والجاهلون لأهل العلم أعداء

تفكرت في كثير من أسباب ومسببات العداوات والشحناء بين أبناء آدم في كافة مستويات الصراعات والخلاف والاختلافات ، رسل ومدعوون ، بررة ومفسدوين ، مصلحون ومتمصلحون ، بناة ومخربون ، أحرار ومستعبدون ، عظماء وأقزام .... عدد ماشئت من المتناقضات وطرفي الصراعات ، والتي بدورها تستخدم فيها كم لاحصر لها من أسلحة إبليس الفتاكة تبدأ بالحسد ، ثم الكذب ، ثم التشويه ، ثم الغدر فالخيانة ثم القتل وسفك الدماء وصراع يهلك الحرث والنسل وينتصر الشيطان أو ينخنس وينكسر وهذا مصيره ومصير أتباعة إلى قيام الساعة ،

لكن الغريب والذي جعلني أكتب لك عزيزي القارئ ليس ما أسلفت بل شيئ لفت انتباهي حين شهدت حدث بالأمس وهو لكم عددي ملفت من شباب الإصلاح الخريجون من الجامعات في المكلا ، جعلني أدير الفكر وأتتبع وأقارن في حال الفريقين فوجدت في فريق المؤمنين وطائفة الهدى والخير والحق والرشاد ، ميزة هي غالباً ماتميزهم ويتحلون بها وتكون سبباً لإذكاء نار الضغينة والحق لدى الطرف الآخر ، وعكس هذه الميزة يكون غالباً مايميز الطرف الآخر بل قد يسمى بها ، ولذلك أنظر وعد لأسباب عداوة قريش لنبينا عليه الصلاة والسلام . وتفكرت في آخر ماقاله أباجهل (عمرو بن هشام) يصف في لحظة تجلي الحقيقة في نفسه ليخبر عن السبب الحقيقي وراء عداوته وبغضه لخير البرية عليه الصلاة والسلام وافتضح قائلاً ..... حتى إذا كنا فرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمن أين لنا نأتي بنبي ؟ والله لانؤمن )) .

لعلك هنا أدركت أخي بأن الفرق بين الفريقين (العلم وضده) وهو صراع بين العلم والجهل والنور والظلام والهدى والظلال والزيغ والرشاد ....

ثم إليك أن تتبع منبع العداوات في واقع اليوم سترى أنها حين تكون خالية من أي بعد عقدي أو صراع أيدلوجي أن فريق الحق والخير دائما في صفه العلماء وذوي الرأي والبصيرة وقوامه وقومه هم من يسمى بالطبقة المثقفة وترى العكس تماماً في قوام الطرف الآخر ..لأن الحق دائما جلي مجلي ، بصير مبصر ، عليم معلم ... والباطل والزيف والزيغ غامض ، مغمض ، أعمى ويعمي ، وجاهل مجهّل ....

أضنك فهمت قصدي ومن لم يفهمه نصيحتي يتعلم ، يتعلم ، يتعلم .

بقلم : عبدالله بارشيد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص