ما أضنه أن المحافظ ووكلائه لا يقرؤون إلاّ لأقلام لها حضورها في مجالسهم الخاصة ودعواتهم الرسمية ، أما من هم خارج أسوار متكأهم فهم هواة صحافة ومثيري شغب ويبحثون عن الشهرة بتأجيجهم المشاكل وأضن كذلك أن المكلفين بتقديم ملخصا للمحافظ ووكلائه لكل ما تتناوله الصحف من هموم أبناء محافظتهم لا يهتمون كثيرا إلاّ بما هو إطراء وتلميع وأتمنى أن لايكون كل ضني إثما ، ولكن أن يصل هذا التجاهل إلى احد صروح العلم والمعرفة في حضرموت فهنا يجب أن نصرخ ونشد الشعر ونلطم الخدود على ما آل إليه الوضع التعليمي الجامعي من مزاجية وتصرفات غير مسئولة لا ترتقي بمستوى جامعاتنا هذا ما أحسستُ به عند قرأتي وبتمعن ما بثه الأخ / احمد عمر باحمادي من زفرات ألم وتنهدات أسف ودموع حزن سوّد بها نصف الصفحة ( 4 ) من العدد ( 48 ) الاحتفالي لصدور صحيفة ( 30 نوفمبر ) وكشف قليلا من المستور والمسكوت عنه في ( قسم الإعلام .. بين الحقيقة والخيال ) ..
ومن المفارقات العجيبة في هذا البلد أن يكون الاحتفال بصحيفة كانت ولا زالت مرحبة ومشجعة للأقلام الشابة بينما قسم الأعلام بكلية الآداب بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا المفتتح عام 2010 م بإثنين وثلاثين طالبا وطالبة وأرتفع عددهم إلى مائة يحذوهم أملهم في التعليم الإعلامي الأصعب مهنة والأخطر ممارسة ، مساهمتهم ومشاركتهم في بناء مستقبل وطنهم عبر كلمة الحق ، مُهددا بعدم الاستمرار .
ومن المفارقات الغريبة في هذا البلد أن يشارك مسئوليه من كبار السلطة المحلية بالساحل الاحتفال والمناشط والمعارض الذي دأب القسم على تنظيمها و( أشادوا بحسن تنظيمها وجديتها وتنسيقها وروعتها ) دون أن يعرفوا حجم الطعنات التي تحملتها ظهور طلبتهم ولم يسمعوا صرخات الإنقاذ لقسمهم المهدد بالتوقف ومن المؤسف له أن احد طلبة هذا القسم طلب من الأستاذ و الصحفي القدير / سعيد سبتي بعض النصائح التي تعينه الاستمرار في ممارسة الكتابة الصحفية ولم يبخل عليه بها كدأب كبار الصحفيين ، واحتفظتُ بها كوثيقة إعلامية هامة لكل من ينشد الاستمرار في مهنة المتاعب غير مدرك ذلك الطالب ما يحاك ضد بيته التعليمي .
وعليه فان تجربتي وخبرتي الإعلامية والصحفية المتواضعة تسمح لي بالقول : إن مسقط رأسي حضرموت في حاجة هامة لقسم الإعلام بل والى تطويره إلى كلية ورفده بأساتذة وكوادر على درجة عالية من التخصص ويشهد لها بالكفاءة والقدرة على توصيل الكلمة والنزاهة في العمل والتعامل مع طلابهم إذ لا نتغافل إذا قلنا أننا مازلنا نعاني من تعقيدات العلاقة بين الأستاذ والطالب خاصة في الجامعات فكثيرا ما يشعر الطلبة أنهم يستجدون حقهم من أساتذتهم كما هو في هذا القسم وهناك معلمون ينظرون باستعلاء إلى طلابهم وهناك من يحاول أن يقلل من شأن الطالب عندما يجده متفوقا عليه في بعض المعلومات ويتوافر من الأساتذة من يهدد طلبته بالرسوب وعدم النجاح وكل ذلك أو بعضه قد عانى منه طلبة وطالبات الدفعة الأولى ( الو قده ) لقسم الإعلام غير أنهم استمروا وصبروا نظير أن يستمر القسم في تخرج دفعات واستقبال دفعات ويكون لهم فخر التأسيس ولكن ضاعت أمانيهم وطموحاتهم بين وعود الإدارة العرقوبية وهروب السلطات من تحمل مسئولياتها .
صحيح أن محافظة حضرموت تغص بالإعلاميين والصحفيين وكثيرهم اتخذ من الإعلام مهنة من لا مهنة له وهؤلاء يشكلون عبء ثقيلا على ذوي الخبرة العملية لا العلمية التي فعلت السنون بهم ما فعلته بعد ما قدموا عصارة فكرهم وتجربتهم وقالوا احتراما لأنفسهم وعطاءاتهم : تعبنا ودعونا نلتقط ما تبقى من أنفاسنا ونرتاح فجاء من بعدهم بعض ممن يرى في رسالة الأعلام ( الفهلوة والمطلابة وحق القات وإكرامية رمضان ) نتجة للفراغ الشاسع الذي تركته النخبة الإعلامية والصحفية المحترمة واليوم ونحن في زمن إعلام العلم والمعرفة وقد طرنا وطارت أرواحنا فرحا بسماعنا عن افتتاح قسم الإعلام بحضرموت وهتفنا وداعا للمتفوضلين والمتسولين على الإعلام والصحافة وبعد ما يقارب الثلاث من الأعوام الدراسية وقلنا فرجت ورب الكعبة تصعقنا الأخبار غير السارة بقرار مجلس الجامعة لشئون الطلاب بإيقاف التسجيل في القسم للعام الدراسي القادم لأسباب غير معروفة الأمر الذي يترك للمتابع خيار التكهن بأن القسم كان صرحا ونرجو أن لا يهوى غير أن معرفتي المتقطعة بالدكتور / محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت وهو الرجل الصريح في أقواله الواضح في أفعاله المخلص في عمله والعارف الفاهم بأهمية زمن الإعلام المتخصص تزيد ثقتنا في أن نسمع منه كلما يطمئن به طلبة وطالبات قسم الإعلام والراغبين الالتحاق فيه كما هو تقديرنا لجهود رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب الدكتور محمد سالم بن جمعان وتأكيدنا بان الله خير راعي لكل بذرة خير في ارض حضرموت الطيبة وهذا هو تأييدي لكم وهذه صرختي للمحافظ إسنادا لصرخة باحمادي .
بقلم : سليمان مطران