاف أن فرق الحوار الوطني التي تنزل إلى المحافظات الجنوبية يتم تضليلها وحصرها في قاعات الفنادق ويقال لهم أن خروجكم خطر على حياتكم، بينما يزور رجال صالح حضرموت ويقيمون المهرجانات ولا يوجد أي خطر على حياتهم، مؤكداً على أن إحراق المحلات ومقرات الأحزاب ليس من أخلاق أبناء حضرموت وإنما تديرها أيادي دخيلة.
وأكد باتيس أن حكومة الوفاق الوطني لا تحكم محافظتي المهرة وحضرموت، وأن العقلية القديمة والممارسات السابقة ما زالت تعمل على شحن وتعبئة الشارع ضد الوفاق والرئيس، قائلاً "أتحدى أن ترفع صورة واحدة لهادي في سيئون بينما صور صالح والبيض تملاً شوارعها، وإلى الآن لم نر رجال هادي في حضرموت".
وطالب باتيس بإجراء سلسلة من القرارات تزامناً مع الحوار الوطني تهدف إلى التغيير الحقيقي حتى تعاد الثقة إلى الوفاق وإلى مؤتمر الحوار، وأرجع نجاح مخرجات الحوار إلى مدى التغيير الحقيقي القائم على معيار الكفاءات لا الولاءات.
من جهته قال الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى أن الصورة التي طرحها الاستاذ صلاح باتيس صعبة ومؤلمة ونتمنى على أعضاء مؤتمر الحوار أن يقدموا الصورة الحقيقية للأوضاع في المحافظات الجنوبية.
وقال الدكتور غالب أنا لا أخفي تشاؤمي السابق من التمثيل في مؤتمر الحوار، لأن 90% منه جاء بدوافع سياسية شخصية، لكن هناك قلة جاؤوا بدافع تحقيق أهداف الثورة وتقديراً لدماء شهدائها.
وتساءل الدكتور غالب لماذا يراد لبعض المحافظات كصعدة مثلاً أن تحكم من قبل قلة جاءت بالسلاح والأفكار الدخيلة. ومثلها حضرموت، لماذا لا ينتخب لها محافظ من أبنائها، ونتمنى أن يكون للإصرار على إبقاء السلطة السابقة في حضرموت مبرر مقبول.
وفي مداخلة للدكتور عبد الله عبد المجيد الزنداني علق فيها على حديث الأستاذ صلاح باتيس قائلاً، ليس وحدهم أبناء حضرموت من يمنع من دخول قطاعات النفط بل جميع اليمنيين، والظلم الذي وقع عليهم وقع علينا جميعاً.
وقال الزنداني "قدمنا مجموعة من الإصلاحات لهادي حين كان نائباً تخص شركة الغاز لكنه قال بالحرف الواحد (النفظ والغاز خط أحمر عليا)" مشيراً إلى أن المطابخ السياسية التي عملت في عهد صالح ما زالت تعمل حتى الآن ولم يسقط إلا صالح فقط.
وأضاف الزنداني أن الأحزاب التي تراجعت عن ما ورد في رؤيتها بشأن الشريعة الإسلامية يوحي بأن الحوار يمني خارجي، وهناك من يفرض ضغوطات معينة لتمرير أجندة خارجية.
حضر الفعالية الشيخ محمد حمدي يوسف ممثل ومفتي جماعة صربيا الإسلامية الذي تحدث في كلمة له عن أوضاع المسلمين في جمهورية صربيا وكوسوفو، مشيداً باليمن وأهلها ودورهم في نشر الإسلام والدعوة.