حضرموت اليوم / صنعاء / خاص:
استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية اليوم الأحد 9 يونيو 2013م، الدكتور أحمد عوض بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني للحديث في ندوة بعنوان (مؤتمر الحوار الوطني في منتصف الطريق) بمناسبة بدء أعمال الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار.
وفي الندوة قال الدكتور أحمد عوض بن مبارك أن أنصار الله لا يمثلون صعدة، ولم يأتوا إلى مؤتمر الحوار على هذا الأساس، هم جاؤوا كأحد المكونات الثمانية، وكذلك بالنسبة لبقية القضايا والمحافظات لا يوجد طرف معين يمثلها.
ونفى بن مبارك أن يكون هناك أي طبخة معدة لنتائج الحوار " وأتمنى أن يكون هناك طبخة مسبقة، لأن هذا يدل على وجود نية بالدفع نحو التوافق، لكنني لا اشتم رائحة هذه الطبخة، وما زالت تعدّ داخل مؤتمر الحوار الوطني".
وشدد أمين عام الحوار الوطني على ضرورة التعاطي مع الواقع بتفاصيله وليس مع ما تنقله الصحف والإعلام، "فأنا أطالع الصحف ولا أجد فيها 3% صحيح، فكثير مما نعيشه ومما يشكل وجداننا مختلق، ولا ينتمي إلى الواقع".
وبما يخص مستقبل الوحدة اليمنية والقضية الجنوبية قال بن مبارك أن الوقت مبكر على الحديث عن شكل الدولة، وعن مآلات القضية الجنوبية، لكننا نتقدم بشكل جيد، فحين نسمع رؤى مكتوبة من الأطراف المتنازعة حول القضايا الشائكة، هذا يعني أننا قادمون على الحلول، ولا نستطيع أن نمنع الانفصال، لكن بمقدورنا أن نعزز الوحدة، ونحن ندفع باتجاه المشروع الوحدوي.
وأكد بن مبارك على أن النقاط العشرين كانت خطوة مهمة على طريق التوافق، "وما كان لنا أن نمضي في مؤتمر الحوار ونصل إلى ما وصلنا إليه لولم يتوافق عليها الفرقاء".
وقال بن مبارك أن الجميع ينظر إلى المستقبل بعين ماضيه، والثقافة الماضوية متغلغلة في الشعب اليمني، لكن يجدر بنا أن نكون وكلاء للمستقبل لا وكلاء للماضي، ومؤتمر الحوار أحدث جدلاً ونقاشاً واسعاً على مستوى الشارع اليمني، وأصبح له صوت يجب أن ندرّب مسامعنا على استقباله.
وأكد أمين عام مؤتمر الحوار على أهمية جميع المكونات مهما كان حجمها، وأن التنوّع خاصية جيدة لو أحسنا إدارتها، حتى نصل إلى عقد اجتماعي مرضي للجميع، وأشار إلى عدم انسحاب أي طرف حتى لحظة حديثه، "وهناك من علّق عضويته لكن الجلسات استمرت دون حدوث ضرر أو عرقلة".
وأشاد بن مبارك بالقوى الشابة التي تحضر بقوة في مؤتمر الحوار من خلال طرح الرؤى التي تؤسس لدولة ضامنة تتيح لكل طرف أن ينافح عن رأيه في ظل منافسة بعيدة عن السلاح والعنف، "والتلويح بالقوة في هذه المرحلة لن يوصل إلى أي نتائج إيجابية، وعلينا أن نتفاهم قبل أن نبني الدولة".
وعن ما حققه مؤتمر الحوار حتى الآن قال بن مبارك "توصلنا إلى قاعدة صلبة يمكن من خلالها الولوج إلى مرحلة جديدة، وأعضاء المؤتمر ليسوا نخب، المؤتمر تمثيل حي لكل شرائح المجتمع، فيه رأي المواطن البسيط والرأي العلمي المركب والحكمة التلقائية، وإن كان موفنبيك لا يشبه كل ذلك، إلا ان هذه اللوحة الرائعة تشكلت بكل تلك الأطياف".
الدكتور بكيل الزنداني استاذ العلوم السياسية، قال في مداخلة له "أن نتحاور عشر سنوات خير من أن نقتتل يوم واحد، لكن لا نريد أن نتحاور ثم نقتتل".
وحذر الزنداني من خيبة الأمل التي قد تصيب المواطن بعد أن علق آماله على مؤتمر الحوار، في حال فشل بحجة الاختلاف المناطقي أو الطائفي أو الحزبي.
وفي مداخلة أخرى للقاضي يحيى الماوري عضو لجنة الانضباط والمعايير بمؤتمر الحوار قال أن المرحلة القادمة هي الأصعب ولابد أن ندخلها وقد مددنا جسور الثقة فيما بيننا.
ثم تساءل: إلى أي مدى استطعنا أن نبني الثقة داخل مؤتمر الحوار؟ ثم إلى أي مدى استطعنا أن نبني الثقة بين مؤتمر الحوار وشرائح المجتمع وفئاته، فالمجتمع اليمني هو من سيقرر مصير اليمن وليس المتحاورون!
ونفى الماوري تضرر مؤتمر الحوار بأي انسحاب من الجلسات، "فالانسحاب لا يعني سقوط المؤتمر، وهناك ضوابط داخل المؤتمر البعض لا يعمل لها اعتبار، وهم لا يعلمون أن إثبات الحضور في الكشوفات يعطي الشرعية للجلسة إلى نهايتها".
وفي تعقيب للدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى قال: أنا من المتفائلين منذ بداية الثورة مروراً بجميع مراحلها بما في ذلك المبادرة الخليجية، والله يحفظ اليمن في كل أحوالها.
واعتبر القرشي أن العقبات التي تقف في طريق مؤتمر الحوار الوطني قد زالت، وأن ما كانت تبيته بعض الأطراف تجاه مؤتمر الحوار قد انكشف، ولا يبقى سوى الحزم فيما توصل إليه المتحاورون خاصة من الرئيس.
وقال القرشي أن الآراء المتطرفة التي نادت بحق تحديد المصير وفك الارتباط من بعض الأطراف بغرض إفشال الحوار، لن تستطيع أن تحقق ما تريد، وقد أصبحت أصواتها ممجوجة ومرفوضة لأنها تدعو للفرقة.
العديد من المداخلات والتساؤلات أكدت على أهمية المضي في الحوار الوطني حتى نهايته، وأكدت على قيم التسامح كحاجة ملحة للقبول بنتائج الحوار الوطني، ودعت إلى لمّ الشمل ونبذ الفرقة والتناحر.
حضر الفعالية عدد من السياسيين والباحثين والإعلاميين والمهتمين.