العصيان كلمة غير محمودة، وأستغرب من الذين يستخدمونها، وهي من المعصية، والمرء العاقل لا يستطيع أن يتفوه بها، ولا يقبل بها من أحد أن يقول له : أنك عاصي، والمعصية ليس لها إلا التوبة.. فنبينا آدم عليه السلام عصى ربه وتاب فغفر له، وهكذا هي المعصية ليس لها إلا التوبة، وباب التوبة مفتوح، ورحمة الله واسعة، ولكن الله إذا أراد إهلاك قرية أمر مجرميها ليمكروا فيها ويتولى الأمر الأشرار وتسيء الحياة، ويتنكد العيش، وفي الأحاديث أن ربنا أمر بإهلاك قرية فأخبرته الملائكة أن بها رجلاً عابد، فرد ربنا أن ابدأوا به، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
إنه إبليس وأعوانه يوسوسون للناس، ويزرعون الحقد والحسد وكل الأساليب لإهلاك البشر وإبعادهم عن الخير، ويوهمونهم أن الخير في هذا الطريق، ويبعدونهم عن طريق الحق والخير، ويقعدون لهم كل مرصد، ويثيرون الفتن بينهم حتى ينالون منهم وإلحاقهم بركبهم ويستخدمون شياطين الإنس لإغراقهم في وحل الشر.. واليوم ما تراه أعيننا من فقد صواب بعض الناس عقولهم باتباعهم أناساً أصحاب أهواء، وقد جربوهم وما رأوا منهم خيرا.. وحتى أتذكر عندما افتتح البترول بمنطقة شبوة من قبل أحد المسئولين وهو ممسك بأنبوب النفط ويرش به الواقفين أمام الشاحنة ويصفقون له، فرد عليهم بحقد أيها الشعب اليمني لا تحلمون أننا سنكون مثل الخليج والسعودية !! لماذا لا تبشر بالخير؟ ولكنه الحقد، وعجبي لقوم يهتفون له ولازال حقده على الشعب دفين في قلبه، لا يتوبون ولا يتقون الله في شعبهم، ولا يريدون لهم الخير، وأما ما يزينونه لهم أنهم سيقيمون دولة بها العدالة والمساواة؛ إني لأراه وهم، لأن في الجمع خير، والفرقة لا خير فيها، هكذا علمنا ديننا، ولكن علينا أن نوجد طرقاً لوقف الممارسات الخاطئة ولا نيأس من رحمة الله، وأن الأمور إن شاء الله ستصلح، ولكن نظرة البعض أن الاستحواذ من الآخرين سيظل مستمرا، والتحكم في الخيرات سيظل بيد أناس محدودين فقط، فالحياة لن تتوقف، والظلم لا يستمر، ونسال المولى أن يغير أحوالنا إلى الأفضل.
بقلم : منير باسلامة