حضرموت اليوم ينشر تفاصيل بداية الإعاقة لـ (علي سالم بامؤمن )في تريم عام 79م

حضرموت اليوم/تريم /استطلاع :احمد بادباه  
بحوالي  600  مليون معاق يعيشون في العالم يشكلون نسبة 12 % من سكان الكرة الأرضية 
يحتفل سنويا باليوم العالمي للمعوقين في 3 ديسمبر بهدف تعزيز الوعي بقضايا الإعاقة وحقوق الأشخاص المعوقين الأساسية وإدماج المعوقين في بيئاتهم من كل جانب من جوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحالة الثقافية لمجتمعاتهم، اليوم تمتد الفرصة لتهيئة الإجراءات اللازمة لبلوغ الهدف بإعطاء الإنسان المعاق الفرصة للوصول لحقوقه الكاملة والمساهمة في المجتمع، والسعي لتحقيق العدالة والمساواة في جميع جوانب التنمية المجتمعية  ...
( حضرموت اليوم) يلتقي بأحد المعاقين الذي طالما بحث حقوقه فلم يجدها فكانت حبرا على ورق ... 
فالإعاقة الحركية هي التي تمنع الفرد من استخدام جسمه بشكل طبيعي للقيام بالوظائف الحياتية  اليومية.
لذلك فالتعامل مع المعاق حركيا يحتاج إلى استراتيجيات وطرق خاصة حتى لا يحس بأي إحراج أو إحباط,فالتعامل مع المعاق حركيا بحاجة إلى نوع من الشفافية حتى نبعد عنه الخطر الذي قد يصيبه ..
فمن خلال لقاءنا وملامستنا لهموم المعاقين لابد من الإشارة إلى دور المجتمع حكومة وشعبا فنرجو أن تصل أصواتنا للمسئولين وصناع القرار ...
بداية المطاف
انظر إلى هذه الشخص واطل النظر واخبرني ماذا تستنتج !!! لا أقول انظر إليه نظرات الشفقة والرحمة لا !!! ولكن انظر إلى إصراره وقوة عزيمته فرغم إعاقته إلا أنه لم يقبع في إحدى زوايا المنزل بل عاش طفولته ولم تمنعه الإعاقة عن خدمة مجتمعه ... أتعلمون من هو أنه المعاق  علي سالم مومن بامومن من مواليد 1969م النويدرة إلتقينا به فكانت قصته من غرائب القصص فتحدث إلينا قائلا التحقت بالمدرسة عند العم عبيد بن عبيدون رحمه الله في عام 1974م وكان يعلمنا القرآن الكريم في جزء عم ثم انتقلت إلى مدرسة الأخوة حتى إلى الصف السادس وكنت ألعب وأمرح مع الأطفال وكانت المفاجأة !!!
حكاية الإعاقة  
في نهاية العام للصف السادس 1979م حصلت أمطار غزيرة ونحن في مدرسة الأخوة وعلى إثرها سالت السيول وعند المشي في المسيال أصبت بوخزة مسمار في أسفل الرجل اليسرى وسببت تسمم وجروح ومن هنا ذهبت إلى عدة مستشفيات من تريم ثم إلى سيؤن ولكن دون جدوى واعملو لي (جبس) بسبب تسمم الرجل كلها فتعفن لعدم تغييره وعندما أرادو تبديل الجبس إنتقف اللحم معه وأجريت لي 6عمليات متفرقة بعدها أصدر تقرير في مواصلة علاجي بمستشفى الجمهوري بعدن في 1985م وأجريت لي عملية وجلست بالجمهوري 6 أشهر ثم أعطي لي تقرير للعلاج في الخارج ولم أتمكن من السفر بسبب الظروف المادية فأصبحت مقعد والالتهابات تزداد من سئ إلى أسوا فانتقلت إلى مستشفى السلامة بالمكلا على نفقة الشيخ عبدالله بقشان حفظه الله وأعطي لي تقرير بمواصلة علاجي في الأردن وتحسنت حالتي للأفضل وطلبوا عودتي إلى الأردن للإستمرار في العلاج ..

تشويه صورة المعاق


أشار المعاق /علي أن من أشد تشويه صورة المعاق هو عندما يطلب الزواج (الخطبة)أن أغلب المعاقين يتلقون صعوبة في ذلك إلا أنني تمكنت بعد مشقة وإلى الآن لي ولد وبنت ولله الحمد والمنه.. بعدالزواج قررت أن أزور أصدقائي المعاقين وعند ما كنت في الطريق وقعت على الأرض وانكسرت رجلي التي بها الإصابة وجلست شهرين في البيت ..
 الدراجات النارية (الشامكو) وقهر الإعاقة
يقول جلست أفكر وأفكر وفي يوم من الأيام قال لي احد الإخوة لم لا تقدم لأحد أن يأتي لك بدراجة .. ثم أعطيت له رسالة وسعى بها إلى عند أهل الخير واتت الدراجة المخصصة للمعاق فخففت من العزلة بيني وبين الناس وتعطلت الدراجة بعد 4 سنين وتلقيت صعوبة في قطع غيار مما أدى في التفكير في تأليف وتحويل (الشامكو) لخدمة جميع المعاقين بإضافة إطار فوق الإطارين بتشجيع من زوجته بتبرعها بذهبها كان ذلك في ورشة المعاق فائز مطران الحرش ..
دور المؤسسات والجمعيات في تخفيف معاناتهم
 إلتقينا برئيس جمعية الأمل للمعاقين الأستاذ / علي حميد باشامخه وأشار أن الجمعية تسعى أن يذللوا كل الصعاب للمعاق ليقدم خدمة ودمجهم في المجتمع وأضاف وبهذا الخصوص أقامة الجمعية عدد من الدورات والجمعية تحتضن أكثر من 200 معاق من أبنا مديرية تريم وضواحيها 

.

متطلبات النمو الجنسي
أضاف رئيس جمعية الأمل للمعاقين إلى أن الدكتور فهمي بلقصير أثناء ندوة صحية حول المعاقين وعزى أسباب الإعاقة إلى عدم تطعيم بعض الأهالي للتحصين ضد شلل الأطفال إلى إزدياد حالات الإعاقة ,,
إضافة إلى عدم تجنب أدراك الأم إلى خطورة الحمى الشوكية مما يؤدي إلى شلل نصفي أو كلي .. ومن الأسباب عدم تجنب تعليمات السلامة من سرعة السير والحرائق والسقوط من المرتفعات وغيرها ..
العناية الإلهية بالمعاق
يرى الشيخ الأستاذ / عمر سالم باعديل أن رعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، من أحد المعايير المهمة لتقدم المجتمعات والدول، وقد اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بالمعاقين وأولاهم رعاية وعناية خاصة، فقد كرم الإسلام المعاقين وحرص على عدم جرح مشاعرهم، والشواهد على ذلك كثيرة، ففي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ترك السلام على الضرير خيانة)، وهذا الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، وهو رجل أعمى، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده أكابر القوم يدعوهم إلى الإسلام، فأعرض عنه، فنزلت في حقه آيات عتاب رقيق للنبي صلى الله عليه وسلم جاءت في سورة (عبس)، لتثبت للجميع أن المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة هم جزء مهم لا يتجزأ من المجتمع ، وأن رعايتهم والعناية بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم، هي مبدأ إسلامي مهم من مبادئ وقيم الإسلام العظيمة الخالدة، وبعد هذه الحادثة كان النبي صلى الله عليه وسلم يبسط رداءه لابن أم مكتوم ويقول له مداعباً: (أهلاً بمن عاتبني فيه ربي)
رعاية المعاقين .. رسالة وأمانة
أشار الأخ صالح علوا رئيس اللجنة الاجتماعية للمجلس المحلي بتريم أن قضية الإعاقة تحظى باهتمام كبير ومتزايد في الدول المتقدمة، ونظرة هذه المجتمعات للإعاقة والمعاقين تعكس حضارتهم وتقدمهم، فلم تعد رعاية المعاقين مجرد مساعدات مالية خيرية بسيطة، بل أصبحت قضية مهمة ورسالة اجتماعية سامية، وأفراد هذه الفئة أمانة في عنق هذه المجتمعات، حيث تضمن رعايتهم في مختلف المجالات، فهناك مؤسسات عامة و خاصة متميزة لرعايتهم وإجراءات وسياسات واقعية وجادة خاصة بعلاجهم وتعليمهم وتشغيلهم وضمان حقوقهم الاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية والإنسانية، الأمر الذي يساعد في تحسين حياتهم بشكل واضح وإدماجهم في المجتمع بصورة مقبولة تكسبهم الثقة بأنفسهم وبالمجتمع ..
مناشدة للعـون
 المعاق / علي يواصل حديثه قائلا : بعد ما طلبوا مني الرجوع إلى الأردن للعلاج وأصبحت لي أسرة وضيق الظروف المادية إلا انه بقت لي عمليتان إلى الآن الأولى في الركبة والأخرى في الكاحل بسبب تيبس المفصل ..
فمن هنا نناشد كل أهل الخير والإحسان وأصحاب الأيادي البيضاء بلمستهم الحانية حتى نتمكن من إجراء هذه العمليتين كما أن التسمم ينتقل إلى جميع جسمي ويظهر من حين لآخر حتى هذه اللحظة   .. 
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص