حضرموت اليوم / شبوة / احمد
زين
لعب الكاريكاتير دورا هاما في أشكال الصراع
المختلفة ، لما له من قدرة على مخاطبة الفئات الاجتماعية على اختلاف مستوياتها
الثقافية ؛ حتى الأمية منها ، وذلك لقدرته على ترجمة أحاسيس ومشاعر هذه الفئات على
شكل رسومات مبسطة ، لعبت دوراً مميزاً في رصد
مايدور في الساحة وتحديداً على مدار العقود الثلاثة الماضية من عمر اليمن
حيث برز تشكيليون كثر أبدعوا بريشة الفنان ووضعوا بصمات وقراءات للواقع من عدة
اتجاهات وزوايا كل حسب رؤيته وبطريقته الخاصة
.
لقد انتقل الكاريكاتير إلى معالجة قضايا
مجتمعية وكثيراً من الحذر في القضايا السياسية
وفي أوقات الأزمات والأحداث تشتد
حدة تعبيرات وخطوط الكاريكاتير تلبية لمهمته السياسية والتي تجسدت في فضح
الممارسات التي قام ويقوم بها النظام بحيث
لم يعتمد فناني الكاريكاتير على رسم فنان واحد للوصول إلي النتيجة المرجوة لفضح
تلك الممارسات ، بل على مجموعة من
الفنانين ، بحيث فاقت قدرة ريشة فنان الكاريكاتير قدرات رجال الساسة في بعض
الأحيان وأوصلت الرسالة بصورة مبسطة وسهلة وساخرة .
وبعد أن كان الكاريكاتير في الوطن العربي
هامشياً ، حيث كان عبارة عن وسيلة للتسلية والسخرية بهدف الإضحاك ، جاء الفنان
العربي ناجي العلي ليغير هذا المفهوم بشكل كلي فأصبح وسيلة للتفكير من أجل التغير
محولا إياه إلى فن سياسي يرتبط بقضايا سياسية ملحة ، ومشكلا جزءا أساسيا من مكونات
الدوريات ، كذلك لم يعد حكراً على فئة المثقفين فقط .
إن أهم ما يميز الفنان ناجي العلي غزارة
الإنتاج والقدرة الجهنمية على متابعة الأحداث السياسية ، وجرائم الاحتلال الصهيوني
، والتقاط المفارقات وترجمتها إلى رسومات كاريكاتيرية بأسلوب بسيط وواضح بعيدا عن
التعقيد ، مركزا على الفكرة أكثر من الشكل .
وكان ناجي العلي هو الفنان الذي كسب الرهان
، لأنه راهن على الشعب ، والشعب الذي ما زال في الميدان يبدع ويمضي ويقدم ويتقدم
رغم الموت والسجون والجوع والاضطهاد ، ناجي العلي فنان ساهم على قوة الحياة والحق
، وفلسطين بالنسبة له هي الحق والحياة وروح الأمة وسؤالها ، ولذا اختار الصائب
الصعب الفاجع ، ناجي العلي فنان تجاوز الحدود ، الموهومة بالخطوط التي ترسم الحدود
الحرة ، حدود الحرية بلا ضفاف ، حرية الفنان والناس والوطن.
فقد مثل الكاريكاتير باعتصام ائتلاف الثورة
السلمية الشعبية بمحافظة شبوة نقطة الماء
التي فلقت الصخرة إلى نصفين ، وذلك لأن نقطة واحدة تتحطم رذاذا على الصخرة ، أما
إذا لحقت هذه النقطة نقطة أخرى ولحقت النقطة الثانية نقطة ثالثة والثالثة رابعة
وهكذا ، فإن التتابع والتكثيف يوما بعد يوم سيؤدي إلي خلق حفرة على سطح الصخرة وإن
طال الزمن فسوف يؤدي إلي ثقب في الصخرة ، وإن طال الزمن أكثر فسوف يفلقها إلي
نصفين ، وبهذا الشكل يكون الماء أقوى من الصخرة وهذا ما يمكن قوله عن الكاريكاتير
وإسهاماته في أنشطة الاعتصام الإعلامية المتنوعة .
يقول الأخ / فؤاد احمد الحبيشي رسام كاريكاتير وخطاط بالمعتصم :
عن فكرة الكاريكاتير انا استلهم فكرة
الكاريكاتير من أفواه الناس و من الشارع ثم
أصوغها في قالب آخر وبصورة مبسطة واجعل الصورة تأخذ أكثر من معنى وتشير الى أكثر
من دلالة ومن ثم الناس تنظر إليه وكل يقرأه بطريقته ويفسره على قرته في تلقي هذا
الرسم وأيضا رمزية الكاريكاتير هي المساحة التي يسبح فيها من يتلقى هذا المنتج ، مثلا
هتاف الشعب يريد اسقطاط النظام قدمناه بأكثر من صورة وأكثر من فكرة منها إسقاط
الكرسي ومنها سحب البساط من تحت الحاكم ومنها نزع الشيء بشدة والكاريكاتير في الأخير
يمثل الرأي الغالب في الشارع .
وسألناه
عن التنوع في الرسومات قال التنوع مطلوب والتجديد امر حتمي والتغيير مطلب الكل
فكاريكاتير حمامة السلام بشكل العلم الوطني وأمامها فوهة بندقية تحكي وداعة شعبنا
اليمني وتوقه الى السلام والحرية والعدالة ونضاله السلمي الذي بدأ مبكرا وظلم
الحاكم وتوجيهه الى الصدور العارية من أبناء الشعب الرصاص الحي .
ويشير الفنان فؤاد في إحدى رسوماته إلى حوار
بين الشيطان ورأس النظام يطلب منه النصيحة أرجوك ..أرجوك ولم يغب الخط العربي عن الاعتصام هناك لوحات للخط العربي يقول عنها
الاخ / فؤاد نصوغ أيضا بعض الأفكار من ما يدور في الاعتصام على شكل عبارات نزين
بها الجدران كعبارات تؤدي رسالة مهمة من الرسائل الإعلامية التي نقدمها للمعتصمين او
للزوار الذين يتوافدون صباح مساء .