الأخطاء الطبية .. مهنية .. أو ماركة تجارية

الأخطاء الطبية في مؤتمر باليمن هو الأول من نوعه على المستوى الإقليمي عن الأخطاء الطبية المقصودة الناشئة عن سابق إصرار والعفوية، المهنية والناشئة عن المضاعفات في مختلف دول العالم، هناك عشرات بل مئات الأبحاث والمقالات والإحصائيات .

ففي أمريكا وحدها مثلاً يُتوفى سنوياً (100) ألف شخص نتيجة تلك الأخطاء، كما تحدث هناك مليون إصابة نتيجة خطأ.

وبالنسبة لتعاطي الأدوية عن طريق الخطأ، فهناك حوالي (8) ملايين مصاب في أمريكا وحدها يراجعون العيادات نتيجة خلل دوائي منهم (3) ملايين يصلون إلى الطوارئ ...

إن أخلاقيات الطبيب المسلم تحتم عليه أن يكون مهنياً؛ كما جاء في الميثاق الإسلامي العالمي للأخلاقيات الطبية والصحية، الباب الثاني واجبات الطبيب نحو المريض :

المادة (2)

على الطبيب أن يُحْسن الاستماع لشكوى المريض، ويتفهَّم معاناته، وأن يُحسن معاملته ويرفق به أثناء الفحص. ولا يجوز له أن يتعالى على المريض أو ينظر إليه نظرة دونيَّة أو يستهزئ به أو يسخر منه، مهما كان مستواه العلمي والاجتماعي. وأياً كان انتماؤه الديني أو العرقي، وعليه أن يحترم وجهة نظر المريض، ولاسيَّما في الأمور التي تتعلق به شخصياً، على أن لا يحول ذلك دون تزويد المريض بالتوجيه المناسب.

المادة (3)

على الطبيب أن يحرص على المساواة في المعاملة بين جميع المرضى، وأن لا يفرِّق بينهم في الرعاية الطبية بسبب تَبَايُن مراكزهم الأدبية أو الاجتماعية، أو بسبب مشاعره الشخصية تجاههم، أو بسبب انتمائهم الديني أو العرقي أو جنسهم أو جنسيَّتهم أو لونهم .

المادة (4)

على الطبيب أن يتَّقي الله في مرضاه، وأن يحترم عقيدة المريض ودينه وعاداته أثناء عملية الفحص والتشخيص والعلاج، أن يحرص على عدم ارتكاب أيِّ مخالفات شرعية، مثل الخلوة بشخص من الجنس الآخر، أو الكشف على عورة المريض إلا بالقدر الذي تقتضيه عملية الفحص والتشخيص والعلاج، وبوجود شخص ثالث، وبعد استئذان المريض.

المادة (5)

على الطبيب أن يحرص على إجراء الفحوص الطبية اللازمة للمريض، دون إضافة فحوص لا تتطلَّبها حالته المرضية. وعليه أن يبني كل إجراءاته التشخيصية والعلاجية على أفضل ما يمكن من البيِّنات، وأن يمتنع عن استخدام طرق تشخيصية أو علاجية غير معتمدة، أو غير متعارَف عليها، أو غير مُعْتَرَف بها علمياً. كما أن عليه أن يقتصر في وصف الدواء أو إجراء العمليات الجراحية على ما تتطلَّبه حالة المريض.

وفوق ذلك أن يكون له حظٌ من فقه المرض : فقه الابتلاء والصبر، وفقه ستر العورات وحفظ الأسرار، وفقه الخلوة بالمريض . فالمريض في أضعف حالاته، تتضاءل عنده الأموال والسلطان، كما تتضاءل عنده الشارات والرموز والرتب والألقاب، فيسهل نصحه والتأثير عليه، وما أحسن أن يبدأ الطبيب الداعية المسلم فحص مريضه بالمفتاح الأعظم للتأثير : (بسم الله، رب الناس، اذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاءً لا يغادر سقما) . يقرأ الفاتحة، ويكرر : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) يبرأ إلى الله من عبادة ما سواه، كما يبرأ من حوله وقوته، ثم يدعو : (اللهم دلني على دوائه الذي به يتم شفاؤه) ..

وفي اليمن تنوي نقابة الأطباء والصيادلة واتحاد المستشفيات الخاصة عقد مؤتمر مكافحة الأخطاء الطبية، واتخاذ إجراءات قائمة على معايير علمية، ولكن هناك فرق بين الخطأ والمضاعفات، فعندما تكون الأخطاء بسبب إهمال أو تزوير فهي كارثة، كما حدث في إحدى المستشفيات الخاصة في السعودية مؤخراً، وإما أن تكون بسبب المضاعفات التي قد تصل إلى الإعاقة .

بقلم الأستاذ / محمد يسلم بشير

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص