تعليمنا الجامعي في حضرموت في خطر .. ما السبب .. ومن المسئول ؟؟

توقيف القيد .. ما السر في ذلك ؟؟ :

الإقدام على إصدار قرار يمنع قبول تسجيل الطلاب للعام المقبل 2013م / 2014م في تخصصات الصحافة والإعلام والمكتبات ونظم المعلومات أمر يدعو للاستغراب، ويوحي بأن جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ـ الجامعة العريقة على طول مسيرتها التاريخية على مدى عشرين عاماً ـ تمر بمرحلة خطرة، ومنعطف تاريخي سيؤثر تأثيراً مباشراً على مستقبل الطلاب الدارسين والمنضوين في الجامعة ويؤثر كذلك على القادمين إليها من شتى النواحي .

يُعد الطالب هو المحور الذي ترتكز عليه جميع العمليات التعليمية، إذ لا معنى لمجموعها إذا لم يكن موجوداً، وعليه فإن أية اختلالات أو نواقص أو سلبيات تعتري طريق هذا المحور يجعل العملية التعليمية برمتها في موقف لا يتسم بالثبات، ويؤدي إلى تزلزل الواقع التعليمي وهو ما نشهد نُذُره هذه الأيام مع عدم إهمال المتغيرات على الساحة الوطنية جمعاء .

طلاب الصحافة والإعلام ـ والكاتب واحد منهم ـ أبدوا امتعاضهم الشديد وتبرمهم ورفضهم القاطع لقرار إيقاف التسجيل والقبول بالقسم، واعتبروا أن المسألة مسألة مستقبل قسمهم الذي تأسس أصلاً ــ كما تشير بعض المصادر ــ بشكل ارتجالي ومتسرع ودون دراسة معمقة، وأخذ الخوف يساورهم في مسألة المخرجات القادمة، وهل ستكون معتمدة بشكل كامل، أي من جانب الجامعة والتعليم العالي، بعد أن تنامى لمسامعهم بعض الإشاعات التي تفيد بأن القسم إلى الوقت الحالي غير معتمد كلياً من قبل وزارة التعليم العالي، وإن كان القسم يستند لكثير من القرارت والوثائق التي تُثبت شرعية قيامه وتأسيسه في الجامعة، وفي إطار ذلك لم نسمع سوى الوعود ومجموعة تطمينات بأن عمادة الكلية ورئاسة القسم لن تألوا جهداً في إيصال القسم إلى بر الأمان، ولن ترضى من الغنيمة بالإياب ــ كما يقولون ــ وكأن الحال يقول ( مشّوا وبا يقع خير )، والطلاب مهما اقتنعوا بهذا الطرح المطاطي في معالجة المشكلة الموجودة، فإنهم في الأخير يريدون ضمانات تمكنهم من أن يُكملوا مسيرة تعليمهم بأنفس مطمئنة ودون أية تخوفات أو توجس، وكم تمنينا أن يتم مصارحة الطلاب ومكاشفتهم بكل شفافية بما يدور في الخفاء بدلاً من أن نجعلهم في حالة إقصاء عن معرفة واقعهم وندعهم نهباً للأقاويل والشائعات المغرضة ولكن ذلك اللقاء لم يحصل إلى اليوم للأسف الشديد .

نقص القاعات وهيئة التدريس .. ناقوس خطر :

النقص الملاحظ في القاعات بمجمع الكليات بفوة المساكن أحال حياة الطلاب ( طلاب كلية الآداب خاصة ) إلى جحيم لا يُطاق، فالدراسة تستمر إلى ما يقرب من وقت العصر، إضافة لوجود أيام كثيرة لـمصطلح ما سُمي بأيام الـ ( OFF ) أي عدم الدراسة، والتي ربما وصلت عند بعض التخصصات إلى يومين إضافة لإجازتي الخميس والجمعة ليكون مجموع الدراسة الفعلي ( ثلاثة أيام ) فقط، وهنا يسأل البعض كيف ستكون مخرجات تعليم أيام إجازاته أكثر من أيام تدريسه ؟! ، ولعل مشكلة قلة عدد القاعات لم تكن بمفردها ضمن ما ساهم في تضعضع الوضع، بل حضرت بجانبها إشكالية صرّح بها رئيس الجامعة د. محمد سعيد خنبش في إحدى المقابلات التي أجرتها معه صحيفة اتحاد الطلاب ( صوت الطالب ) إذ أوضح أن الجامعة تعاني شحة ونقصاً في أعضاء هيئة التدريس، في ظل الموازنة التي اعتمدت للجامعة على مدى السبع السنوات الماضية، وللأسف ــ كما يقول ــ " الموازنة ضعيفة جداً أدت إلى شحة أعضاء هيئة التدريس " ، ومن الأهمية بمكان أن نضيف في هذا السياق أن إحدى الجامعات الجديدة التي تم تأسيسها حديثاً بمحافظة البيضاء بشمال الوطن تحظى بميزانية أكبر مع حداثتها من ميزانية جامعة حضرموت !!. ومما زاد الطين بلة في مسألة نقص الكادر التدريسي، فإن أعضاء هيئة التدريس ــ كما أشار رئيس الجامعة في ذات المقابلة ــ من غير اليمنيين ممن هم مطلوبين في تخصصات هامة برزت هناك صعوبات في توفيرهم بسبب الظروف التي مرت بها البلد، إضافة لارتفاع الأجور في بلدان هؤلاء الوافدين، مما تسبب في هجرة أعضاء هيئة التدريس من الجامعات اليمنية إلى بلدان أخرى مجاورة تتوفر فيها ظروف أفضل، وهنا يحذر رئيس الجامعة قائلاً " وهذه مشكلة تدق ناقوس الخطر وسوف تظهر تأثيراتها وتبرز نتائجها السلبية على مدى الثلاث أو الأربع سنوات القادمة، إذا لم تتعامل معها الدولة بجدية وتعمل على دراسة أسبابها وتضع لها الحلول المناسبة لمعالجتها " .

المباني .. وضعف السعة الاستيعابية :

تبرز مشكلة المباني والنقص الحاصل فيها كأبرز المشاكل التي تعاني منها الجامعة، إذ ليس النقص بحد ذاته أو بالأصح هو العنصر المتسيد بقدر ما يُرى إن تلك المباني غير مصممة أصلاً لتكون صروحاً جامعية، وعن هذه المشكلة قال رئيس الجامعة : " الحكومة لم تبنِ إلا مبنىً واحداً هو مبنى كلية الهندسة، إضافة إلى مبنى صغير في كلية التربية بالمهرة، ونصف مبنى في سيئون يمثل كلية العلوم التطبيقية، أما بقية المباني فهي عبارة عن مدارس ثانوية، معاهد ومقرات حكومية، ومبانٍ أخرى تكلف الكثير لصيانتها ، بالإضافة إلى عدم كفايتها للعدد الكبير للطلاب " .

فالضائقة المكانية تمثل تحدياً صارخاً يواجه جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وهي تحتاج في هذا الإطار إلى دعم ومؤازرة عاجلة من قبل الدولة ومنظمات المجتمع المدني ورجال الخير من أبناء حضرموت في مواجهة هذه المعضلة الكبيرة، التي أدت إلى مشاكل عويصة لعل أوضحها تزاحم الطلاب وتكدسهم في القاعة الواحدة، إضافة للإزدواجية التي تحدث للقاعات نفسها فنجد أكثر من دفعة أو تخصص تريد الدخول في القاعة الواحدة، مما أنتج بعض الإشكاليات والصراعات التي حدثت فيما قبل وتناقلتها وسائل الإعلام ( مواقع إخبارية على الإنترنت ) في حينها ، ولا نأمن حدوثها مستقبلاً، ولعلنا لا ننسى في هذا الإطار ما فعله محاضر في اللغة الإنجليزية في العام 2008م عندما أقدم على إلقاء محاضرته مضطراً تحت الأشجار، واعتزام أحد دكاترة اللغة العربية أن يُلقي محاضرته على قارعة الممرات بين القاعات لولا خوفه على الطالبات وقيام أحد الدكاترة الآخرين على إعطائه قاعة الدراسة مستغنياً عن محاضرته .

المشكلة ذاتها ستُلقي بظلالها ليس على الطلاب الدارسين فحسب بل أيضاً على الطلاب المستجدين القادمين للدراسة في السنوات المقبلة، وربما تحول دون دراسة الكثير منهم وصعوبة الانضواء تحت مظلة التعليم الجامعي، وفي هذا الصدد يُذكر أنه في العام الماضي تقدم للجامعة ( 15 ) ألف طالب وطالبة لم يتم قبول سوى ( 29 % ) منهم، وبقي ( 71 % ) وهو يُعدون بالآلاف، أين سيكون مصير هؤلاء ؟ وإن بقوا إلى العام التالي فسوف يُضاف عددهم لأعداد المسجلين المستجدين وهكذا تستمر وتتنامى المشكلة ما يوضع لها حل جذري.

البنية التحتية .. وضع متردي وحالة يُرثى لها :

البنية التحتية للجامعة في حالة يُرثى لها فحالة الحمامات ودورات المياه واتساخها وقدم البلاط الموجود على الممرات وبداخل القاعات، أمر يدعو للشفقة، انعدام برادات مياه الشرب أو تعطلها وخروجها عن الجاهزية، وحاجة الطلاب لها خاصة خلال أشهر الصيف ومع اشتداد حرارة الشمس، حالة المراوح ــ دون ذِكر المكيفات الهوائية ــ إذ تعاني من التوقف المستمر وتعطل بعضها، وقد استبشر جميع الطلاب خيراً عندما أُعلن عن استعداد أحد أبناء حضرموت من التجار المحسنين بتكييف مجمع الكليات بفوة، إلا أنه تبين أن شبكة التسليك القديمة لن تتحمل وأن المبنى يحتاج إلى استبدالها للتناسب مع قوة المكيفات، وأن تكلفة الاستبدال ستبلغ ( 150 ) ألف دولار، مما أدى إلى استغناء الجامعة عن هذا المشروع ( المكلف ) مما يعني استمرار معاناة الطلاب مع حرارة الصيف كل عام إلى أجل غير مسمى .

السكن الداخلي بكلية التربية بالغليلة مأساة بحد ذاتها وقد سلطت عليه بعض الصحف الضوء ( منها صحيفة شبام الأسبوعية ) وأبرزت المعاناة التي يعانيها طلابه، ومستوى الخدمات المتردية التي فيه وغياب كثير منها، حتى ضاق الطلاب ذرعاً بالوضع البائس وتعالت أصواتهم ولكن لا مجيب، وقد عمل اتحاد الطلاب بالجامعة على التخفيف من مأساة السكن فقام مشكوراً وسعى لإيجاد برادة ماء على نفقة فاعل خير، كما قام بالتنسيق مع محافظ المحافظة حول ترميم السكن، وقد ( وعد ) المحافظ بتلبية الطلب وحل هذه الإشكالية في القريب العاجل، وتم نزول المهندس المختص لرفع تكلفة الترميم وتقديم تقريره، حسب ما أوضح اتحاد الطلاب خلال استعراض أبرز أنشطته .

جامعة من دون مختبرات .. !!

يتلقى الطلاب بالجامعة المعارف النظرية ولا بد أن يرفدها ويردفها بالمهارات العملية حتى تثبت وتعطي ثمرتها المرجوّة، وهذه بالضبط مهمة المختبرات، ومن هذا المنطلق تأتي أهميتها وضرورتها، لكن يشكو الطلاب بمعظم كليات الجامعة من عدم وجود مثل هذه المختبرات، وإن وجدت فهي في حالة متدهورة، لقلة الصيانة أو انعدامها، وفي هذا الجانب اعترف رئيس الجامعة بأنهم أولوا عناية بمسألة المختبرات خلال خطة العام 2012م، ولكن لم يخطوا خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، دون أن يذكر أية أسباب لذلك التراجع.

وفيما يخص التوجهات المستقبلية أشار رئيس الجامعة د. خنبش بأن هناك نية لتطوير المختبرات تشمل اتجاهات عدة، الاتجاه الأول يتمثل في تطوير المختبرات، وقد تم حصر المبالغ المطلوبة لعملية التطوير فبلغت ( 145 ) ريـال يمني تم عكسها على الموازنة المالية لعام 2013م، ولكن حسب المساهمات لوزارة المالية سيعتمدون جزءاً من المبلغ على مدى سنتين إلى ثلاث سنوات، مما يعني باختصار أن هذه المواكب الطلابية المنتظرة للمختبرات المجهزة لن تنعم بمختبرات إلا في غضون ثلاث سنوات على أبعد تقدير.

ولم ينسَ رئيس الجامعة مسألة البحث عن الدعم الخارجي بعيداً عن مركزية الدولة وتضييقها المستمر فأشار إلى أن الاتجاه الثاني سيتبلور من خلال زيارة المملكة العربية السعودية للعمل على إيجاد دعم للمختبرات، فيما يأتي الاتجاه الثالث من خلال الاعتماد والاستفادة من الموارد الذاتية للجامعة بحلول نهاية العام 2012م / 2013م .

الغش والتردي الأخلاقي .. والجدران خير دليل :

أصبحت مسألة الأخلاق مسألة مهمة، فكثيراً ما نسمع أن العلم قرين الأخلاق، وإن غاب أحدهما عن الآخر فلا تسل حينئذٍ عن كارثية النتائج التي يمكن أن تصيب المجتمع، ولا ريب أن الشباب الجامعي هم أولى الناس بالتحلي بهذه الأخلاق كونهم يتسلحون بسلاح العلم، ومؤشر الوعي والإدراك الثقافي لديهم مرتفع ، لكن ما نراه اليوم في جامعاتنا هو العكس تماماً فكثير من الطلاب غابت عنهم روح المسئولية وتلاشى من ضميرهم شيء اسمه ( الذوق ) الاجتماعي ومراعاة مشاعر الآخرين وأحاسيسهم خاصة وأن بيئة الجامعة تضم ــ بغض النظر عن سلبية هذا التوجه ــ خليط من الجنسين، فتكون الأجواء حينها ( مكهربة ) وغير قابلة لمزيد من التأجيج والإثارة ، إلا أننا رغم كل ذلك نجد جدران المجمع والقاعات الدراسية والممرات ــ خاصة بمجمع الكليات بالمساكن ــ قد مُلئت برسومات وعبارات وأشعار تعبر عن المشاعر الرومانسية والحب الجارف، ومقولات العشق والغرام، وسط تواطؤ الجميع وسكوتهم وغضهم الطرف عن هذه الممارسات المخلة بالعادات والتقاليد والموروثات والأخلاق  الحضرمية الأصيلة، وبات البعض يصفها بمصطلحات وألفاظ تعطيها الشرعية، حتى وجدنا أحد أساتذة اللغة العربية يُعلن على مرأى ومسمع من الطلاب أنه يُعجب بالعبارات المكتوبة على الجدران وأنه يستغل الفرصة بتسجيلها في مذكرته كلما حانت له الفرصة، معتبراً أن هذه الأفعال من قبيل التنفيس عن النفس الذي يسلكه الطلاب في الجامعة !!

أمر آخر يُضاف إلى المسألة الأخلاقية وهو فشو وانتشار واتساع ظاهرة الغش أثناء الاختبارات والامتحانات بتواطؤ كثير من المدرسين للأسف الشديد وتركهم الحبل للطلاب على الغارب، وذيوع التسيب عن مكافحة الآفة وترك تطبيق اللوائح والقوانين المانعة لمثل هذه الممارسات المشينة، أفعال وإن ظن الطالب أنها تصب في مصلحته لكنها على العكس من ذلك تماماً، فهي تبقيه على الدوام مغلق التفكير، مقفل العقل، لا همّ له سوى النظر يميناً وشمالاً أو الانشغال بقصاصات من الأوراق قضى في تدبيجها وترتيبها زمناً لو قضى مثله في الحفظ والاستذكار لنال مرتبة التفوق. مخرجات جامعية نجحت بواسطة الغش والتحايل ماذا نتوقع أن تقدم لهذا الوطن ؟ وكيف ستكون أخلاقها في ممارسة مهامها وما سوف يُلقى عليها من أمانات ؟

ومن المسائل الأخلاقية كذلك الإهمال وسوء النظافة و رمي القمامة ومخلفات الأكل والأوراق دون وضعها في أماكنها المخصصة، حتى وإن لم توجد أماكن مخصصة فإنه يتم التوافق على رمي القمامة في مكان مخصص لحين أن يتم جمعها وإزالتها، لكن ذالكم الشعور مفقود لدى معظم الطلاب إن لم يكن الكل، مما أدى إلى تشوه منظر الجامعة وانتشار الأوساخ في كل شبر منها، وساعد في تفاقم المشكلة الإضراب من قبل العمال للمطالبة بحقوقهم، لكن لا يمكن إهمال بعض المساعي الخيرة التي قام بها بعض الطلاب بتنظيمهم حملات للنظافة في أوقات محددة أعطت رسالة لبقية الطلاب بضرورة استشعار مسئوليتهم تجاه الحفاظ على نظافة جامعتهم .

جامعة بانتظار الشبكة العالمية .. الإنترنت :

استفاد الطالب كغيره من شرائح المجتمع من تكنولوجيا الاتصال الحديثة وتكنولوجيا المعلومات استفادة كبيرة ، وكان اختراع الإنترنت قد شكل إضافة جوهرية للطالب الجامعي وساعده بشكل كبير في عملية البحث والاستزادة من المعلومات والمعارف وإنجاز تكليفاته وواجباته بشكل يتصف بالشمول والجودة، وشكل ظهوره نقلة نوعية وأحدث ثورة في عالم اليوم من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانات التي تقدمها شبكة الإنترنت، لكن يظل الطالب الجامعي في حضرموت بانتظار هذه الخدمة الهامة، ويسأل إدارة الجامعة إلى متى ونحن نرقب الكيبلات الممتدة في تراخي، وإلى متى سيتم تنفيذ الوعود التي وُعد بها في هذا الشأن، وقد مضى عليها العام  دون أن يُرى أي تقدم ؟؟

مطالب الصيف .. تتكرر في كل صيف :

تفتقر الجامعة وبخاصة مجمع الكليات إلى عدد من المتنفسات والاستراحات بل والمظلات على أقل تقدير التي تقي الطلاب والطالبات حرارة الشمس وأشعتها اللافحة، إضافة لانعدام الماء البارد الذي يطفئ لهيب الصيف، فالطالب بين المحاضرة والأخرى لا يدري إلى أين يذهب وأين ينتظر وربما انتهى به المسير إلى خارج الجامعة إلى إحدى مقاهي الإنترنت، أو الجلوس في أحد الكفتيريات أو البوفيهات، أو التسكع من مكان لآخر وإضاعة الوقت دون فائدة، ومما زاد من المشكلة إغلاق مكتبة الجامعة نظراً لإضراب الموظفين مغلقاً بذلك باب من أبوب قضاء وقت نافع يعود على الطالب بالفائدة والمنفعة .

ومع تدفق الطلاب خارج المجمع في كل وقت وحين لتركز محلات خدمات الطالب في الجهة الأخرى من موقع المجمع ويفصل بينهما شارعان ذو خط سريع ذهاباً وإياباً يبقى الطلاب تحت خطر الموت المحدق بالحوادث المرورية ــ لا قدر الله ــ نظراً للسرعة الجنونية التي تمر بها المركبات وضرورة أن يتم وضع مجموعة من المطبات وتجديد إشارات المرور المعطلة مع أهمية وجود رجل للمرور، وقد وعدت الجامعة في وقت سابق بوضع حلول لهذه الإشكالية والتواصل مع مدير المرور بالمحافظة لكن لم نشهد أية تقدم ملحوظ إلى وقت كتابة هذا التقرير .

إضراب العمال والموظفين .. إلى متى ؟؟

لا يزال الجميع يعاني من تعطل مصالحه وتوقف الخدمات المقدمة للطلاب والخريجين والمراجعين بإغلاق مكاتب القبول والتسجيل على إثر الإضراب المفتوح الذي نفذته نقابة الموظفين بالجامعة منذ شهر فبراير من هذا العام ليدخل شهره الرابع دون إحراز تقدم يُذكر، ووسط مخاوف بالتصعيد وامتداد تأثيره على مستقبل الطلاب ودراستهم أو امتحاناتهم، يرجو الجميع أن يتم الاستجابة لمطالب الموظفين وإعطاءهم حقوقهم المشروعة وإلا فإن البديل سيكون تصعيد بآلية " قاسية " على الجميع كما أشار إلى ذلك الأستاذ نبيل باتيس في إحدى مقابلاته .

اتحاد الطلاب .. أمل الطلاب في التغيير :

يأمل جميع الطلاب خيراً في الاتحاد العام لطلاب جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا والمجالس الطلابية بالكليات المنضوية تحته، والمطلوب منهم في الوقت الراهن أن يُعطوا صورة أفضل عما كان عليه الاتحاد فيما قبل، فقد مر الاتحاد بفترات شوهته بما كان يسوده من استقطابات حزبية مقيتة وفساد وإيثار المصالح الشخصية على مصلحة الطلاب، فالطلاب وخصوصاً في هذه الفترة الحرجة بحاجة ماسة وملحّة إلى من يدافع عن مصالحهم وينتزع حقوقهم، ويعرض مشاكلهم على أولي الشأن وأصحاب القرار ويسعى لحلها، فبجهودكم الحثيثة نستشرف مستقبلاً أفضل للطلاب ينتشلهم من واقعهم البائس .

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص