حضرموت اليوم / سيئون / خاص :
في إطار نشاطها الشهري " منتصف الشهر " استضافت مكتبة الشيخ سالم بن زين باحميد بمدودة منتصف شهر شعبان 1434هـ فضيلة الشيخ علي بن عبدالله باحميد إمام و خطيب المسجد الجامع بمنطقة مدودة للحديث عن القصائد الشعرية التي تقال عادة في المناسبات الدينية ، حيث استعرض فضيلته تاريخ الموشحات الدينية ومعنى هذه الكلمة و مدلولاتها .. ثم نحا بالحديث نحو الموشحات أو القصائد التي تقال في الاحتفالات و المناسبات الدينية بغرض التذكير و التشويق و كذا التغني بأوصاف الحبيب المصطفى صلوات الله و سلامه عليه .
و ان هذا الفن يعد من الفنون العالمية المنتشرة في كل دول العالم الإسلامي على اختلاف الألحان و المآخذ و الأشعار وكذا طرق تأديتها ، وخصص الشيخ علي الحديث عن حضرموت و تحديدا واديها المبارك وقال : لقد تميز وادي حضرموت حقيقة بهذه الموشحات و قصائد السماع التي عادة ما تقال في الموالد و المناسبات الأخرى مثل زيارة هود واحتفالات المسلمين بذكرى الإسراء و المعراج و ليلة النصف من شعبان وليالي رمضان المباركة وما تشمله الختومات و الجلسات الرمضانية ، إضافة إلى ما يعرف بالحضرات التي تتميز بألحانها المتفردة و الصعبة في كثير من الأحيان إذ أن الموشح الواحد فيها قد يتغير فيه اللحن من 4 ـ 5 مرات مختلفة .
وقد أسهب الشيخ علي بن عبدالله باحميد في الحديث عن الموشحات و القصائد الدينية التي كانت ولا زال البعض منها تقال في المناسبات و الاحتفالات الدينية بمنطقة مدودة ، مبتدئا بالتسلسل الزمني خلال العام الهجري وقال : يكاد يكون شهر ربيع الأول هو الأوفر حظا من هذه الموشحات كون قراءة المولد في أيامه و لياليه تكون بشكل متكرر فهناك العديد من القصائد الخاصة و المتعلقة بمولد زين الوجود الرحمة المهداة صلى الله عليه و سلم ، منوها أن منطقة مدودة متأثرة إلى حد كبير بما يقال من موشحات في مدينة تريم بالرغم من أن مدينة سيئون هي الأقرب مسافة ، ففيها تقرأ 3 موالد هي الديبعي و مولد شرف الأنام ، ومولد عيون الأسرار للشيخ سالم بن أحمد بن أبي الغيث باحميد .
ثم انتقل فضيلته بالحديث عن شهر رجب الحرام وذكرى الإسراء و المعراج فشعبان و ليلة النصف منه ثم شهر رمضان المبارك الذي تقام فيه الختومات وهي عبارة عن ختم القرآن الكريم في الليالي الوترية في مساجد المنطقة بدء من ليلة التاسع وانتهاء بليلة الـ 29 ، و بزيادة عدد مساجد المنطقة تم استحداث ليالي أخرى .
و استطرد الشيخ : إلاّ أننا اليوم لم نتمكن من إقامة ذلك إلاّ في عدد يسير من مساجد المنطقة لأن همم الرجال قد فترت و اختلفت الأفهام .
وفي هذه الختومات تنشد العديد من القصائد الشعرية و يتفنن أصحاب الأصوات الشجية و يتنافسون في تقديم أفضل مالديهم من ألحان وأصوات فهناك قصائد الإمام الحداد و القوافي و الزمزمة و المدح و ما على ذلك .
وقد شنف فضيلة الشيخ علي أسماع الحاضرين بأدائه المميز لنماذج من تلكم الألحان الجميلة خصوصا النادر منها و الذي قد تلاشى ، طرب لها الحاضرون بل و تعالت أصواتهم مرددين في هدؤ الليل الذي خيم على سطح مكتبة الشيخ سالم التي احتضنت هذه الجلسة المتفردة .
وفي ختام اللقاء تحدث عدد من الحاضرين معبرين عن إعجابهم الكبير بما تم عرضه متسائلين عن أسباب غياب مثل هذه المجالس التي كانت تقام و تردد فيها هذه القصائد التي تبعث في النفس الشجن و الشوق و الحنين و المحبة للنبي الكريم صلوات الله و سلامه عليه . و أكدوا على ضرورة المحافظة على مابقي منها متأملين من مكتبة الشيخ سالم أن يكون لها إسهام في ذلك .
واختتم الأخ نزار باحميد اللقاء شاكرا فضيلة الشيخ علي بن عبدالله على ما قدم مؤكدا دعم المكتبة و استعدادها للمساهمة جنبا إلى جنب في إحياء التراث و الموروث بمختلف أشكاله و ألوانه وقال إن ذلك لن يتحقق إلاّ بتكاتف الجميع .