صندوق (غشيم ومتعافي)

حضرموت اليوم / سيئون / بقلم : محمد عبدالقادر باعبّاد

يشوب الحديث عن صندوق إعادة إعمار حضرموت والمهرة الكثير من اللغط والهرج والمرج منذ إنشائه في أواخر 2008م وحتى الآن , مثل بقية الصناديق العبثية التي أنشأها النظام دونما أدنى اكتراث بما تفضي إليه تلك القرارات من جرائم في حق المال العام , وبشيء من التأمّل تجد أن هذا الصندوق وقع بين فكي كمّاشة تجسيدا للمثل الحضرمي (غشيم ومتعافي) ويستدل به في الكلمة الأولى لحدوث الجهالة , وفي الكلمة الثانية للدلالة على الصحة الجيدة التي لايبالي صاحبها بأحد , فيتشكل جوهرالمثل : (غشيم ومتعافي).

 أقول ذلك عن قناعة تامّة , حيث دعاني  أحد الأصدقاء للعمل كمحاسب في هذا المرفق أواخر يوليو 2009م في نفس الشهر الذي تولّى فيه المدير التنفيذي الجديد حينها (عبدالله متعافي) زمام الأمور عقب الإطاحة بمؤسس الصندوق/ باهارون الذي لم يكمل 3 أشهر في هذا المنصب.

 قبلت الدعوة بدافع العمل الإنساني وخدمة أهلي المتضررين من الكارثة في حضرموت , فوجدت العجب العجاب , قرار جمهوري بإنشاء الصندوق صادر بتاريخ 31 ديسمبر 2008م بدون لائحة مالية أو إدارية! وعندما سألت المدير المالي للصندوق الوالد / محمد باصالح عن ذلك لم يجب.

  ترددت في الإمضاء على عقد العمل , وبقيت أنتظر صدور اللوائح المالية والإدارية المنظمة للعمل , لكن شيئا منها لم يصدر حتى الآن , فأدركت أن المركز أتى بالعربة قبل الحصان كما يقول المثل العربي , وأيقنت أن حكومة المؤتمر رصدت مايفوق 45 مليار وأنشأت صندوقا لها بدون لوائح , فمن سيقبل بهكذا وضع غير (غشيم ومتعافي).

 ولقد استبشرت خيرا بتعيين المهندس/ جمال بامخرمة مديرا لفرع سيئون لما عرف به من الكفاءة والاقتدار , لكن الرجل اصطدم بواقع ثبّط من عزيمته واضطره لتقديم استقالته كونه يدرك تماما عواقب الأمور, بدليل أنه لم يساهم ولو بجرّة قلم في مسرحية مشاريع تريم عاصمة الثقافة , بل اقتصر دوره في تصويب صرف تعويضات المتضررين من الكارثة وغادر موقعه عقب ستة أشهر لتأتي بعده مرحلة من العبث الأجوف , مرحلة تجعل اللبيب في حيرة من أمره هل تحدث هذه الجهالة في حضرموت التي عرفت بنزاهة أهلها ؟

 وتقضي الامور بتولية امرأة منصب مدير لفرع الصندوق بوادي حضرموت في مجتمع يعج بالذكورة , فشهد فرع وادي حضرموت خلال الأشهر المنصرمة إجراءات رفعت منسوب الإذلال للمواطنين وحالت دون معرفة مصير ملفاتهم نتيجة منعهم من الدخول إلاّ عدة ساعات في اليوم , وبنفس الوتيرة في التسلّط الأنثوي ؛ عيّنت مديرة الفرع بعلها ليكون فني مقيم _دونما مؤهل _على مشروع حماية مدرج مطار سيئون الدولي المشكوك فيه أصلا , ولولا تصاعد موجة الاحتجاجات التي يشهدها الوطن حاليا لما سمح للمواطنين بمراجعة المختصين في الصندوق يوميا , وازدادت ضراوة الفساد لدرجة أصبحت فيها أربو بنفسي بالمرور في الشارع الذي فيه هذا المرفق لأن  رائحة جيف الفساد المنبعثة منه باتت تزكم الأنوف.

  وإذا كان رئيس النظام غارق في جرائم  عساكره ضد المدنيين العزل , ورئيس مجلس إدارة الصندوق_ رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يبالي بعواقب الأمور, ومحافظنا الجديد الشاب خالد لا يصغي للشكاوي القادمة من المواطنين , فإني بمقالي هذا أستنهض كافة قوى المجتمع الخيرة قائلا لهم : أوقفوا نزيف الفساد في صندوق الإعمار, ولابد من إجراء تدخل جراحي من المجتمع يعيد أموال المتضررين التي نهبت.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص