يتساءل الناس في حضرموت عن أسباب عدم حدوث التغيير الثوري في حضرموت الى اليوم , بالرغم من مرور أكثر من عامين على اندلاع "الثورة الشبابية الشعبية السلمية" , حيث لمس الناس في المحافظات الأخرى حدوث التغيير الثوري في محافظاتها بدرجات متفاوتة , إلاّ في محافظة حضرموت لم يتحقق هذا التغيير الثوري المأمول , بل ساءت أحوال الناس المعيشية أكثر وازدادت معدلات الفقر والبطالة والجريمة في المحافظة وبصورة غير مسبوقة..
والحقيقة ان عدم حدوث التغيير في الوقت الراهن يعطي ذلك انطباعاً لدى الناس في حضرموت , أن هناك من يريد لحضرموت أن تبقى على حالها دون تغيير ثوري حقيقي وحلول جادة لمشاكلها , والتي من شأنها ان تذيب الاحتقان الحاد في الشارع الحضرمي , وتحد من التصرفات الهوجاء والتصرفات الانفعالية الغير محسوبة العواقب وأعمال العنف والشغب والفوضى الدخيلة على عادات وتقاليد وأخلاق أبناء محافظة حضرموت , والتي تمارس – جهلاً- باعتبارها شكلاً من أشكال التعبير السلمي عن الرأي والرأي الآخر والمواقف السياسية المعينة , فالتغيير الثوري في حضرموت – في اعتقادي- سيوفر الأمن والاستقرار للمحافظة , وسيجعل الناس يطمئنون على مستقبل المحافظة في ظل الدولة المدنية الحديثة المنشودة , دولة النظام والقانون والحرية والعدالة والمساواة لا دولة الشمولية والظلم والاستبداد والإقصاء التي عفا عنها الزمن ..
أيضاً بقاء حضرموت الى اليوم دون تغيير ثوري حقيقي , يواكب التغيير الثوري الجاري في المحافظات الأخرى , ليؤكد حقيقة تهديد "المخلوع" - قبل الثورة السلمية - بان محافظة حضرموت إذا ترك السلطة سوف تنفصل عن اليمن وستكون بؤرة للإرهاب والفوضى والانفلات الأمني , وهذا هو العنوان الأبرز لحضرموت والحاصل بالضبط فيها اليوم , وكأن السيناريو الذي رسمه "المخلوع" لحضرموت هو الذي يمضي الآن بكل تفاصيله الدقيقة , وهذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك بان أعداء التغيير في حضرموت وخارجها , لايزالون يثيرون الفتن والقلاقل والفوضى والتخريب في حضرموت خدمة -غير مجانية - يقدمونها لأسيادهم ..
وأخيراً .. فان حضرموت اليوم بحاجة ماسة الى أحداث التغيير الثوري العاجل قبل أن "يتسع الرقع على الراقع", وقبل فوات الأوان , وقبل أن تعض القيادة السياسية أصابع الندم على تفريطها في حضرموت , وقبل أن تتحول حضرموت الى بؤرة للإرهابيين والعصابات والمجرمين والمخربين , وعندها ستدرك القيادة السياسية , بأنها قصرت في حق حضرموت , ولم تحدث التغيير الثوري في حينه , ولم تعط حضرموت حقها من الاهتمام في مختلف الجوانب , وستقر في الأخير بان حضرموت تستحق التغيير الى الأفضل كغيرها من المحافظات , ولكن سيكون ذلك التغيير فيها بعد فوات الأوان !! ..
بقلم : ناصر الصويل