قال عن العرب كلاما سيئا عبدا لرحمن محمد بن خلدون الحضرمي المولود في تونس عام 1332م والمتوفى في مصر عام 1404م الموافق تقريبا 825 هجرية في كتابه مقدمة ابن خلدون الذي جعله أربعه أبواب .
جاء في الفصل الثاني من الباب الثاني من الكتاب الصفحة (50) أخبار العرب وأجيالهم ودولهم منذ مبدأ الخليقة إلى هذا العهد قائلا عنهم : أوغلوا في القفار لذلك كانوا اشد الناس توحشا وهؤلاء هم العرب وهم اشد بداوة لأنهم مختصون للقيام على الإبل .
وفي الفصل السادس والعشرون الصفحة (62) ذكر أن العرب إذا تغلبوا على أوطان ا سرع إليها الخراب والسبب في ذلك أنهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة وكان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج على ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له فالحجر مثلا حاجتهم إليه لنصبة أثافي القدر ، فينقلونه من المباني ويخربونها والخشب حاجتهم إلية ليعمدوا بة خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف لذلك ؛ فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء ، وأنهم ليس لهم عناية بالإحكام وزجر الناس عن المفاسد ,
وفي الصفحة (66) في الفصل السادس ذكر أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة والسبب إن الصبغة الدينية تذهب التنافس والتحاسد وتفرد ألوجهه للحق .
وفي الصفحة (70) ذكران الأمة لا يحصل لها الملك إلاّ بالمطالبة ، والمطالبة غايتها الغلبة ، فإذا حصلت الغاية انقضى السعي إليها قال الشاعر:
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
لاشك أن ابن خلدون علم إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من سنة (11-40 هـ) وان خلفاء الدولة الأموية في دمشق من سنة(40-132 هـ) وان خلفاء الدولة العباسية في بغداد في الفترة (132-656 هـ) و ينقسم العصر العباسي إلى قسمين:
الأول: عصر الخلفاء الأقوياء، وقد كانوا الحكام الفعليين للدولة. من 132-247 هجرية .
الثاني: عصر سيطرة العسكريين من الجنود الأتراك والفرس، وهو عصر ضعف ، حيث كان يحكم السلطان بدل الخليفة ، وحيث انفصلت دول وإمارات عن الخلافة العباسية من 247 – 656 هجرية .
في ص66 ذكر إن الأمة المتدينة دولتها قوية والشعوب العربية متمسكة بدينها منذ 1434 سنة ولكنها لم تمكن من الحكم حتى اللحظة .
وفي ص70 قال إن الحصول على الحقوق لآياتي إلا بالمطالبة وها نحن اليوم نرى الشعوب تطالب بحقوقها رغم قسوة الحاكم وظلمة 0
هل أثرت في ابن خلدون الفترة العباسية التي سيطر فيها العسكر وعاثوا فيها فسادا كما نراهم في مصر اليوم نزعت الرحمة من قلوبهم ، فان كان الأمر كذلك فهو معذور .
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه
