المتابع لأزمة السفينة الجانحة على بحر (المشراف) بالمكلا ، لا ينبغي أن يحاصر فقط (بقعة المازوت) المتسربةِ من السفينة (تشامبيون)، فهناك ثمّ بقعة أخطر وأخطر وأكثر إيلاماً في واقعنا وحياتنا من تلك (البقعة المازوتية) .. بل هي أحد الأسباب التي أوقعتنا في ورطة (تشامبيون) وغيرها من الورطات ..
لا ينبغي أن يقف الأمر عند إنهاء هذه الأزمة وعند احتواء البقعة ، ولكن ينبغي أن تُفتح التساؤلات على مصراعيها حول ما جرى وكيف جرى ، لأنني على يقين أن كثيراً من الكوارث لا نزال محفوظين بقدر الله منها ، ولولا ستر الله لَطَفَتْ على السطح بقع الفساد والإهمال والاستهتار بحياة الناس ، بل وفي بعض الأحيان المتاجرة بحياة الناس وأرواحهم.
وتجد مظاهر ذلك في مثل حالة السفينة (تشامبيون) التي لا أشك أن هناك من مكّنها من البقاء إلى اليوم بحالتها الكارثيّة تجوب بحارنا ومياهنا وترسو في موانئنا ، بل وتجنح على شواطئنا وتلوّث ما تبقّى من بحارنا ..
فكم هي التجاوزات في أنظمة السلامة للشركات والمستشفيات والمصانع والطرقات والجسور والمدارس وغيرها ، كم هو العبث في المواصفات والمعايير والشروط لكثيرٍ من المناقصات والمشاريع .. كم من ضمائر بيعت في سوق المتاجرة بمصالح هذا الوطن وبأرواح مواطنيه ..
حقيقةً لا أرى أمامي سفينةً جانحة فقط ، ولا بقعةَ زيتٍ متسربةٍ فقط ، بل هي دولةٌ وسلطةٌ جانحة غارقة ، وبقع فسادٍ تطفو على السطح ، فهل من بطلٍ (Champion) حقيقي قادر على محاصرتها وتنظيف صفحة الوطن منها .. إنّا منتظرون ولأجل ذلك عاملون ..
بقلم الدكتور : عادل محمد باحميد