المرحوم المساعد الصحي صالح عوض عبيد بن سعد (الملقب صالح الطبيب) من مواليد عام 1937م بمنطقه تاربه (وادي بن سلمان)، نشأ المرحوم في أسرة عرفت بالورع والصلاح، متزوج وأب لخمسه أولاد عبد الرحمن وجمال وثلاث بنات، وهو من الأعلام والنماذج الفريدة التي خدمت منطقه مدودة، ويعد من بين أناس عظماء مضوا بأبدانهم وخلدوا بذكرهم، أحبه أهل مدوده بأفئدتهم، واصطفوه، وشهدوا له بالتقى والصلاح، رفعه الله بالقرآن والعلم والإيمان والأمانة، فكان حيي تقي، ذاع صيته وصار آية في نبل أخلاقه الكريمة وتعاملاته مع أبناء المنطقة، وكان حافظاً للقرآن الكريم، محباً للخير، معروفاً بصلاحه وطيبته مع ما تميز به من خلق وأدب رفيع وجود..
تلقى تعليمه الأول على يد الأستاذ رجب باجبير بالمعلامة والتي تعد الملجأ الأول للطلاب قبل ظهور المدارس النظامية في الوادي، ثم سافر إلى السواحل (كينيا) برفقه أخيه هادي للعمل، وأثناء عمله تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عرب سكول وبعد عودته عام 1962م تقدم للعمل بالمستشارية البريطانية في عهد الاحتلال البريطاني للجنوب، وعين بالمستشفى برتبة عامل صحي، وتميز المرحوم بالتفوق العلمي وحصوله على الامتياز في جميع مراحل دراسته العلمية، كما عرف بالانضباط الشديد في تأدية عمله وحصل على مؤهلات وشهادات عديدة من أبرزها شهادة دبلوم أهلي بامتياز ممرض وعامل صحي من قبل الخدمات الصحية لمحمية عدن في علم الطبيعيات والكيمياء وعلم الأحياء في 7 يناير 1964م وحصل على شهادة مساعد صحي بدرجة امتياز في الجراحة والطب الوقائي والقانوني والإدارة، عمل في الوحدة الصحية بمنطقة مدوده في بداية السبعينيات حتى أواخر 1991م، وكان متميزا في عمله وخلوق، اكتسب حب المواطنين فكان ما من بيت إلا ويعرف صالح بن سعد، ومن كثر محبتهم له وتعلقهم به كان مرضى المنطقة يمرون على مستشفى سيئون العام في الفترات المسائية - رغم وجود الكادر المؤهل والإمكانيات - إلى عنده لعلاجهم، وظلت علاقته بأهل مدوده حميمة حتى بعد جلوسه في البيت، فكان كثير ما يدعونه إلى زواجاتهم وجنائزهم ويزور الكثير منهم، إذ كان رحمه الله معروفاً بطيب النفس والرفق، وكانت علاقته بأهل المنطقة علاقة قوية جداً كعلاقة الأب وابنه فأثناء عمله في بيته بسيئون كان يستعين بكثير من أبناء المنطقة من بينهم المعلم المرحوم عبدالله بن سالم بخضر والشيخ المرحوم صالح خميس فراره، والمعلم القدير الوالد مبارك حيمد بالراشد.. وله علاقة وطيدة بالمرحومين القديرين بكران عوض فراره، وسالم عبيد بن عبيدالله، حيث كانوا ينقلون المرضى إليه، وكان يتمتع بالتدين ويحرص على الخير والمجالسة الطيبة وتقديم كلما لديه إذا استطاع إلى ذلك سبيل، حيث اعتاد الكثير إذا مر المستشفى أول ما يسأل عليه، وفي السنوات الأخيرة من عمره وبعد أن أجلسه المرض أصبح يرتاد المسجد، وكان مداوم على قراءة القرآن في جلسة الحزب بالحفظ، وكان حافظا لمتن الزبد، ويستدل بها دائما..
توفي رحمه الله بمدينه سيئون في 19 / 12/1997م ودفن بمقبرة بامخرمة، ودمعت له العيون، وأغرقت الجفون، وخشعت القلوب حتى انسكب الدمع فحزن الناس عليه كثيراً رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه الغفار دار القرار .
بقلم : أحمد فرارة