انتابتني مشاعر الحزن والإحباط وفقدان الأمل فور سماعي بخبر إيقاف القبول والتسجيل مجدداً عن تخصص الإعلام والصحافة بجامعة حضرموت، بعد أن كان الأمل قد عاد فيما مضى بإعادة التسجيل مجدداً بعد قرار إيقافه الأول، وتوقعنا أن يتم رفد الجامعة بدفعة متدفقة من الدماء الإعلامية الشابة لهذا العام 2013 / 2014م خاصة وأن الساحة الإعلامية ستستقبل العام القادم تخرج الدفعة الأولى من حملة شهادة البكالوريوس من القسم نفسه .
أصيب عدد من الطلاب الذين كانوا ينتوون اللحاق بالقسم في عامه الجديد بخيبة الأمل، وتخبطوا في قرارتهم المستقبلية على أهميتها، فمنهم من عزم على البقاء حتى العام المقبل ليسجل في التخصص الذي يعشقه وتتوق إليه نفسه ولا يقبل بغيره بديلاً، ومنهم من سجل في تخصص آخر حتى وإن عافته ونفسه ولم يجد الرغبة المشتعلة في دراسته ولكن الأمر لا يعدو بنظره البديل الحتمي بعد استحالة الحلول في نظره خاصة من فئة البنات اللاتي لا يستطعن السفر للدراسة في أي مكان آخر، ومنهم من قرر الرحيل إلى جامعة عدن للدراسة مع ما يكتنف هذا القرار من صعوبات وتحديات، تبدأ من صعوبات العيش والسكن إلى المواصلات التي تكلف عشرات الآلاف شهرياً، مما يجعل المسألة صعبة على ذوي الدخل المحدود .
إدارة الجامعة ممثلة بالدكتور محمد سعيد خنبش رئيس الجامعة عزت أسباب إيقاف القبول نظراً لنقص أعضاء هيئة التدريس، والحرص على مصلحة الطلاب ومن أجل جودة التعليم. الأسباب المطروحة رآها الكثير بأنها لا تعدو إلا أن تكون مبررات غير مقنعة وغير مُرضية لأي أحد خاصة للطلاب الضحايا، ولم يستشعر العديدون بأنها كافية لإقناع الرأي العام وبأنها جديرة بصرف أبناء حضرموت عن دراسة التخصصات التي يعشقونها، علماً أن الإشكاليات ذاتها لا يوجد الضامن من ألا تكرر كل عام كما تكررت في الأعوام السابقة، وما التلميحات التي نستشفها من تصريح رئيس الجامعة إلا كمصداق لذلك، فهو قد قال " الجامعة حالياً تقوم بالبحث عن أعضاء هيئة تدريس من خارج الجمهورية ومن جامعات أخرى داخل الجمهورية، وسيتم اتخاذ قرار بفتح القسم ( في حالة ) وجود أي ( إشارات ) للحصول على أعضاء هيئة تدريس "، فالتعابير التي تدل عليها من قبل ( في حالة ) و ( إشارات ) أغلبها يوحي بإمكانية استمرار الإشكالية ( نقص هيئة التدريس ) إلى أجل غير مسمى.
بصفتنا طلاب الدفعة الأولى لا زلنا نتمسك بموقفنا السابق برفض قرار إيقاف التسجيل، وكما أوضحنا فيما مضى فإننا نرفض كافة المبررات المقدّمة التي تتكرر على مسامعنا كل حين، ولا ندري متى يتم تلافيها، ونعلن تضامننا الكامل مع جميع الإخوة الطلاب والطالبات المستجدين الذين أوقفوا عن تحقيق طموحاتهم بالانضمام إلى قسم الصحافة والإعلام وماتت أحلامهم إلى إشعار آخر .
بقلم : أحمد عمر باحمادي