حضرموت اليوم / المكلا /
إسلام محمد بن مبارك
بداْت معرفتي بها في الترتيبات التي كنّا
نقوم بها للاستعدادات الخاصة بحفل أطفال مرضى السرطان التابع لمؤسسة حضرموت
لمكافحة مرض السرطان ذهبت لتحية والدتها التي استقبلتني باْبتسامة غلب عليها طابع
الحزن فساورتني شكوك بمدى القلق والحمل الملقى على كاهل هذه الأسرة.
حينها راْيت طفلة جميلة في السادسة من
العمر تمسك بيدها وكأنها تخشى أن تفارقها
يوما علمت فيما بعد أنها اْبنتها " بسملة " التي كانت تجاهد مرض السرطان
الذي أصابها في رأسها والذي على أثره فقدت
إحدى عينيها .. كان وقع كلامها علي شديد فاْنا أم
واعلم جيدا إحساس الأم حين يصاب أحد أطفالها بمرض بسيط كــ حمى تجعلها
مضطربة وجلّةّ فــما بالكم بمرض وحشيّ لايبقى ولايذر إلاّ من رحمة الله ولطف منه .
تجاذبنا أطراف الحديث ابتداء بمرض بسملة
وحالتهم الاجتماعية وأتذكر جيدا حين كنّا في غرفة التحضيرات قبل أن تصعد بسملة على المسرح وقد قمنا بتزيينها
بالفستان الأبيض الجميل الذي قدمته لها المؤسسة مشكورة لها كـ هدية
تذكارية كم كانت لحظات رائعة لم تستطع
التعبيرّ عنها سوى دمعات صادقة تلألأت في أعيينا ولكم أدهشني ذكاؤها فهي لم تحضّر
مسبقا لكيفية إلقاءها على المسرح كــ بقية الفتيات المشاركات في الحفل بل تمّ
تعريفها بما يجب عليها فعله بعجالة وأسعدتنا كثيرا حين صعدت الى المسرح بخطوات
واثقة كــ ثقتها في تخطي المرض رغم جميع العقبات التي تعترض طريقها وتنهك جسدها
الضعيف المتعب .
انتهى الحفل بنجاح أسعد كل من شارك به والذي
زادت سعادتهم حين تم قطف ثمار النجاح فقد تكفلتّ مؤسسة حضرموت برعاية الشيخ
عبدالله بقشان في إرسال بسملة لخارج الوطن
وعلاجها ، وبالفعل سافرت بسملة مع جدها وجدتها لتلقي العلاج وبدء معها رحلة
التعافي ولكن مالبثت أن ساءت حالتها مجددا وظهر الورم مرة أخرى وانتكست حالتها الصحية ولم أكن أملك سوى التواصل بين الفينة والأخرى
مع والدتها التي عانت الاْمرينّ بفراق ابنتها ومرضها فــ تارة تثلج خاطري بما يسرّ
من الأخبار الطيبة وتارة يخبرني صوتها الحزين
بحال بسملة قبل أن تنطق به ..
مرّ عام كامل على غياب بسملة وتلقيها العلاج
بمركز الأميرة نورة بالمملكة العربية السعودية
.. وصدق المولى عزوجل حين وعد الصابرين بالبشرى واليسر بعد العسر فقد جاءت
البشرى بتعافي بسملة واستطاعت تلك الطفلة
وبفضل من الله عز وجل من الخروج من براثن المرض منتصرة بعد أن وقفت مجددا لإلقاء
كلمة الاطفال المصابين بالسرطان في الحفل الخيري الثاني لسرطان الطفل الذي نظمته
مؤسسة (أمل) حضرموت لمكافحة السرطان وسعدت
قلوبنا التي أحبت بسملة بكل صدق وهي مشرقة معافاة منتشية بانتصارها على الألم.
ولعلي أجدها فرصة لاْشكر كل من ساهم في دعم
وإسناد ومساعدة بسملة ابتداء بمؤسسة
حضرموت ممثلة في رئيس مجلس مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان الشيخ عبدالله احمد بقشان
ورئيس مجلس الاْمناء لمؤسسة حضرموت الدكتور أحمد محمد باذيب ونائب رئيس مجلس
الأمناء للمؤسسة الدكتور وليد عبدالله البطاطي وأسرة مجلة سلامتك جعل الله
ماقدمتموه في ميزان حسناتكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ...
إنتظرونا مع قصص صمود أخرى لمرضى ومريضات
أضئن شمعة الاْمل وأشعلن وهج التحديّ وتغلبن على الألم فكان حقّا علينا أن نسلط عليهم الضوء وان نجعل
من تجاربهم نبراسا يضئ طريق غيرهن في مواجهة داء فتاك كالسرطان ..