حضرموت اليوم / سيئون / هاني جود
قال الدكتور / حسن عبدالله باسواد أمين المكتب التنفيذي للاصلاح بوادي حضرموت أن مفهوم الشراكة الذي قامت على أساسه الوحدة سينهار لأن منصب رئيس الجمهورية صار حكرا على الشمال الذي ينحدر منه الرئيس علي عبدالله صالح وعائلته، وعليه سيصبح المطالبون بهذه التعديلات هم الداعون الحقيقيون إلى الانفصال بطريق غير مباشر .
وحول الثورة التونسية التي اطاحت بنظام بن علي قال أمين المكتب التنفيذي للاصلاح بوادي حضرموت في حوار أجرته معه صحيفة سيئون في عددها لشهر فبراير 2011م : أن المعطيات التي على الساحة اليمنية تشبه إلى حد بعيد المعطيات التونسية، فالغلاء والبطالة والفقر والمحسوبية والظلم وفساد القضاء وتركز السلطة والثروة في عائلة واحدة، والفرق الوحيد أن الرئيس بن علي تنتهي ولايته في 2014م فمدد إلى مدى الحياة، والرئيس علي تنتهي ولايته في 2013م ويريد أن يمدد، وهنا يأتي دورنا هل نسمح له بالتمديد وينقلب على الثورة والجمهورية والوحدة .
ودعا المهندس الدكتور / حسن عبدالله باسواد كل مكونات المجتمع بمن فيهم أعضاء المؤتمر الشعبي العام أن يلتحقوا بموكب التغيير الذي بدأه المناضل بن شملان - رحمه الله - فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما) وما حصل من انقلاب على الدستور ظلم واضح، فإذا كنا إخوة فعلا فيجب أن ننهى أخانا الرئيس عن ظلمه لشعبه ولابنه - إن أراد توريثه - ولأسرته التي تحظى بالنفوذ ولنفسه، فالدستور عقد بيننا وبينه لا يجوز تعديله وفق الرغبات الشخصية والمزاجية.
والى نص الحوار :
بداية .. ما هي النتائج التي خرجتم بها من مؤتمركم المحلي الخامس؟
بداية أشكر صحيفة (سيئون) والقائمين عليها من الشباب الواعد .. وبخصوص مؤتمرنا الخامس والمنعقد بمدينة المكلا فقد خرج بنتائج جيدة أهمها :
• ترسيخ المفاهيم الشوروية والعمل المؤسسي الإصلاحي بدءاً بانتخاب المندوبين بالمديريات مروراً بانتخابات ممثلي المحافظة بمجلس الشورى على مستوى الجمهورية وهيئة الشورى المحلية وانتهاء بانتخاب قيادة المكتب التنفيذي بالساحل والوادي نظرا لاتساع العمل.
• أخذ الشأن المحلي حيزا كبيرا في المناقشات فالقضية الجنوبية بأبعادها السياسية والحقوقية، واعتبرناها مدخلا لإصلاح أوضاعنا كلها، وكانت قضية الجنوب هي الشعار الأبرز لمؤتمرنا.
• الخروج بتوصيات تخدم الجانب المعيشي لأبناء المحافظة، وتوفير فرص عمل للعاطلين، وحصة المحافظة من النفط، وتخصيص مقاعد كافية لأبناء المحافظة في المؤسسات الأمنية والمعهد العالي للقضاء، ومنع أو تنظيم حمل السلاح وتعاطي القات وغيرها، كان من أهم مطالب مندوبي الإصلاح السلطة المحلية والمركزية وسيسعون لتحقيقها بقدر ما يستطيعون .
مر على تكتل اللقاء المشترك عدة أعوام .. ما هو تقييمكم لهذا التكتل خلال هذه الفترة؟ وما هي علاقتكم مع أحزاب اللقاء المشترك بالوادي ؟
تجربتنا مع أحزاب اللقاء المشترك تجربة ناجحة، وتجلت في أبهى صورها في انتخابات 2006م حيث حقق المشترك نجاحا كبيرا، وفاز مرشحنا المهندس فيصل بن شملان على مرشح المؤتمر علي عبدالله صالح في أهم مديريات الوادي (تريم، سيئون، القطن) وحصلنا على الأغلبية في مجالسها المحلية، وبقيت العلاقة مع أحزاب اللقاء المشترك جيدة أثناء النزولات المشتركة على القواعد، ولا شك أن رحيل سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بالقطن الأخ عمر سالم باشماخ عضو المجلس المحلي بالمحافظة - رحمه الله - قد ترك فراغاً لم نتمكن من ملئه حتى الآن، والمفارقة العجيبة أنه حتى الحزب الحاكم ولجنته العليا للانتخابات لم تجرؤ على إجراء انتخابات تكميلية لملء الفراغ الذي تركه المرحوم، فبقي مقعده في المجلس المحلي بالمحافظة شاغرا حتى هذه اللحظة، مع أنها أقامت انتخابات تكميلية لشغر مقاعد في مجلس النواب .
هل ستشهد اليمن ثورة كالتي حدثت في تونس، أم أن اليمن له خصوصية معينة؟
ما حدث في تونس هو مفخرة للشعب التونسي وللشعوب العربية بل ولشعوب العالم أجمع، وهنا لا يفوتني باسمي وباسم كل الإصلاحيين وأنصارهم وباسم كل محبي التغيير والانعتاق من الظلم أن أهنئ الشعب التونسي على هذا الانتصار، وأدعوهم للمحافظة عليه من السطو عليه من أركان النظام البائد، والعقبى إن شاء الله لنا نحن اليمنيون، فالمعطيات التي على الساحة اليمنية تشبه إلى حد بعيد المعطيات التونسية، فالغلاء والبطالة والفقر والمحسوبية والظلم وفساد القضاء وتركز السلطة والثروة في عائلة واحدة، والفرق الوحيد أن الرئيس بن علي تنتهي ولايته في 2014م فمدد إلى مدى الحياة، والرئيس علي تنتهي ولايته في 2013م ويريد أن يمدد، وهنا يأتي دورنا هل نسمح له بالتمديد وينقلب على الثورة والجمهورية والوحدة، وهل سنسمح مرة أخرى لبعض أعضاء مجلس النواب الحالي بتمثيلنا بعد أن وافقوا على هذه التعديلات، طبعا لن نسمح بهذا أن يتم وكذلك شعبنا، فالتونسيون ليسوا بأفضل منا، ورغبتنا للحرية أكثر من رغبتهم .
ترتفع هذه الأيام أصوات تنادي بالانتقال بالنضال السلمي إلى العصيان المدني .. ما هو ردكم ؟
نعم المرحلة الآن مهيأة للتصعيد والشارع طال انتظاره لمثل هذه الفعاليات المنظمة، فنحن في المشترك عازمون على التصعيد حتى ننتزع الحقوق كاملة، وهنا أدعو كل الراغبين للتغيير نحو الأفضل من كل مكونات المجتمع بمن فيهم أعضاء المؤتمر الشعبي العام أن يلتحقوا بموكب التغيير الذي بدأه المناضل بن شملان - رحمه الله - فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما)، قال الصحابة رضي الله عنهم : عرفنا نصرته مظلوما، فكيف ظالما ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (تنهاه عن ظلمه) – أو كما جاء في الحديث، وما حصل من انقلاب على الدستور ظلم واضح، فإذا كنا إخوة فعلا فيجب أن ننهى أخانا الرئيس عن ظلمه لشعبه ولابنه - إن أراد توريثه - ولأسرته التي تحظى بالنفوذ ولنفسه، فالدستور عقد بيننا وبينه لا يجوز تعديله وفق الرغبات الشخصية والمزاجية.
كيف تنظرون إلى الإجراءات التي بدأها الحزب الحاكم فيما يتعلق بتعديل الدستور وقلع العداد والمضي في الانتخابات ؟ والإعداد لها منفردا؟
إذا أصر المؤتمر الشعبي العام على سياسة الإقصاء والمضي منفردا في الانتخابات فهذا انتحار سياسي له وتعجيل بمصير مأساوي مجهول ينتظر البلاد وخصوصا جنوب الوطن لأن مفهوم الشراكة الذي قامت على أساسه الوحدة سينهار لأن منصب رئيس الجمهورية صار حكرا على الشمال الذي ينحدر منه الرئيس علي عبدالله صالح وعائلته، وعليه سيصبح المطالبون بهذه التعديلات هم الداعون الحقيقيون إلى الانفصال بطريق غير مباشر، لذلك لم يبق أمام المؤتمر سوى خيارين لا ثالث لهما :
• المضي في الإجراءات الانفرادية التي أقدم عليها، وانتظار المصير المأساوي الذي قد يشبه المصير التونسي أو ربما أسوأ منه .
• الرجوع إلى طاولة الحوار مع المشترك والالتزام الفوري بنتائج هذا الحوار.
تقييمك لمسيرة الإصلاح خلال (20) عاما ؟
التقييم الصحيح يجب أن يكون من غيرنا - كالأحزاب الأخرى والباحثين المختصين وعامة الناس - فهم يرون ما لا نراه من سلبيات أو حتى إيجابيات، وهنا أدعو جميع الأكاديميين والمهتمين في هذا الجانب بتقييم تجربة العمل السياسي للأحزاب والمنظمات الفاعلة على مستوى وادي حضرموت، ونحن بدورنا سنزودهم بكل الأرقام والمناشط الحزبية الإصلاحية، وبكل ما يطلبونه من معلومات.
أما عن التأسيس والانتشار فأقول فقد تأسس الإصلاح في وادي حضرموت في شهر رمضان المبارك 1412هـ الموافق مارس من عام 1991م في الوادي والآن لا تكاد تخلو أية قرية أو تجمع سكاني من تواجد لنا، وحضرنا في كل الأحداث الهامة بل وصنعنا وأثرنا في بعضها، وحصلنا على المقاعد النيابية والمحلية في المدن الرئيسية (تريم، سيئون، القطن). فلو ضربنا مثلا واحدا وبحسب النتائج الرسمية لآخر انتخابات وجمعنا الأصوات التي حصل عليها عضو المجلس المحلي بالمحافظة، ففي تريم مثلاً المهندس هادي باجبير حصل على (19583) صوت، وهي أكثر من إجمالي الأصوات التي حصل عليها (11) عضو من أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة، حيث بلغ إجمالي أصوات المؤتمر في (11) مديرية مجتمعة (19423) صوت، وهي (رخية وعمد وحريضة وحجرالصيعر وزمخ ومنوخ والعبر وساه والسوم وقف العوامر وثمود ورماه)، مع ما شاب هذه المديريات النائية من تزوير، هذا يدل على أن الإصلاح لديه شعبية كبيرة أكبر من الحزب الحاكم، فلو أن هناك نظام انتخابي عادل يعتمد القائمة النسبية لما كانت الأوضاع على ما هي عليه الآن، ولك أيضاً أن تقيس الأصوات التي حصل عليها حسان أو باصره أو العطاس أو بامخرمه أو غيرهم وأترك المقارنة للقراء.
رسالة توجهها : إلى أعضاء وأنصار الإصلاح خاصة، إلى المواطنين بالوادي عامة?.
أدعو إخواني أعضاء وأنصار الإصلاح إلى الجد والمثابرة والتشمير خاصة ونحن مقدمون على مرحلة تاريخية حيث ستساهمون في صناعة مستقبل اليمن الزاهر، فشاركوا بفعالية في المهرجانات السلمية المقدمين عليها، وأدعو جميع المواطنين للوقوف معنا في كل مناشطنا السلمية، وأدعوهم إلى مزيد من الإيجابية، وانظروا إلى الشعب التونسي كيف غير واقعه في أقل من شهر بالنزول للشارع والبقاء فيه حتى رحل الظلم، وأدعوهم الابتعاد عن ثقافة العنف والكراهية، وأدعو أجهزة الأمن إلى الحفاظ على أرواح المواطنين وعدم توريط أنفسهم في أعمال مخالفة لدينهم وقناعاتهم، فنحن نريد للعسكر الحياة الكريمة كما نريدها لجميع أفراد الشعب.