حضرموت اليوم / صنعاء / خاص :
استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية اليوم الأحد 16 يونيو 2013، كلاً من الدكتور فارس السقاف مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدراسات الاستراتيجية والبحث العلمي، والدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء.
وفي الندوة قال الدكتور فارس السقاف أن الفترة الانتقالية أفرزت العديد من القوى الجديدة شكلت الخارطة السياسية اليمنية، أهمها الحراك الجنوبي والحوثيون والقاعدة، وما يمكن تسميتهم بالمسيطرين على المؤتمر الشعبي العام أو ما يطلق عليهم بقايا النظام، بالإضافة إلى القوى الفاعلة من قَبل، وفي مقدمتها اللقاء المشترك، لتأتي بعد ذلك قوة الرئيس هادي التي لم تتشكل بصورتها النهائيّة بعد.
وأشار السقاف إلى أن ما يعرف ببقايا النظام السابق تحرك قوى وأطراف مسلّحة كجماعة الحوثي والحراك والقاعدة بطريقة تخدم مصالحها.
وأضاف " ما كان يشغلنا في بداية الحوار هو بناء الدولة، وكانت مسألة سهلة وما زالت سهلة، لكن في بداية النصف الثاني من الحوار برزت قضيتان رئيستان خطفت الاهتمامات وهما القضية الجنوبية وقضية صعدة".
وأكد السقاف على أن الحوثيون ظهروا كقوة معتبرة مع بداية النصف الثاني من الحوار، وأنهم يشاركون بأعداد كبيرة، مضيفاً: "قال لي الرئيس أنه لولا المبادرة الخليجية ما وجد الحوثيون في صنعاء".
وقال السقاف أن الحوثيون يقدمون قضيتهم على اعتبار المظلومية، والتشييع الذي أقيم لجنازة حسين الحوثي ترميز لمظلوميتهم، ويحاولون أن يجعلوا قضية صعدة هي قضية الحوثي، والخلاف الذي حدث على رئاسة فريق صعدة كان في هذا السياق.
وأشار السقاف إلى أن أمريكا تدعم المشروع الوحدوي ليس حباً في وحدة اليمن ولكن ترى أن مصالحها لن تتم إلى في إطار الوحدة اليمنية، لكن المشكلة تكمن في القابلية الداخلية للانفصال والاستجابة السريعة لمثل هذه الدعوات.
وعن الأزمات الاقتصادية والامنية قال السقاف أن ما يجري من انفلات أمني واستهداف للكهرباء والنفط ليس أمراً طبيعياً وهناك من يخطط له ويقف وراءه.
الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء قال في مداخلة له أن المشهد السياسي متأزم بالمعنى المطلق للكلمة على المستوى السياسي والاجتماعي والحزبي.
وأضاف، لدينا أحزاب سياسية كان الحاكم السابق يحشرها في زاوية المعارضة اللفظية، ويعمل على تقوية الضعيف من أجل إضعاف القوي، ليضعفهما معاً في نهاية الأمر. مشيداً بتجربة اللقاء المشترك الذي استطاع أن يتحول من معارضة لفظية إلى معارضة مجتمعية.
وعن فداحة الأزمة التي تعصف بالمشهد السياسي قال الظاهري أن الانتقال من الولاء الوطني إلى ولاءات أدنى، يفرز نظاماً سياسياً يعاني من أزمة الهوية، وما يحدث في الجنوب وصعدة نماذج حيّة لذلك.
وعدد الظاهري 6 حروب خلال العقدين الماضيين قابلها 6 دورات انتخابية بين رئاسية وبرلمانية ومحلية، وأضاف: من المعلوم في السياسة أن الانتخابات إذا حضرت غابت الحروب لكن في المشهد اليمني اختلفت المعادلة فحضرت الحروب والانتخابات معاً.
وأكد الظاهري على وجود أزمة شرعية، فغالبية المحكومين يقبلون بالحاكم مغلوبين على أمرهم، وظهور الحركات المسلحة يعني وجود خلل في العلاقة بين المجتمع والدولة.
وتحدث الظاهري عن صراع الشرعيات منذ اندلاع ثورة فبراير السلمية وتجاذب شرعية الثورة السلمية مع الشرعية الدستورية السابقة، لتظهر بعد ذلك شرعية التوافق، واعترف الظاهري كثائر بانتصار الشرعية التوافقية، والانتقال من مفهوم السلمية إلى مفهوم التسليمية – حد قوله – ليُطلب من الضحية تزكية المجرم.
وشن الظاهري هجوماً على التدخلات الأجنبية معتبراً النظام السعودي والإيراني قريبان من المشهد أكثر مما ينبغي، والقابلية لذلك أيضاً أكثر مما ينبغي، واصفاً التسوية السياسية بعملية التحكيم للشيخ جمال بن عمر.
ووضع الظاهري ثلاثة مآلات للمشهد السياسي، أولها المشهد الانتقالي التمديدي الذي يعتمد على الإصلاح المتدرج والجزئي، والثاني المشهد التجديدي وهو المرغوب فيه من قبل قوى الثورة الذي يعتمد على تغيير النظام السياسي وشكل الدولة وتجديد العملية الانتخابية، أما الثالث فهو المشهد الكارثي أو التفكيكي، الذي يعتمد على دعوات ما قبل الدولة، كالمذهبية والمناطقية، ودعوات ما فوق الدولة كالعودة للتشطير.
الدكتور غالب القرشي – رئيس المنتدى أكد في تعقيب له على التحولات الكبيرة التي حدثت بعد ثورة 26 سبتمبر، رغم أن شباب تلك الثورات لم يستطيعوا زراعة الحق مكان الباطل، والرؤساء الذين جاؤوا بعد تلك الثورة أساؤوا إليها، ومن كان يحمل مشروعاً وطنياً تم القضاء عليه.
وفي إشارة إلى انتصار الشرعية التوافقية قال القرشي أنه انتصار مؤقت ولا بديل لأهداف الثورة الشبابية السلمية، والشباب جاهزون لحماية ثورتهم وأهدافها، والدليل ما قاموا به من ضغط لإخراج المعتقلين.
العديد من المداخلات والتساؤلات استعرضت العديد من المخاوف جراء التأزم المستمر للمشهد السياسي وأكدت على ضرورة الاهتمام بالوضع الاقتصادي واستقرار الأمن، كبداية لحلحة هذه الأزمة والخروج باليمن إلى برّ الأمان.
حضر الفعالية العديد من السياسيين والأكاديميين والمهتمين.