ارحموا الحراك..

شهدتُ فعالية 13 يناير بداية هذا العام بالمكلا وكتبت حينها عن مشاعري المتناقضة حالي حال كثير ممن شهدوا الفعالية وتنقلوا بين المسيرتين اللتين فرقهما الخور الأنيق والشرخ العميق بين تيارين كل يوم يزداد الشرخ بينهما وتكبر الفجوة لا ندري السبب وراء هذا هل هو حب الزعامة أو إختلاف الفكر والولاء أو ترسبات الماضي أم شخصنة القضية وضياع الهوية المهم أنني تهت كغيري ممن حضروا بحثاً عن القضية وإعلاناً للولاء لها ولم أجد حينها ما يطمئن إلاّ أمل في جيل جديد من شباب الحراك ومعتنقي فكر التحرر من وهم الزعامات الكرتونية المتصارعة يأخذون بتلابيب القضية ويتعالون على كل معاني الخلاف والاختلاف ولو بعد حين .

غير أن مايحدث اليوم من تناقض غريب وعمل جاد من كلا الطرفين خصوصاً فيما يتعلّق بفعالية 7/7 ليظهر كل طرف الطرف الآخر بالمهزوم وقليل الأتباع يؤكّد أن المسألة أكبر بكثير من أن تكون مجرد خلافات عابرة أو اختلاف في وجهات النظر خصوصا حينما يحصل هذا التناكف بين تيارين يتفقان على دعوى فك الارتباط .

لم أكتفِ في تحليلي هذا بما تنشره صفحات التواصل الاجتماعي وماتحمله التغريدات والتعليقات والردود من عداء صارخ و كلام فضيع واتهامات جريئة تدل على أن ما خفي كان أعظم بين تياري الحراك (باعوم) و(بامعلم) ، ولقد أرغمت نفسي على الجلوس لوقت أمام شاشة عدن لايف لعلّي أجد مايكذّب دعاوي الخلاف والفرقة بعبارة إشادة أو دعوة للتفاعل الإيجابي مع دعوة المناضل باعوم لمليونية 7/7 بالمكلا غير أن الشريط الإخباري بدا وكأنه لم يعلم بأن هناك فعالية وتسمّى مليونية ومحسوبة على الحراك الذي تعتبر القناة قناته بل إن كل أخبار ذلك الشريط كانت تصر على فعالية أخرى وفي نفس اليوم بل يرى البعض أنها تعدّ العائق الأكبر للحشد للمليونية لأن معنى العصيان إلى السادسة مساء يعني أن لا حركة و لاتنقّل ولامواصلات هذا إذا لم يكن هناك أيضاً قطع للطرقات .

موقف القناة هذا لم يكن المؤشر الوحيد على عمق الخلاف بل صدر اليوم بيان عن تيار بامعلم يدعو إلى إنجاح فعالية العصيان المدني ورفض مشروع البصمة الذي دعا إليه التيار الآخر.

الإعداد المتناقض للتيارين المتفقين على الهدف والمختلفين في كل شيء سواه لايبشر القضية والشعب الجنوبي إلاّ بمزيد من اليأس في حل قضيتهم واحترام رأيهم وهو مايثير الشفقة على الحراك السلمي وشبابه المخلصين للقضية وعلى القضيّة الجنوبية في حد ذاتها. 

بقلم : عبدالرحمن بن غانم

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص