في هذا العام 1434هجرية الزائر لمكة يلاحظ ميلاد أشياء وزوال أحياء ففي المنطقة المركزية بمكة المكرمة بينما تولد أبراج حديثة وضخمة لسكن الحجاج في جبل عمر الذي استمر العمل في تسويته لسنوات عديدة ، يتبادر إلى الذاكرة أين الشوارع التي كانت تعج الحركة بمتاجرها المفتوحة ليلا ونهارا ويرتادها الزائرون إلى البيت العتيق وأين عمائر شارع غزة التي كانت عامرة في منطقة الشامية وجبل هندي و الشوارع المودية إلى جرول شمال الحرم المكي وأطراف شعب عامر و ما بقي على سابق عهدة آلا جسر أنفاق السليمانية الممتد شرق بغرب وحافظ على الأحياء الواقعة شماله وكان مدافعا شجاعا كبح اندفاع الآلات الحديثة التي أزالت كل شيئ مرتفع فوق سطح هذه الأرض في شمال الحرم و أصبح متاح للواقف بجانب أبواب المروة أن يشاهد جسر أنفاق السليمانية بسهولة ويسر ..
وإذا اتجهت إلى جوار فندق دار التوحيد غرب الحرم ترى المبنى الجديد لتوسعة الملك عبد الله و العمل فيه على قدم وساق ليلاً ونهاراً لانجازه قبل وصول الحجاج في شهر ذي القعدة هذا العام .
وبسبب هذه التغييرات التي حدثت في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي لاحظنا عند وصولنا إلى مكة في شهر رجب 1434هجرية لأداء العمرة اختفاء خدمات أساسية ضرورية يحتاجها الحاج كانت ميسرة قبل زوال شعب عامر وميلاد جبل عمر فلا تجد الان محلات الاتصالات ولا المطاعم الهندية للمأكولات الخفيفة ولابد أن تمشي أكثر من كيلومتر للحصول على مطعم تجد عنده الرز البخاري و البقالة التي فيها خبز الفطور والعشاء أما محلات الهدايا فهي اقرب من المطلوب وتجدها في الطوابق الدنيا للأبراج الجديدة ولكن أسعارها متناسبة مع إيجاراتها المبالغ فيها ..
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استمتعوا من هذا البيت ، فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة. رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه الحافظ العراقي والشيخ الألباني .
فمن لم يتيسر له الحج سابقا فليبادر إلى الحج هذا العام لان العوائق والموانع والمصاعب تتنوع وتتزايد عاما بعد عام فحجوا قبل أن تمنعوا ..
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه