كنّا ندندن .. وسنبقى حولها ندندن .. حتى نراها وقد أضحت كما نريدها ونتمناها .. حضرموت الخير والمحبة والسلام والعطاء والنهضةِ والرخاء ..
في أمسيةٍ من أمسيات حضرموت .. زيّنتها نجومٌ وليدةٌ .. نورُها مأمول .. وخيرُها قادمٌ .. وسعيُها مشكور .. كان الموعدُ مع شبابٍ واعد .. عيونُهم ملؤها عزيمة .. أرواحُهم تُشعُّ من حناياها أنوارُ خيرٍ ومحبّة .. برغم أنّهم لم يروها من قبل .. ولم تطؤها أقدامهم ولربما اقدامُ آباءهم .. غير انّ العشقَ لها لا يُخفي نفسَه فيهم .. تلمسُ منهم لهفةً وحرصاً لمعرفة المزيدِ عن أرضهم وأرضِ أجدادهم .. كأنّي بهم يحاولون أن يجسروا ما بين ذلك الزمن التليد وأيامهم ومستقبلهم .. وعن ذلك تحدثتُ إليهم ..
كيف نجسرُ بين ماضينا وحاضرنا لنعبر إلى مستقبلنا .. كيف نصبحُ امتداداً لقصةٍ جميلة من الحضارةِ والتمدّنِ والرقي القيمي والأخلاقي والعلمي .. كيف نبني ونؤسس على ذاك التراث وتلك التركة الرائعة التي خلفها لنا رجالٌ عظام .. كيف نصبحٌ أرقاماً لمجدٍ جديد ونهضةٍ حديثة .. لا عصبيّة فيها ولا تعالي .. بل خُلُقٌ رفيعٌ ودينٌ وعلمٌ وتسامي ..
وفي ختامِ جلسةٍ تمنيتُ لو امتدّ الزمانُ بها .. لم أجد ما أهديهِ (للأحفاد) غير شيءٍ مما تركه (الأجداد) .. فأهديتُ لهم الكتاب الرائع للأستاذ الحضرمي الرائع (محمد عبدالقادر بامطرف) (معجم الأمثال والاصطلاحات العاميّة المتداولة في حضرموت) .. عسى أن يُسهمَ في بناء جسر الوصال بين هؤلاءِ الأشبال وأولئك الرجال ..
بقلم الدكتور : عادل باحميد
