هــل يحدث كســوفان في شـهر واحد في الوطن العربي في السماء و في الأرض ؟

حضرموت اليوم / سيئون / محمد بشير

سيقع بإذن الله كسوف جزئي 18% للشمس يبدأ الساعة 10:15 صباح يوم الثلاثاء 29 محرم 1432هـ الموافق 4 يناير 2011م سيلغ ذروته الساعة 11:47 صباحا .

 

وقد ذكر الفلكيون أن الكسوف الجزئي سيشاهد في عموم الوطن العربي ، أما نحن في محافظة حضرموت فسيبلغ الكسوف الجزئي للشمس عندنا نسبة 12% عند دخول وقت صلاة الظهر .

 

 والكسوف والخسوف آيتان من آيات الله لا يحدثان لموت أحد ولا لحياته ، لكننا ندبنا إلى الفزع إلى الصلاة والذكر .

وصلاة الكسوف والخسوف ركعتان في كل ركعة يقرأ المصلي بمفاتحة الكتاب وما تيسر من القرءان ويطيل القرءاة ما أمكنه ،  ثم يركع ثم يعتدل ويعود إلى القراءة بما تيسر من القرءان قبل أن  يركع ثم يعتدل ، ثم يسجد ويجلس بين السجدتين ثم يسجد ثانية فيكون في كل ركعة ركوعان وسجودان وبهذا تخالف صلاة الكسوف أو الخسوف الصلاة المعتادة .

    

فهل يُكسف الوطن العربي باختيار أهلي جنوب السودان الانفصال ؟ وهل سيكون الانفصال بسلاسة أم بعنف ؟ أم يحــدث خــلاف المألوف ، يوم الأحد  9 يناير 2010م ؟ إن هذا اليوم  محطة فارقة في تاريخ السودان الحديث !!

 

  يراهن البعض على أن انفصال جنوب السودان الحتمي عن شماله سوف يكون إرهاصا ومقدمة لتشظي الوطن العربي وانقساماته الجديدة والتي ستكون العراق ولبنان واليمن مقدمة له ، ثم مصر والسعودية ستلحقه ، ولكن شــواهد الحال تشير إلى أن :

1) يسكن الجنوب 21% من سكان السودان ، فيهم 33.4% مسلمين وأقلية نصارى نسبتها حوالي 15%  لكن بسبب ثقافة الكراهية التي غذتهم بها الكنيسة فبعضهم يحمل أحقاداً وضغائن على المسلمين ، والبقية من سكان الجنوب وهم الأغلبية وثنيين . 

2) ارتباط أقاليم جنوب السودان بالشمال ارتباطا وثيقا ، بل إن مواطنيه يتداخلون في ولايات حدودية في المراعي وسبل العيش .

3) النفط في الجنوب ، لكن لا يستفاد من تصديره إلاّ عبر أنبوب يتجه من الجنوب إلى الشمال وهو الأنبوب الوحيد الذي يتجه شمالا في العالم كله .

 70% من بترول السودان يأتي من الجنوب ، لكن الشمال لا يأخذ اليوم أكثر من 50% من عائداته فقط والباقي وهو النصف الثاني يذهب للجنوب ، وفرص الاستكشافات البترولية في الشمال واعدة ، كما أن الشمال سيتجه حال حدوث الانفصال إلى قطاع التعدين حيث تؤكد الدراسات غناءه بالذهب والكروم . 

4) ونهر النيل أيضا هو الآخر النهر الوحيد في العالم الذي يسير من الجنوب إلى الشمال بعكس أنهار الدنيا كلها إذا استثنينا نهير غيل عمر في وادي حضرموت الذي ينبع هو الآخر من الجنوب الغربي ويصب في الشمال الشرقي .

5) التسامح الديني في السودان عامة والجنوب خاصة ، إذ تجد أن هناك في الأسرة الواحدة ثلاثة أديان : الديانات الروحية المحلية ، والمسيحية ، والإسلام الذي لا يقبل الله من أحد غيره .

6) التنوع في العادات والتقاليد الاجتماعية .

7) في الجنوب هناك احتقانات كبيرة من صراعات قبائلية بين كبرى القبائل (الدينكا الحاكمة في الجنوب والدافعة نحو الانفصال ، والنوير والشلك) وهناك ما يسمى بجيش الرب المسيحي الذي يمتد من أوغندا ويشكل بؤرة توتر .

8) فانفصال الجنوب ربما أدى إلى صراعات قبيلة قد تجر منطقة وسط أفريقيا كلها إلى حروب مدمرة تتجاوز خسائرها ما كان في الحرب البينية بين الشمال والجنوب سابقا .

9) وجون قرنق الذي حارب 21 عاما من أجل دولة علمانية في السودان لا تحكم بالشريعة الإسلامية وليس من أجل فصل الجنوب عن الشمال ، لقي مصرعه بعد توقيعه اتفاقية السلام وتعينه نائبا أول لرئيس الجمهورية في حادث طائرة مروحية أوغندية بعد 21 يوما فقط من تعيينه في ظروف غامضة وجهت أصابع الاتهام فيها نحو رفاقه القادة الجنوبيين الحاليين حملة النزعة الانفصالية .

10) التدخل الخارجي الأمريكي الغامض ، الذي يعتمد إستراتيجية الفوضى الخلاقة في تعامله مع قضايانا الإسلامية لا يستبعد أنه يخطط لفتن خطط لها ويريد تنفيذها بأيادٍ سودانية ، والصهيوني الذي يؤيد الانفصال لمصالح صهيونية ، فقد صرح قادة الجنوب بأنهم لا يستبعدون إقامة سفارة للدولة الصهيونية في جوبا بعد اختيار أهلها للانفصال .

أما جامعة الدول العربية فلا زال موقفها مكانك سر ، فلا زالت مشاريع التنمية والقضية الجنوبية لم تشغل بالها بشكل كافي .

والاتحاد الأفريقي لم يتحرك بعد بشكل يعطيه دورا في المستقبل فهو يرصد الأحداث لا أقل .

11) فيما التزمت الحكومة الحياد طيلة الفترة منذ اتفاق نيفادا ظلت قيادات  جنوبية تحرض علانية على الانفصال ، فهم اليوم يحاولون أن يُعلن الانفصال من برلمان الجنوب لا عن طريق الاستفتاء .

12) الجنوب اليوم يتوسع في المجالات الاستهلاكية بينما يتباطأ في المجلات الإنتاجية غير البترول .

13) منطقة أبيبي الغنية بالبترول لم يحسم وضعها بعد ، تشترك في سكناها قبيلتي (الدينكا) الجنوبية وقبيلة (المسيرية) العربية المشهورة ، التي هدد زعيمها أنهم إذا منعوا من التصويت سيلجأ ون إلى القوة للحصول على حقهم .

 كما أن جنوب إقليم كردفان لم يحسم وضعه بعد .

14) الحكومة السودانية تعهدت بالمحافظة على حقوق وممتلكات الجنوبيين بالشمال في حال أفضى الاستفتاء إلى انفصال الجنوب ، فهل تحافظ القوى الانفصالية الجنوبية على الوحدويين في الجنوب وعلى ممتلكات الشماليين هناك ؟ علما بأن أكبر مشكلة هي مصير 30 ألف تاجر شمالي استوطنوا الجنوب منذ القدم ( 1904م ) تُدير قرابة 20 مليار دولار ، هل تبدد هذه الأموال وتزهق هذه النفوس ؟!      

 

 لكل ذلك فإذا سار الاستفتاء بنزاهة ، فلن يختار الشعب إلا خيار الوحدة .. هذا ما لمسته من بعض المهتمين بالشأن من أبناء السودان في زيارتي لها فهم يعتبرون الرهان على الانفصال ليس أكثر من مجرد أكل عيش ..

 

فنسأل الله العلي القدير مالك الملك الفعَّال لما يريد أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص