حضرموت اليوم / المكلا / مجدي بازياد :
أعلن الدكتور محمد صالح العوادي رئيس لجنة الطوارئ الشعبية المشكلة لمواجهة مخاطر تلوث الناقلة (شامبيون1) أنه تم التواصل مع إحدى الشركات الأجنبية المتخصصة لمواجهة كارثة الناقلة شامبيون1 الجانحة قبالة شواطئ المكلا منذ أسبوعين .
وأضاف د. العوادي وهو يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي نظمته اللجنة الشعبية مساء أمس بالمكلا للرد على ماوصفه بأكاذيب مالك الناقلة أحمد العيسي أن مالك الناقلة لم يقف على حجم الضرر الذي خلفته ناقلته المتهالكة على سواحل المكلا ، وماتبع ذلك من حرمان لأهالي المدينة الذين كانت من عاداتهم التمتع بسواحل بحر المكلا التي تلوثت بمادة المازوت التي نزفتها شامبيون 1 بعد محاولة غير مدروسة لسحبها إلى عرض البحر،
وأشار د. العوادي إلى أن لجنة الطوارئ الشعبية تواصلت مع الشركة المتخصصة في هذا المجال حيث تم إرسال نموذج العقد ليتم التوقيع عليه بشكل رسمي وقد سلم العقد للمحافظ ووزير النقل حيث أن الشركة تطلب توقيعا من جهة مختصة للبدء في تنفيذ بنود العقد ، مضيفاً أنه فور توقيع العقد سيتم خلال 12 ساعة اجتماع مجلس إدارة الشركة ويقر التعاطي والموافقة على العمل في الموقع وخلال 36 ساعة يتم تجهيز طائرة متخصصة لنقل المعدات والخبراء وإرسال ثلاثة خبراء بريطانين وخبير من مقر الشركة بدولة البحرين ، حيث سيكون فريق العمل متواجد في موقع الناقلة خلال 72 ساعة .
وتابع رئيس لجنة الطوارئ الشعبية يقول : أن لجنة الطوارئ الشعبية قد كانت حاضرة وبقوة منذ اليوم الأول للأزمة وأعطت السلطة المحلية بحضرموت الوقت الكافي لمواجهة هذه الكارثة لكنه أكد أن اعتراف محافظ حضرموت في لقائه الأخير باللجنة بأن الكارثة فوق قدرات وإمكانات السلطة المحلية بالمحافظة تقدمت اللجنة للمساعدة بما لديها من كوكبة ونخبة من أبناء حضرموت أكاديميين ومثقفين ومختصين في مجال البيئة والصحة والقانون والإعلام و رفعت بمطالبها للسلطة المحلية حيث طالبت بسرعة التعاقد مع شركة أجنبية متخصصة في مثل هذه الكوارث ، ومن ثم معالجة الأثر البيئي نتيجة لتسرب مادة المازوت وما خلفه من ضرر على البيئة ، إضافة إلى المطالبة بالتعويضات والتأمينات ومتابعة الجهات المختصة في هذا الجانب ، ومحاسبة المتسببين في هذه الكارثة الخطيرة التي قد تعاني سواحل حضرموت من ويلاتها لسنوات طويلة.
عضو لجنة الطوارئ د. سعيد الجريري (أستاذ بجامعة حضرموت) أدار المؤتمر الصحفي مفتتح بالإشارة إلى أن المؤتمر الصحفي سيقدم المعلومات الكافية حول حجم الكارثة البيئية المتمثلة في تدفق المازوت من الناقلة شامبيون1 المملوكة لرجل الأعمال اليمني احمد العيسي بعد جنوحها على شاطئ المكلا، وأبدى أسف لجنة الطوارئ الشعبية بسبب التراخي والتهاون الذي قابلت به السلطات هذه الكارثة وعدم إبداء المسؤولية والجدية في معالجتها واحتوائها منذ بداية الكارثه قبل 13 يوم وحتى اليوم كما استغرب أيضا تراخي المكونات السياسية وعدم استشعارها بحجم الكارثة وأكد على ضرورة إيجاد اصطفاف شعبي قوي لمواجهة تداعياتها واحتواء آثارها التدميرية ومحاسبة المتسيبين في ما حدث وما يحدث وما سيحدث.
كما تحدث في المؤتمر عدد من المختصين في الجوانب القانونية والصحية والبيئية والإعلامية ، والسمكية مشيرين إلى حجم الكارثة التي ألمت بحضرموت بعد تسرب كميات كبيرة من المازوت إلى بحر المكلا ، مطالبين بضرورة محاسبة المتسببين ، وإعداد ملف قانوني يدين كل من ساهموا في إحداث هذه الكارثة التي شوهت مناظر مدينة المكلا الجميلة ، وأدت إلى مشاكل صحية لدى مرضى الربو والحساسية في مدينة المكلا ، إضافة إلى أضرار تلك الكارثة على البيئة البحرية في حضرموت.
وبدأ عضو لجنة الطوارئ د. محمد باوادي (أستاذ بجامعة حضرموت) كلمات المختصين و تحدث عن الآثار البيئية وقال أن التلوث واضحا للعيان حيث تلوث في لون البحر وتلوث الساحل ولون التربة وتغير في الهواء والروائح المنبعثة من تسرب هذه المادة ، وأن هذا التلوث بلغ نحو 60 كيلو متر غرب المكلا ليصل إلى مدينة بروم ، و 3 إلى 4 ميل بحري في اتجاه البحر ، وعمقا وصل إلى نحو 25 متر في الأعماق ، وإذا لم يتم تدارك التسرب لتحولت هذه المادة لعمق البحر وتحول البحر إلى صحراء بحرية لاتوجد فيها حياة وستغادر الأسماك والسواحل تفقد جمالها بسبب البقع الزيتية الممتدة على طول الشريط الساحلي .
عضو لجنة الطوارئ د.عبدالقادر بايزيد (أستاذ بجامعة حضرموت) : تناول الجوانب الصحية وقال: أنه ليس من أحد في هذه المدينة ساكن أو زائر إلا وقد أحس بحجم التلوث الذي خلفتهم مادة المازوت المتسربة من الباخرة ، وأن مادة المازوت مادة معروفة في مركباتها ومدى ضررها على جسم الإنسان على المدى القريب والمدى البعيد .
واستنكر د. بايزيد عدم الجدية في تدارك الوضع لاسيما أن السفينة تجنح بالقرب من مستشفى الأمومة والطفولة والمشفى يشهد كل يوم ولادات وحالات مرضية متكررة لاشك أن الهواء المتلوث سيكون له أثر سلبي على حياة كل من بداخل المستشفى.
وأضاف أن أي فرد تظهر فيه اي تغيرات في المجال التنفسي خلال الأيام القادمة بسببها الرئيس هو هذه الكارثة التي حلت بهذه المدينة جراء الباخرة الجانحة .
عضو لجنة الطوارئ المحامي عبدالرحمن باكثير (نقابة المحاميين بحضرموت): قال أن نقابة المحامين تواجه القضية انطلاقا من القانون البحري في تحديد من تقع على عاتقة المسؤولية بدء من ملاك الباخرة وربان السفينة والوكيل . وحصر ما أنتجته من ضرر صحي وبيئي واقتصادي وسياحي ورفع دعوى بذلك.
وطالب المحامي باكثير الجميع بتوثيق الأضرار الواقعة بهم حيث يعد إثبات الضرر في تقديم الدعوى أمرا مهما جدا.
وعن جانب تقديم المشورة القانونية فإن النقابة فتحت أبوابها مستعدة لتقديم أي مشورة قانونية واتخاذ الإجراءات المناسبة لتقديم إثبات حالة الضرر حيث يكون لدينا مستندات ثبوتية وقت رفع الدعاوى.
عضو اللجنة الأخ سالم باداؤود (رئيس جمعية الصيادين بالمكلا) قال: أن الضرر قد لحق بما لا يقل عن 120 ألف من أسر الصيادين وأن الكارثة ستؤدي الى إنخفاض كثير في الانتاج السمكي بأكثر من 10% .
ودعا باداؤود الجميع المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي سينفذها الصيادون بالمكلا ضد هذه الكارثة والتي من المزمع إقامتها يوم الأربعاء 24 من الشهر الجاري الساعة 10 مساء.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي الذي أداره تم عرض لقطات مصورة (بروجكتور) للوضع المتهالك للناقلة شامبيون 1 حيث تم تصوير هذه اللقطات من داخلها.