حضرموت اليوم / صنعاء / حاوره
:حسين باقرين
قال المحامي والناشط الحقوقي الأستاذ/
عبدالرحمن برمان في لقاء خاص (بالصحوة) أن النظام الحاكم لم يستطع أن يثبت أي حركة
عنف حدثت منذ قيام الثورة حتى الآن حتى يستطيع أن يبرر العنف الذي يقوم به ، والذي بدأ يأخذ منحنيات
إجرامية خطيرة لم تشهد لها الدول الأخرى نظير
بالاعتقال والاختطاف والتعذيب والقتل ، يحاول بهذه الأعمال أن يخيف
الناس .
وأضاف : بحسب الأشياء التي تتوفر لدينا
استطعنا الحصول على بعض الأدلة حول الشهداء الذين سقطوا وأيضا وثقنا كل الجرائم
التي قام بها هذا النظام البائد وهناك أشياء لا نستطيع أن نقدمها في الوقت
الحالي حتى لا تضيع ، وأشار إلى أن
إقالة الدكتور عبدالله العلفي من منصبه جاء نتيجة الموقف المشرف الذي كان
له في هذه الثورة والجهد الكبير الذي بذله ، معبرا عن خشيته من تقديم أي شيء
للنيابة في الوقت الحاضر حتى لا يتلاعب فيه ، مؤكدا الإصرار على عدم التعامل مع
النيابة الحالية حتى ما بعد الثورة لأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم يمكن تحريكها
في أي وقت .
وأشار برمان : أن ملف متكامل تم إعداده يوثق كل الجرائم
والانتهاكات التي قام بها علي صالح وأسرته
و يمكن تحريكه في المحاكم الدولية
والمحاكم الأوربية باعتبار أن هذه الجرائم جرائم إبادة ضد الإنسانية .
نترككم مع اللقاء ..
كيف قامت الثورة وما هي
المفارقات بينها وبين الثورة التونسية والمصرية ؟
لم تكن الثورة وليدة اللحظة ، بل كانت عبارة
عن تراكمات لها أسباب كثيرة ، وكانت هناك فعاليات سبقتها وأيضا لم تكن عملية تقليل
لما حدث في تونس أو مصر ، كان عندنا حراك كبير سواء في المحافظات الجنوبية وفي
صنعاء وتعز والضالع وفي كثير من المحافظات ، لكن كان الزخم الموجود بعد الثورة
المصرية والتونسية أعطى الناس أمل ، حتى الذين كانوا غير مقتنعين بالثورة والتغيير
عندما راؤ التغيير في مصر وتونس حيث أنها أنظمه قوية عاتية سقطت أمام إرادة الشعوب
خلال أيام قلائل .
أفهم منك أستاذ عبدالرحمن أن الثورة اليمنية
كانت قبل الثورة التونسية والمصرية ؟
نعم .. الثورة اليمنية حدثت قبل ثورتي تونس
ومصر بدليل أننا أقمنا الكثير من الاعتصامات
قبل الثورة كان يحضرها عشرات الأشخاص واليوم تحضرها الملايين .
وحسب تقرير المرصد اليمني لحقوق الإنسان
2010م كان هناك أكثر من (600 - 700) اعتصام على مستوى الجمهورية قبل أن تحدث هذه
الثورتين ، لكن بعد ثورة مصر اندفعت الناس إلينا بشكل كبير جدا .
أين تكمن المشكلة ؟
تكمن المشكلة في أن الناس وصلوا إلى مرحلة
اليأس من إحداث أي تغيير عن طريق الصندوق أو الانتخابات ، وعندما وجد هذا اليأس
دفع الناس إلى اللجوء للشارع إلى أن تسقط هذه الأنظمة وبذلك سقطت شرعيتها بوجود
ملايين خلعت الطاعة والولاء لهذه الأنظمة الفاسدة وقالت لهم : ارحلوا عنا نريد أن
نعيش بكرامتنا نريد أن نبني مستقبل لأولادنا ، دمروا مستقبلنا ، لا نريد أن يدمروا
مستقبل الأجيال القادمة .
توالت الحلول والمبادرات
إلا أن شيئا لم يتغير ، باعتقادك ما هي مشكلة الرئيس ؟
مشكلة الرئيس أنه شخصية عسكرية غير متعلمة ،
لو رأيت حسني مبارك وبن علي عندما رأو فعلا ثورة الشعب عليهم وزنوا الأمور وخرجوا
بكرامتهم ، ولم يسعوا ببلادهم إلى حرب
أهلية ، حاولا أن يبقا ، حاولا أن يهدا الشارع
لكن لا محالة ، عندما رأو أنهم ذاهبون ، قرروا أن يذهبوا دون أن يدمروا شيء ، لكن علي صالح يتجه حاليا إلى نهج القذافي عن
طريق استعداده لحرب وتوزيع السلاح وممارسة
أجهزة الأمن لعملية الاختطاف والتعذيب والقتل .
ولا يخفى عليك أخي أن الذي حصل في مصر من
قتل وشهداء لم يكن بتدبير من الرئيس حسني
مبارك كان بتدبير من أشخاص نافذين يحاكموا
الآن ، حسني مبارك لم يكن له علاقة بحادثة الجمل
أما في اليمن اليوم المسئول هو علي صالح وأبنائه وأبناء أخوه ، باعتبار أن
المعركة بين الشعب وهذه الأسرة ، المعركة ليس بيننا وبين المؤتمر الشعبي العام لأن
المؤتمر من بداية الأزمة لم يكن له أي دور
من الجانب الحزبي إلا مؤخرا عندما أراد علي صالح استخدام المؤتمر لإفشال المبادرة
الخليجية عن طريق المؤتمر بحجة أنهه هو الذي رفضها .
ما هي أهداف هذه الثورة
وما الذي تسعون لتحقيقه ؟
أهم شيء أن يعيش الناس بحرية وكرامة ، أن
يعيش الناس مساواة ، أن يرفع الظلم ، أن تعاد الحقوق المسلوبة التي نهبت وسلبت ،
أن يفرج عن المعتقلين منذ سنوات طويلة بدون محاكمات ، أن يعوض كل من تضرر من هذه
الأحداث من شهداء وجرحى وكل من تعرض لأي ضرر
، أن تسودنا دولة تحكم القانون ، أن يكون هناك دستور جديد يتلافى الأخطاء
والمشاكل السابقة ، أن تقلص صلاحيات رئيس الدولة المقبل ويصبح ذو صلاحيات سيادية
فقط ولا يتدخل ي الشأن الإداري ، أن يكون هناك حكم كامل الصلاحيات وليس واسع
الصلاحيات ، أن تكون إدارة المحافظات عن طريق الاقتراع المباشر من محافظ المحافظة إلى مدير المديرية إلى
المجلس المحلي وتكون هناك إدارة مباشرة ، ويبقى دور الحكومة المركزية مساندا ، وأن
لا تتدخل في الشؤون الداخلية إلا في إطار محدود في حال حدوث الكوارث .
كيف يمكن أن يتحقق ذلك ؟
حتى يتحقق ذلك لابد من سقوط النظام الموجود ، اعتقد أن
المبادرات لن تسقط هذا النظام ، علي صالح يستعد للحرب ، يريد فقط أن يكسب وقت من
المبادرات هذه ، لكن هو خسر شيء كبير جدا ، خسر الدعم الخارجي والدعم الأوربي
والخليجي والأمريكي ، والآن انضمت الصين
وروسيا وهذه الدول كانت داعمة لنظام صالح ، أيضا الدعم المادي الخارجي ، اليمن
تعتمد بشكل كبير جدا على المساعدات الخارجية ، المساعدات الخارجية وقفت من كل
الدول ، لذا لن يستطيع هذا النظام أن يصمد مهما حصل .
ما هي الآليات والطرق
التي ستستخدم لإسقاط هذا النظام ؟
أعتقد أن مبادرة الشباب في أن يسقطوا هذا
النظام كما حدث في مصر وتونس قوية وبالتأكيد سيظلوا في الساحات حتى إسقاط النظام .
اليوم نقدم شهداء ، نقدم تضحيات .. هذا
النظام عشق لون الدم ويسفك دماء الشباب في كل مكان وفي كل المحافظات ، لم يستطع أن
يثبت أي حركة عنف حدثت حتى يستطيع أن يبرر هذا العنف الذي يقوم به ، يحاول بهذه
الأعمال أن يخيف الناس .
كلما حدث عنف ، كلما ازداد الناس إصرارا على
إسقاط النظام وهو لا يدرك هذا الأمر .
أتوقع أن الشباب هم من سيحسمون القضية ، وهم
من سينجحون الثورة ، وهم من سيقدمون الشهداء ، وستصل أحزاب اللقاء المشترك - وأعتقد أنها وصلت - بقناعة إلى أن علي صالح
لن يرحل بأي مبادرة وإنما سيرحل عندما
تتحرك الجموع إلى قصره .
هذا يعني أننا سنشهد تجربة
مختلفة عن تجربة تونس ومصر في إسقاط النظام ؟
اعتقد أن التجربة اليمنية ستكون غير التجربة
التونسية والمصرية لأن القيادة هناك تختلف عن القيادة هنا ، لا يمكن أن نجد شخص
مراوغ يكذب كما يكذب علي عبدالله صالح في
اليوم ، هو يقبل مبادرة في الصباح ويرفضها المساء ، وهذا سيدفعنا إلى هذا الأمر ، وهو سيصر على أن يبقى في الكرسي ، لكن أراهن
على أن الأمن والحرس الجمهوري سينهار أمام الحركة السلمية .
لاحظنا في شارع الستين الشباب اخترقوا كل
الحواجز الأمنية وتفرق الجنود من المكان ،
والبلاطجة فروا من أمام الشباب ، سقط هناك تقريبا (7) شهداء ، لكن استطاعوا أن يخترقوا كل الحواجز الأمنية .
الأمن والحرس الجمهوري اليمني سيفكر ، لا
زالت الروابط الأسرية والقبلية موجودة ، سيفكر
كل جندي أن إخوانه وأقاربه وأبناء عمومته موجودين في أوساط هؤلاء المتظاهرين ،
فسيفكر أن كل هؤلاء القادمين هم أقاربه ، وأثبتت التجارب أن أي جيش في العالم مهما
كانت قوته ينهار أمام أي حركة سلمية .
وعلى سبيل المثال : الثورة الإيرانية
استطاعت الورود أن تهزم البندقية – برغم
اختلافنا الآن مع ما يحدث في إيران من ناحية الديكتاتورية الموجودة وكبت حرية
الناس ، وما تتعامل به السلطة مع المعارضة ، لكن استطاعت الثورة أن تهزم أقوى
الجيوش في العالم ، ولم تكن هناك تضحيات بالمستوى الذي كان يتوقعه الناس .
طالعنا في بعض الصحف
وجود خلافات بين الشباب في وسط الساحات ما تعليقك ؟ وهل ترى أنها مدفوعة ؟
أي شخص ينكر الخلافات شخص مكابر ، قد تكون
بعض الحركات مدفوعة ، لكن نحن كزملاء ورفاق نختلف من تيارات متعددة قد نختلف حتى
داخل الحزب الواحد ، وداخل التيار الواحد ، فما بالك ونحن نمثل الشعب بأكمله في
هذا المكان بقبائله وأحزابه وتنظيماته
ومؤسسات مجتمع مدني ، نختلف في الرؤى لكننا نظل نتفق على شيء واحد هو أن الشعب
يريد إسقاط النظام .
أيضا الخلافات التي تحدث لم تصل إلى حد
القطيعة والانسحابات حيث كان النظام يحلم
فيها وإنما نحن نختلف ونظل في الميدان ، نظل نختلف على قضية لكننا نتفق على القضية
الكبرى .
إذا هي ظاهرة صحية لأننا إذا لم نختلف أصبحنا كأننا لا نتحرك وخاملين ، وإنما نحن
نختلف في العمل والوسائل لكننا متفقين في الأهداف .
ما هي إحصائيات الشهداء
والجرحى حتى الآن ؟
في صنعاء لدينا (67) شهيدا ولدينا عدد كبير
من الشهداء في صنعاء تم اختطاف جثثهم ، أعتقد أنهم يتجاوزوا العشرين شهيدا ولدينا في عدن أكثر من (30) شهيدا وفي تعز ما
يقارب (20) شهيد ، في الحديدة (3) شهداء وفي حجه
شهيد وفي حضرموت شهيدين .
و حادثة المصنع في أبين فيها (229) شهيدا
، لدينا إحصائية بـ(179)منهم والباقي
لازلنا نبحث عنهم .
في أيضا (13000) جريح حتى هذه اللحظة بين
طلقات نارية وضرب بآلات حادة بالحجارة
وبالحديد وبالعصي وأيضا حالات الاختناق من الغاز ، لدينا حالات من بداية الثورة
إلى حد الآن لم تشفى فالغاز المستخدم غير
معروف ولم يستطيع الأطباء التعامل معه .
كذلك عندنا قضية المعتقلين ، في صنعاء فقط
من (500)إلى (600) شخص معتقل لا نعرف أماكن تواجدهم ، يوم 9 ابريل كان لدينا من
200 إلى 300 معتقل اعتقلوا في ساعة واحدة ، حيث تم ضخ كميات كبيرة من الغاز ،
الشباب سقطوا في المكان ، خرجوا في الليل اجتهاد من ذات أنفسهم وكان عددهم قليل
حاصر الأمن والبلاطجة المكان من كل اتجاه
واستطاعوا أن يقتلوا من قتلوا ، والجرحى
قتلوهم بالدهس بالمدرعات ، أخذوا جثث الشهداء والجرحى واعتقلوا من (250) إلى (300) شخص .
هل تم توثيق كل هذه
الجرائم ؟
بحسب الأشياء التي تتوفر لدينا استطعنا
الحصول على بعض الأدلة حول الشهداء الذين سقطوا وأيضا وثقنا كل الأشياء وهناك
أشياء لا نستطيع أن نقدمها في الوقت الحالي حتى لا تضيع باعتبار أنه بعد إقالة الدكتور عبدالله
العلفي من منصبه نتيجة الموقف المشرف الذي كان له في هذه الثورة والجهد الكبير
الذي بذله ، نحن الآن نخشى أن نقدم أي شيىء يتلاعب فيه ، سنظل نصر على أن هذه
النيابة لن نتعامل معها وسنستمر في النضال حتى ما بعد الثورة لأن هذه الجرائم لا
تسقط بالتقادم يمكن تحريكها في أي وقت ولدينا الملف يمكن تحريكه في المحاكم الدولية والمحاكم الأوربية التي
تقبل باعتبار هذه جرائم إبادة ضد الإنسانية .
ماذا عن دور المنظمات
الدولية في حقوق الإنسان ؟
كان دور قوي جدا للمنظمات الدولية مثل منظمة
العفو الدولية والهموويتش ومنظمة أصدقاء الإنسان وكثير من المنظمات كان لها دور كبير جدا كذلك المنظمة العربية لحقوق الإنسان والشبكة العربية
لحقوق الإنسان وكثير من المنظمات العربية والعالمية كان لها دور كبير جدا .
المنظمات اليوم تعمل في أكثر من جبهة ،
التركات اليوم أصبحت تنتشر في العالم
بشكل كبير وفي عالمنا لعربي أصبحت عملها
يحتاج إلى وقت كثير .
وفي اليمن تراقب المنظمات الوضع عن كثب
وتصدر بيانات مباشرة بعد كل مجزرة من هذه المجازر
وأصبح لها تأثير على موقف مجلس الأمن حيث أنها ستضغط على عقد جلسة ثانية
لمناقشة الوضع في اليمن .
حدثنا عن أبرز البطولات
التي رأيتها في الثورة ؟
أبرزها أم رأت طفل وهو مصاب في رأسه
والبلاطجة يسعون إلى اختطافه وكان ينزف بشكل كبير ، خرجت من المنزل وواجهتم وكان
عددهم (4) بلاطجه أقوياء وأشداء ، لكنها قاتلت قتال شديد وحاولت تخليص الطفل ووضعته
بين يديها وأخذت تجري إلى البيت ، نزع من فوقها النقاب والحجاب لكنها أصرت على أن تمسك الطفل ودخلت به إلى
المنزل وظلوا محاصرين منزلها إلى وقت متأخر من الليل ، وكان هناك نداء موجه من
قناة سهيل إلى الجيران حيث حددنا موقع البيت على أن يسعوا لإنقاذ الطفل وفك الحصار عن الأم .
والموقف الثاني أيضا لأم رأت شاب في الساحة يوم 9 إبريل وهو
يكاد يموت ويحتاج إلى الإسعاف فطلبت من زوجها أن ينزل لإسعافه ، لكنه رفض فخرجت وعندما وصلت أرادت أن تحمله إلى
البيت لكن زوجها قال لها : إذا أدخلت الولد فأنت طالق فأخذته وأدخلته إلى البيت
وبذلك يكون قد وقع عليها الطلاق ، ضحت بأسرتها وبيتها وأولادها لذا نقول اليوم بكل
فخر واعتزاز أن نساء اليمن هن من يصنعن الثورة
.
إذا كان دور المرأة في
الثورة كبيرا ومشهودا ؟
أول مرة ومن خلال كل الأحداث السابقة
أرى أن دور المرأة كان استثنائيا في حين
كنا نرى سابقا أن وضعها ديكوري كأن تقوم منظمة بتنفيذ دورة تدريبية تحضرها امرأة
أو اثنتين أو ثلاث على أساس أن يرى الناس
أننا لسنا مضطهدين للمرأة .
في الانتخابات يؤتى بالمرأة كزينة للعملية
الانتخابية ، لكن اليوم جاءت المرأة من نفسها لم يأتي بها أحد وإنما فرضت نفسها
واليوم المرأة تتقدم بشجاعة أكثر بكثير من
بعض الرجال الذين فضلوا الجلوس في منازلهم
، هناك نساء ضحين بوظائفهن وبيوتهن وأبنائهن .
رأيت أم وهي تفتخر بابنها المصاب في
المستشفى وتقول أنها مستعدة لتقديمه شهيد ، ورأيت أم لديها ابن واحد وسبع
بنات وأبنها قد استشهد وهي تقول يا ليت أن هؤلاء بناتي رجال ليخرجوا ويستشهدوا
واحد بعد الآخر ، وسمعت زوجة تقول لزوجها عندما حضر من ميدان التحرير ومعه ستة ألف
ريال في جمعة التسامح وهو فرح وقالت له :
أتذكر الجزمة التي أهداك إياها أحد أقاربك
من السعودية قال لها : نعم قالت :
أتذكر بكم؟ قال: نعم بمائة وخمسين ريال
سعودي قالت : ما يعادل تسعة ألف ريال . قالت : إذا الجزمة أغلى منك ، أنت اشتروك بستة ألف ريال والجزمة التي تلبسها
بتسعة ألف ريال ، مواقف يشعر الإنسان فيها
بعظمة المرأة اليمنية .
ما الذي تحقق من الثورة
حتى الآن ؟
الثورة هذه أعادت لنا هويتنا الوطنية ، لم
تكن لنا هوية وطنية ، تلاقي الواحد يسب اليمن والشعب والوطن ، لم نكن نشعر
بالانتماء إلى الوطن واليوم أصبحنا نشعر بأن نعيد للوطن اعتباره .
اليوم هذه الثورة ليست ثورة جياع ، الجياع
يذهبون إلى التحرير والسبعين يبحثون عن الأرز والدجاج ، لكن هذه الثورة هي ثورة
كرامه ، هي ثورة استعادة اليمنيين لحريتهم
وكرامتهم ، إذا هي ليست ثورة عادية من أجل المال أو الوظيفة .
أذكر يوم 3 فبراير يوم أن انطلقت
الثورة في صنعاء قبض على الشباب فذهبت إلى
السجن ونحن عملنا اعتصام في نفس اليوم فوجدتهم وقد حققوا معهم وجاءوا يغرونهم
قالوا للأول : أطلب تشتي وظيفة سنوظفك تبغى فلوس نعطيك فلوس قال لا ، كل عام يخرج 15 ألف من الجامعة إذا كل عام
نريد 15 ألف وظيفة .
وجاءوؤ بالثاني قال الشعب يموت جوع ومن أجل
حبة دواء وأنتم لا تستطيعوا أن توفروا
الغذاء والدواء والكساء لكل أفراد الشعب .
وجاؤو بالثالث وقال نفس الكلام هل لديكم
مطالب خاصة قال : لا ، ثمانية من المعتقلين كلهم رفضوا .
وجاءوا بجندي من أبناء عدن وهو قد ترك عمله
وجاء يعتصم فأرادوا أن يهددوه بأنه جندي وأنه كذا ولكنه قال لهم : اليمن أغلى
من كل شيء من الوظيفة ومن المال ومن أي شيء آخر .
حدثنا أستاذ عبدالرحمن
عن اصطفاء الله للشهداء ؟
كل الناس يسألونني هذا السؤال ، وأنا أتنقل
بين الخيام اسمع كل يوم عن أخلاق الشهداء و كيف يتحدث الناس عن تفانيهم في خدمة
الآخرين ، كيف يتحدث الناس عن حبهم لوطنهم وبذلك اختار الله سبحانه وتعالى هذه
الكوكبة كي يمنحهم الله شرف تحرير اليمن .
لأنه اعتقد ليس هناك بطوله لكل من يعتلي
المنصات ويمسك الميكروفونات ويظهرون في الصحف والتلفزيونات سيظل الخلود الذي
سيخلده التاريخ في سجل عند الله سبحانه وتعالى هم هؤلاء الشهداء ، قدموا أغلى ما
يملك الإنسان وهي النفس من أجل أن يحيا الوطن ماتوا من أجل أن يحيا الوطن .
واذكر أن هناك معتقل وجريح كان يستعد للشهادة وكان يتمنى أن
يكون شهيد وضع في جيبه ورقه حتى إذا استشهد يعرف الناس من هو وأيضا أراد أن يرسل رسالة أسف لابنته الصغيرة
التي طلبت منه أشياء لكنه لم يتمكن من إحضارها ، وتخيل معي أن عنده 7 أطفال وأب
وأم وأخت وهو مدرس ولا يوجد في البيت حتى كيس بر
.
ترك المدرسة وذهب للساحة قائلا : تركتهم
وكفلتهم الله سبحانه وتعالى وكتب في
الورقة (كم أتمنى أن أعيش كريما أو أموت شهيدا) عبارة في نفس كل يمني حر ، يحب
اليمن ويحب وطنه .
هذا الأخ خطف وتعرض للتعذيب ، من مئات
المعتقلين الذين عذبوا بشكل وحشي ويتركون بدون طعام أو شراب حتى يكادوا أن يموتوا .
وأذكر أنني
جاءتني قضية أن اثنين من الأطفال دخلوا إلى ملعب الثورة وهم يذهبون كل يوم
ليأكلوا من هذا المكان ولكن أثناء لعبهم راؤو
شباك في مكان وفيه عدد من
المعتقلين موجودين في هذا المكان فسألوهم فطلبوا المعتقلين أكل حيث كانوا جائعين
وهالكين ، فخرجوا إلى الشارع فوجدوا شخص
فأخبروه أن هناك أناس يموتون جوعا في هذا المكان ، فكان الرجل في جيبه بعض
المال يستطع أن يشتري لهم بكل ما في جيبه إلا بعض الكدم فأعطى الأطفال وتمكنوا من الوصول إلى هؤلاء
وأعطوهم .
اليوم المرأة تصنع الثورة والطفل يصنع
الثورة ، اليوم الشعب كله مشروع شهادة لأننا وصلنا من الظلم والبشاعة إلى أن جعلنا هذا النظام نستميت من أجل أن
يرحل.
وكلمتي الأخيرة أوجهها لإخواننا في كل
الساحات ساحات الحرية والتغيير أقول لهم
تماسكوا ، اجعلوا الخلافات أمر ثانوي وهي أمر طبيعي لكن انتبهوا على هدفكم الأكبر وهو سقوط النظام
وأيضا لا تنتهي ثورتكم بسقوط النظام ، فلتستمر الثورة حتى نغير كل سلبية موجودة في
هذا المجتمع وستستمر الثورة حتى عندما
تأتي الحكومات القادمة ونجبرها على أن تلبي كل
مطالب الشعب وعلى أن تغير كل الأنظمة ولقوانين التي تصطدم مع كرامة وحرية
الشعب وأقول لهم لا تنسوا إخوانكم من أسر
الشهداء والجرحى ، لا تنسوا إخوانكم المعتقلين والمتواجدين الآن في سجون النظام
هؤلاء أمانة في أعناقكم أن يظلوا حاضرين في مسيراتكم وفعالياتكم لأنهم يتعرضون
لأبشع أنواع التعذيب
أمس خرج أحد المعتقلين وأقسم يمين أن في
المكان الذي اعتقل فيه هناك 4 معتقلين مكتفين في الكراسي وشفائفهم مخيطة بدبابيس ،
لم يصل نظام في العالم إلى ما وصل إليه هذا النظام إلا في العصور الوسطى التي كان
يحكمها أساطير ، اليوم هذه الأساطير بدأت
تعود فأقول لهم : ليستمر الضغط حتى إسقاط
النظام ومشروعكم أكبر وأساسي وسوف يعم
الخير اليمن إن شاء الله تعالى .