العنوان أعلاه مأخوذ من مقال للزميل الغائب عن الساحة الإعلامية - - ابن الريدة وقصيعر - عيظة علي الجمحي مع صحيفته المغيبة الأيام العدنية وفيها نشر المقال وكانت البلاد تعيش نوعا من الأمان مقارنة بما يحصل اليوم من انفلات أمني نرى فيه رؤوسا تتطاير وأجساد تتهاوى في مشهد مسرحي لجر حضرموت الخير لدائرة اللانظام والهوشلية .
الجندية ( تضحية - شرف - رجولة ) ثلاث كلمات كانت تتصدر دفاتر إنهاء الخدمة العسكرية لكن معانيها ضاعت اليوم وغابت قيمها فلا تضحية ولا رجولة فالعسكرية صارت مضرب المثل في الانحطاط وسوء الأخلاق قولا وفعلا وضاعت هيبة العسكر في البلاد وبين العباد وباتوا مضرب المثل في الدونية والاحتقار حتى أفسدوا كل ما هو جميل في بلادنا إلا من رحم ربي منهم ونسوا وتناسوا الواجبات الملقاة على عواتقهم فلا تكاد الرشوة والمحسوبية وغيرها إلا وتلتصق التهم بالعساكر الذين يتطرف بعضهم ويرتكب المناكر .
مناكر العساكر لا تغتفر لأنهم المؤتمنين على حماية البلد وحماية أرواح بني البشر وحماية حقوق الغير لكن الذي يحصل العكس فنرى الواقفين منهم على النقاط والمنافذ يكثرون من التساؤلات وفي الأخير يمررون سيارات المخدرات والممنوعات بعد أن تمتد إليهم الأيدي بفتات ٍ لايسمن ولا يغني من جوع سوى مواصلة إذلال الجندية والعسكرية ورميها في الحضيض وضاعت هيبتهم واحترامهم وأصبح الكثيرون ينظرون إليهم صغارا لا حول لهم ولا قوة لأن مناكر العساكر فاقت المعقول واختفى الشرفاء منهم في زحمة الواصلين إلى أبواب الجندية عن طريق الخطاء .
المواقف التي تحكي عن مناكر العسكر كثيرة وعديدة نراها يوميا تتكرر في حياتنا اليومية في مشاهد تحكي لنا عن واقع أليم جعلنا نتقزز من ذكر حتى أسم العسكر على ألسنة الآخرين بعد أن أخذ البعض يتباهي بمعرفة الجندي الفلاني والضابط العلاني وبأنه سيكون مساعدا له مقابل بضعة دراهم فلا نستغرب عندما نرى كثير القضايا كسبها غير أهلها بسبب ارتكاب هؤلاء لمنكر تغيير العدالة ولاتستغرب عندما ترى هؤلاء العساكر يرتكبون المناكر على مرأى ومسمع من الكل تفاخرا منهم بأفعالهم الدنيئة الدالة على انحطاطهم الخلقي وضعف مستواهم العلمي وانعدام وعيهم الحضاري والثقافي .... لا تستغرب عندما ترى عسكري من شرطة الآداب ومكافحة المخدرات من يتعاطاها ولا تستغرب عندما ترى العساكر المكلفين بتأمين العلمية الإمتحانية هم من ساعدوا في عملية التغشيش الممنهج ولا تستغرب عندما ترى ضابط في البحث ينتظر دفع الإتاوة حتى يميل إلى طرف على حساب الآخر ولاتستغرب عندما ترى .... فمناكر العساكر كثيرة وكبيرة وهي في تزايد مستمر إلى أن تبقى الجندية رمزا لكل ماهو مؤسف وسيء في حياتنا .
ياعساكر لا أتمنى أن تستمروا في ارتكاب المناكر بقصد أو بدون أو حتى من باب التقليد أو من باب خلق الأعذار بان ماتسلتمونه غير كاف ٍ لتسيير أمور حياتكم فهذا لايعني أبدا إنجراركم وراء تلك الأعمال لأن الجندية أسمى من أن تصل إلى درجة الامتهان والذل والهوان ...واتحسبوا أني أتقصد جميع العساكر فهناك من لازالت الجندية تعني لهم الرجولة والشرف والتضحية ودامت أيامكم كلها أعياد وخواتيم مباركة علينا وعليكم يا من ننظر إليكم نظرات نأمل أن تتغير على أرض الواقع .
بقلم : يوسف عمر باسنبل