حضرموت اليوم / رويترز
علقت دول الخليج العربي مساء أمس الأحد مبادرتها لتسوية الأزمة اليمنية بعد ان رفض الرئيس علي عبد الله صالح توقيع اتفاق نقل السلطة قائلا انه سيدفع البلاد نحو حرب اهلية.
وقالت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان بعد اجتماع وزاري طارئ في الرياض انها قررت تعليق المبادرة "لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها".
وأضاف البيان "ويتطلع المجلس الوزاري الى توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على الاتفاق في أسرع وقت لضمان تنفيذ الاتفاق والانتقال السلمي للسلطة."
وجاء فشل الجهود الدبلوماسية المكثفة لانجاز الاتفاق بعدما حاصر مسلحون موالون للحكومة اليمنية دبلوماسيين غربيين وخليجيين كانوا يقومون بمهمة الوساطة داخل سفارة في صنعاء لمدة ساعات اليوم الاحد قبل نقلهم بطائرة هليكوبتر.
وقال دبلوماسي لرويترز بعد انهيار الاتفاق في اللحظة الأخيرة للمرة الثالثة "لقد فشل". وقال دبلوماسيون ان خمسة من أعضاء الحزب الحاكم وقعوا الاتفاق لكن صالح رفض التوقيع ووضع شروطا إضافية.
وقال المحلل الأمني تيودور كاراسيك في دبي "صالح ليس جادا بشأن الخروج من السلطة. وهذا جزء من إستراتيجيته للبقاء في السلطة" مضيفا أن صالح البالغ من العمر 69 عاما لم يعد ينظر اليه على انه شريك جدير بالثقة.
وتابع كاراسيك "قد يتمكن من التشبث بالسلطة لكن الضغط من الخارج سيكون كثيفا الان الى حد يمكن معه القول ان أيامه باتت معدودة."
وقتل أكثر من 170 محتجا يمنيا في حملة على المظاهرات التي تأتي في إطار موجة انتفاضات في العالم العربي أطاحت برئيسي تونس ومصر.
وفي خطوة يرجح ان تثير غضب حلفاء اليمن في الخليج والغرب أحاط مسلحون موالون لصالح بسفارة خليجية وحاصروا فيها دبلوماسيين يعملون على حل الأزمة ومنعوهم من الذهاب الى قصر الرئاسة لمقابلة صالح.
وقال شهود عيان ان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ظل لساعات في سفارة دولة الإمارات العربية غير قادر على مغادرتها هو وسفير الولايات المتحدة وعدة سفراء أوروبيين.
وذكرت وسائل إعلام رسمية ان الإمارات حثت اليمن على تأمين سفارتها في صنعاء وقيل ان الوسطاء غادروا السفارة لاحقا بطائرة هليكوبتر. ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدثة باسم السفارة الأمريكية للحصول على تعليق.
وفي أماكن أخرى في صنعاء عبر بعض المتظاهرين المؤيدين لصالح من خلال مكبرات للصوت ركبوها في سياراتهم عن رفضهم للمبادرة الخليجية وما وصفوه بالانقلاب على الشرعية وأغلق آخرون الطرق بالحجارة لمنع المرور.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوبانا قال في كلمة ألقاها يوم الخميس وتناولت السياسة الأمريكية في العالم العربي انه يجب على صالح أن "ينفذ التزامه بنقل السلطة". وحث دبلوماسيون اوروبيون الجانبين على الوصول الى اتفاق.