جامعة حضرموت ومشكلة القاعات

تراودني الكثير من الشكوك أن مشاكل نقص القاعات ستعود مجدداً، وسيلوح شبحها المخيف بين ردهات الجامعة وبخاصة مجمع الكليات بمنطقة فوة المساكن، وشكوكي التي استهللتها ليست من باب التشاؤم أو من قبيل وضع النظارة السوداء أمام الناظرين، بل ما نلمسه من تقاعس ملموس، وتباعد واضح ربما يكون متعمداً من قبل الجامعة عن حل هذه الإشكالية التي طالما باتت تقض مضاجع الطلاب والمدرسين والإدارات على السواء .

من المفروغ منه أن أعداد الطلاب في ازدياد مطّرد ، فكل عام يقبل المئات إن لم يكن الآلاف من الطلاب المستجدين ليأخذوا أماكنهم في قاعات الدرس والتعليم ، فإن كنا نعول على خلو قاعات من يذهب من الخريجين فإن المؤشرات تدل دلالة قاطعة على أن القادمين أكثر من الذاهبين ، ما يجعلنا أمام مفترق طرق إن كنا نعوّل بالطبع على حل المسألة من هذا الجانب بالذات .

ليس من باب التجني على إدارة الجامعة أن نتهمها بالتساهل والتهاون في حل إشكالية نقص قاعات الدراسة، ففيما مضى كنا نسمع كثيراً من الوعود بحل تلك الإشكالية على نحو متسارع، إضافة إلى ما هو أبعد من ذلك؛ بالقاعات المكيفة والمجهزة بوسائل الراحة، لكن للأسف لم يحدث من ذلك شيء ، وما تم افتتاحه من قاعات تدريبية جديدة هو بالأصل صدقة وإحسان من أهل الخير، فكأن الجامعة باتت لا تعول على أية تغييرات في بنيتها التحتية إلا من خلال هذه النافذة الوحيد، علماً أن هناك الكثير من الحلول الناجعة التي لو كنا جادين بالفعل لوجدناها ولخلقنا العديد من الفرص التي تمكننا من تجاوز العراقيل .

مضت الإجازة الصيفية بأشهرها الثلاثة، وخلال الفترة المنقضية لم يتم تحريك أي شيء، فكل شيء بدا على ما هو عليه، لا بنية تحتية تم تجديدها ولا تمديدات لخطوط الإنترنت لضمان عملية التعليم الجيد القائم على الانفتاح على العالم، ولا أي شيء للأسف الشديد، وفي الأخير نضع اللوم على المركزية المقيتة، وهي دعوة إن بدت في ظاهرها صحيحة إلا أنها تحمل الحق الذي يراد به باطل .

الإيرادات الطيبة التي تحصلها الجامعة كل عام أليست كفيلة بان نخصص منها مبلغاً بسيطاً لبناء قاعات إسعافية لتفادي النقص الحاد، فإن كانت هذه الحلول خيالية ولا تصلح في نظر القائمين على إدارة الجامعة، فما هي الحلول الجيدة إذن بنظركم، ما الحل الناجع لكي نسكت صيحات التشكيك والتساؤل عن الملايين التي تُدفع في مقابل الأنشطة الطلابية لنجد أن هناك لا قاعات ولا أنشطة طلابية من الأساس، وكم تعالت صيحاتنا من أشباح الفساد الذي لا يُعرف أصحابه حتى منّ الله علينا بقيادة نزيهة ونظيفة ومشهود لها بالخير من قبل الجميع ، و ما نرجوه منكم ليس صعب التحقيق، ولا من سابع المستحيلات، فضلاً اعملوا على حل هذه المشكلة وأريحوا الطلاب والمدرسين من ضغط الأنفس، والكثير من الازدواجية في القاعات في برامج المحاضرات، بل والكثير من الخلافات والمنازعات التي رأينا آثارها في تعكير صفو العلاقات بين الكثير من الطلاب والإدارات هيئة التدريس .

إن الوقت اليوم يبين أن الحاجة قد أصبحت ملحة لإضافة واستحداث وبناء قاعات جديدة؛ خاصة في مجمع الكليات بفوة المساكن الذي يعاني نقصاً حاداً في عدد القاعات، إذا ما علمنا أن أرضية المجمع لا يزال فيها متسع، وأن المساحة البيضاء متوفرة فيها بشكل ممتاز.

وفي الختام دعوة نوجهها للسلطة المحلية ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالتعليم وكل من أهل الخير والإحسان من الحضارم الذين أولوا نهضة التعليم والارتقاء به جل اهتمامهم، ندعوهم جميعاً أن يسعوا حثيثاً لردم هذه الهوة السحيقة، حتى نضمن لأبنائنا الطلاب ظروفاً جيدة لطلب العلم في واقع أضحى لا يعترف إلا بالمتعلمين لنيل قصب السبق في إحداث النهضة الشاملة .

 

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص