يبدو أن المال الخليجي يدفع وسيدفع العــسكر الأغبياء في مصر , وبقوة , لمزيد من المجـازر بحـق المعتصمين السلميين !!..
الجيـش ألقى ويلقـي منشورات عبر الطـائرات المروحيـة تدعو المتظاهـرين لإخـلاء الساحات , مـع عـدم الملاحــقة!!.
لم تكن هذه طريقة جيش وطني يحمل الولاء والحب للوطن والشعب!, بل هي طريقة جيش الاحتلال الإسرائيلي في تعامله مع أصحاب الحق المشروع!.
المؤسسة العسكرية المصرية تسلك نفس المسلك الصهيوني في التفريق والانحياز للأقلية من أنصار الانقلاب وتجاهل الغالبية من مؤيدي الشرعية , بل والتعامل معهم بكل قسوة وغلظة !!.
الاعتقالات والتعذيب واستخدام الرصاص الحي والحماية للبلطجية المعتدين على المتظاهرين السلميين , ومشاركتهم في الاعتداء , إنها مشاهد إسرائيلية بحتة في التمثيل والاخراج!!.
اما ان يكون قادة الجيش المصري إسرائيليون , أو أنهم يستأجرون جنود صهاينة , أو أن المؤسسة العسكرية المصرية يهودية المعتقد !.
وهو ما يشهد له , قول المحلل العسكري الاسرائيلي روني دانئيل: أن السيسي أبلغ إسرائيل عن الانقلاب قبل ثلاثة أيام , خشية تدخل حماس , فكان رد اسرائيل بوجوب ردم الانفاق , وأن الانقلاب هو المطلب الاسرائيلي
المُـلِــحْ !!.
وهذا هو الولاء الحقيقي الذي لا يستطيع أن يخفيه أو يتخلى عنه قادة التحرش والانقلاب في مصر !!.
وليس غريباً أن ترى بعدها حمــلات تحــريض مكثفة , ضــد الفلسطينيين والسوريين وتركيـــا والإخـوان , وكلها من بركـــات انقلاب المؤسسة العسكرية المصرائيلية !.
الانقلاب سبقه قلاقل مفتعلة , اشترك فيها كل الخبثاء , من داخل مصر وخارجها , وعلى رأسها تجَّار الحرام ورعاة الإبل , ومَن فاقهم رِجْسَاً وخِسْةً مِن أصحاب الولاء المهترئ والخيانة والعظمى , وهو ما جعل مراكز بحثية إسرائيلية تؤكِّــد أن إسقاط مرسي أكثر أهمية من نكسة 67 , كما يقول المفكر والكاتب فهمي هويدي!!.
فالانقلابيون لم يخجلوا رغم خجل بعض الكتاب الإسرائيليين من أدعياء الديموقراطية وأدعياء الاسلام.
يقول الكاتب الإسرائيلي إيال بردو: يجب على المسؤولين عن الانقلاب على مرسي أن يشعروا بالخجل لاحتفاء النخب الإسرائيلية بهذا الانقلاب.
حين يصبح الفلول ثوار, لن تجد وجهاً يخجل أو يعرف الخجل , فالكاتب لخطابات المخلوع حسني مبارك: أحمد المسلماني , أصبح متحــدثاً باسم الرئاسـة المصـرية المكلَّـفة من الانقلابيين !!!.
وبعـد زيـارة البرادعي - المجرم في حق العراقيين – إلى إســـرائيل , وتغاضي البيت الاســـــود , ومباركة سدنة الخليج , يقوم المنقلبــون على الدسـتور والقــانــون , بأداء اليمين , ويحلفــون بالله العظيــم الجبَّــار , على احترام الدستور والقــانون !!!.
فمملكة آل يهــود في جزيرة العرب , لن تألو جهداً في مساندة الشيطان اللعين !!.
فقد مـدَّت يدها إلى لبنان , فسالت بعدها دماء الحرب الطائفية بشكل غير مألوف..!!
ومـدَّت يدها إلى سوريا , فتناثرت أشلاء السوريين بين المناكفات الطائفية , والشجب العربي والغطاء الغربي!.
ومــدَّت يدها إلى اليمن , فحاربت المراحل الوحدية , ودعمت - بقوة -
المرتزقة , وعرقلت مسارات التغيير , ولازالت حجر عثرة في المرحلة الانتقالية!.
ومــدَّت - أيضاً – يدها , ورجلها حتى سوءتها , إلى مصر, فأغْـرَت – مع رفاق السوء - الضُّبَاط الخونة , فعاثت في المشهد الديموقراطي كفراً بواحاً ..!!, فمنها انتشر التكفير و منها توزع التفسيق , و إليها لجأت مطلقات الشعوب الحرة !!.
فلا غرابة !, فهم تربية وتأسيس بريطانياُ , و حلفاء أمريكا , واخوة بني النضير !!.
فالانقلاب العسكري, في مصر , - بعـد الخطوة المدنية الحضارية والديموقراطية , والسلمية , التي رضعتها لأول مرة في تاريخها - , يعتبر نكسة تاريخية وسياسية وعسكرية , ووطنية , في وجه المؤسسة العسكرية , ووصمة عار لن يمحوها الدهر من جبينها, وستبقى لعنةً تلاحق العسكر أحياءً وأمواتاً!!.
بقلم : فؤادالحبيشي