خواطر وهموم شبابية :(من واقعنا المعاصر)

حضرموت اليوم / دوعن / سالم باموسى

الشباب أمل الأمة ومستقبلها ، طاقات وقدرات ، فهم الوقود لحركة النمو وعجلة التطور في أي مجتمع .

 

إن المجتمع الواعي هو المجتمع الذي يعنى ويهتم بالشباب كونهم الثروة الحقيقية لأي مجتمع والتنمية الحقيقية هي التنمية البشرية ، تنمية الطاقات والقدرات والاهتمام بالشباب كونهم الأمل المشرق والمستقبل الواعد بالخير.

 

ألم يكن الإسلام قد اهتم بالشباب ؟ ألم يكن نبي الرحمة قد استشار الشباب ؟ ألم يفتح الله بهؤلاء الشباب : الفتوحات الإسلامية في أصقاع الأرض ؟

 

لماذا نلقي سيلاً من الاتهامات على الشباب ونقول إنهم مخربون أو متهورون أو مندفعون أو طائشون ؟ ألم يكن هذا ردة فعل لسياسة التهميش الذي يعانيه هؤلاء الشباب من قبل أولياء الأمور ، ومن لديه سلطة ؟؟ .

 

فعندما يجد الشاب وقت فراغ وعدم اهتمام برأيه ولا أحد يسمعه ولا أحد يستشيره في أي مجتمع ، عندها تبدأ عقدة نفسية بداخل هذا الشاب ، فبدلا أن يكون عنصرا فعالا ينقلب عنصرا عدوانيا لهذا المجتمع ، ويحس أن لا قيمة له ؛ فتحصل الطامة الكبرى( قد ينتهي به المطاف إلى الانتحار لا سمح الله) ، أضف إلى ذلك السلوكيات الخاطئة التي تنشأ في هذا النوع من الشباب : تعبيرا عن ما بداخله حتى يكمل النقص الذي يعانيه ، هذا من وجهة نظره ، ولا أعتقد أنها صحيحة ، إلا إذا كان هذا الشاب يعاني من مرض أو حالة نفسية لذا وجب عليه الذهاب إلى طبيب أمراض نفسية وربنا الشافي.

 

نماذج شبابيه :

محمد البوعزيزي شاب حرق نفسه في تونس ، بعد تصرف خاطئ من مسئول تونسي : الذي أغلق الأبواب أمام هذا الشاب ، ليجد هذا الشاب نفسه ضحية لمجتمع لا يرحم ، حتى ثأر الشباب التونسي : فيسقط على أثر هذه الثورة ، نظام بن علي في تونس عن حكم ناهز الـ 23 عام .

 

لم يكن الحال هكذا فقط ، بل ظهر مصطلح جديد في القاموس الحديث : وهو : شباب الإنترنت ، وشباب الفيس بوك وشباب التويتر ، الذي سلط الشباب كل هممهم وطاقاتهم ، ليستغلوا ثورة التكنولوجيا الحديثة (الإنترنت) في عمل ثورة مصر التي وصفت بالأولى في نوعها على مستوى الوطن العربي ، ليسقط نظام حسني مبارك في مصر على أثر ثورة شبابية عن حكم ناهز الـ 30 عام .

 

جمال مبارك بن الرئيس المصري المخلوع : استهزأ بالشباب في مؤتمر صحفي : ليجد نفسه في النهاية : ضحية شباب . وغيره كثيرون .

 

إننا بحاجة إلى استثمار الشباب استثمارا حقيقا قولا وفعلا ، بعيدا عن الوعود الكاذبة وبعيدا عن الشعارات الزائفة وبعيدا عن العبارات الطنانة الرنانة .

 

إن الشباب بحاجة إلى فرص عمل ، بحاجة إلى دورات تأهيلية بحاجة إلى تلبية مطالبهم بحاجة إلى ......،.....،،،

 

إن اختزال الشباب (في الوطن العربي) في ما يسمى بوزارة الشباب والرياضة والتي تقتصر على الرياضة والألعاب الرياضية ، جعل من الشباب بعيدين عن صنع القرار ؟ في حين ترى الدول العربية من وجهة نظرها أنّ هذا هو دور الشباب فقط ، هذا التهميش بطريقة غير مباشرة جعل من الشباب ثوّارا ضد هذا النوع من الأنظمة ، وسيقود الشباب يوما ما مثلما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن.... وهلّم جرا ؟

 

شباب أمل وألم ؟ نعم لم يتوقع أحد من هذا النوع من الثورات الشبابية لاعتقاد البعض أن الشباب قليلو الخبرة بإدارة الثورات حتى أثبتوا أنهم جديرون بصنع المعجزات.

 

عندما يغضب الشباب ؟ الويل لكل من يقف أمامه ، ولذلك اضطرت حكوماتنا الموقرة إلى فتح حوار مع الشباب بعد التهميش واللامبالاة التي عاناها هؤلاء الشباب لفترة من الزمن .

 

إننا أمام حقيقة واضحة لا جدال فيها ، وربنا المستعان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص